اجريت في بريطانيا لأول مرة جراحة فريدة من نوعها من قبل الجراح المغربي الاصل المشهور الدكتور محمد عمراني، استشاري جراحة القلب في لندن، الذي اجرى عملية زراعة شرايين قلبية والمريض صاح، عن طريق التخدير الموضعي من خلال شق صغير في الصدر او ما يدعى بجراحة القلب بأقل قدر ممكن من الرض الجراحي.
التقت «الشرق الأوسط» مع الدكتور عمراني الذي يقود فريق بحث علمي في جراحة القلب في مستشفى هيرفيليد المعروف دوليا، وكان لنا معه الحديث التالي:
* هل يمكن ان تتفضل وتعطينا فكرة عن عملك الحالي؟
ـ أنا أحد استشاريي جراحة القلب ذوي التوجه الى زراعة القلب في مستشفى هيرفيلد، واعمل هنا لمدة عشر سنوات حاليا، واهتمامي هو زراعة القلب والرئة وجراحة الدسامات. واهتمامي الحالي ينصب على اجراء عمليات زراعة شرايين القلب بأقل قدر ممكن من الرض الجراحي عن طريق شقوق صغيرة، واجراء عمليات زراعة الشرايين من دون وضع المريض على جهازي القلب والرئة الصناعيين او ما يدعى «اوف بمب» حيث اجرينا دراسة على 1100 مريض، نشرت في اهم المجلات الطبية الاميركية.
* ما هو الجديد لديكم في جراحة القلب؟
ـ لقد اجرينا في الايام الماضية ولأول مرة في بريطانيا عملية زراعة الشرايين عن طريق شق جراحي صغير «ثقب المفتاح» من دون جهازي القلب والرئة الصناعيين، على قلب نابض، ومن دون اجراء التخدير العام، حيث بقي المريض صاحيا طيلة العملية، واجرينا العملية عن طريق تخدير الحبل الشوكي العصبي الموضعي، وكنا خلال العملية نتحدث للمريض، الذي خرج خلال يومين من المستشفى بعد العملية.
* ما هي فائدة هذه العملية؟
ـ يحقق هذا النوع من العمليات فوائد عديدة تتلخص في ثلاثة محاور: الاول، عدم رض المريض واخضاعه لاختلاطات القلب والرئة الصناعيين، حيث اجرينا العملية على قلب نابض. اما المحور الثاني فهو تقليل مدة بقاء المريض في المستشفى لأن اطالة بقاء المريض تزيد الاختلاطات ويستطيع المريض المشي والاكل في نفس اليوم. المحور الثالث هو تقليل مخاطر التخدير العام، خاصة لدى الكبار والكهول وذلك من خلال اجراء العملية تحت التخدير الموضعي والمريض صاح.
يضاف الى ذلك، ان نسبة البقاء في غرف الانعاش اقل وتكلفة العملية اقل ايضا.
* هل هذا النوع من العمليات يجرى لأول مرة في العالم؟
ـ في الحقيقة بالرغم من ان هذا النوع من العمليات يجرى لأول مرة في بريطانيا، الا انه اجري من قبل في المانيا وفي اميركا.
* كيف تختارون الناس المناسبين لهذه العملية؟
ـ العملية تفيد جميع الناس، لكن بشكل خاص الكهول، الذين لا يستطيعون تحمل التخدير العام او الذين لديهم وظيفة رئوية سيئة او اضطرابات قلبية كبيرة.
* هل هناك مساوئ لهذه العملية؟
ـ لا اعتقد ذلك، والشيء الوحيد هنا ان بعض المرضى يخافون ان يسمعوا ما يجري حولهم.
* هل سيصبح هذا النوع من العمليات شيئا روتينيا يوميا؟
ـ من الصعب الجواب على هذا السؤال. هناك مقالة في جريدة «تايمز» البريطانية بان اي شيء في البداية قد يواجه مقاومة وعدم قبول من قبل اصحاب الاساليب الجراحية التقليدية.
* هل يجرى التخدير الموضعي لعمليات زراعة الشرايين فقط؟
ـ نحن نخطط ان نوسع هذه التقنية في نهاية الشهر المقبل الى باقي انواع العمليات مثل تبديل الدسام الابهري والامراض الاخرى.
* ما هي نسبة حدوث امراض شرايين القلب في العالم العربي؟
ـ لا استطيع الاجابة بالتحديد على هذا السؤال لانني اعمل هنا، لكن تجرى عمليات كثيرة على مرضى عرب، وحسب ما اعرف من خلال زملائنا الاطباء العرب، بان النسبة في ازدياد. وهناك عوامل متعددة لهذا اهمها هو اقتباس الخط الغذائي الاميركي في دول الخليج وهذا يزيد امراض شرايين القلب، والسبب الآخر هو ازدياد نسبة حدوث مرض السكري في تلك المنطقة، وخلال سنوات قليلة سوف تصبح مساوية للغرب.
* ما هي عوامل الخطورة لامراض شرايين القلب؟
ـ تعتبر امراض شرايين القلب من الامراض ذات الاسباب المتعددة واهمها ما يلي:
ـ زيادة الضغط الدموي الشرياني.
ـ زيادة كوليسترول الدم.
ـ زيادة الشدة النفسية والازمات العصبية.
ـ الوراثة تلعب دورا، خاصة لمن لديهم اباء عانوا من امراض القلب.
ـ السكري واختلاطاته الوعائية.
هذه هي العوامل المهمة في زيادة امراض شرايين القلب ويمكن تقليلها من خلال ضبط العوامل المذكورة سابقا.
* ماذا تنصح المرضى شخصيا من اجل تقليل احتمال حدوث امراض الشرايين؟
ـ النصيحة واضحة، سواء كان الانسان لديه مرض قلبي بسيط او كبير، فيجب على المريض معرفة عوامل الخطورة ومعالجتها. لذلك يجب تصحيح السكري واخذ العلاج باستمرار، كذلك معالجة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع شحوم الدم والابتعاد عن التدخين والحمية الغذائية، اذ يجب تناول الغذاء الصحي واجراء التمرينات الرياضية، خاصة المشي لمدة نصف ساعة يوميا، وهذه اهم نصيحة للمرضى.
* ما هي خططك المستقبلية بشأن التقنية الجديدة؟
ـ هدفنا هو تقليل مخاطر جراحة القلب بواسطة هذه الطريقة، لذلك نسعى الى توسيع هذه التقنية.