علاج جيني للحماية من الصرع يقلل من إفراز مادة الغالانين

TT

يرى العلماء الاميركيون أن من الممكن مستقبلا حماية المرضى المصابين بالصرع من خلال علاج جيني معين. وطرح العلماء هذه الإمكانية بعد أن نجحوا من خلال تجاربهم المختبرية في زيادة فرز المواد التي تقلل خطر تعرض المصابين للنوبات.

وذكر علماء جامعة نورث كارولينا في تشابيل هيل، أن زيادة فرز مادة الـ«غالانين»، وهي المسؤولة عن تقليل أعراض التشنجات والاهتزاز، في أدمغة الفئران المختبرية وقى هذه الفئران من الصرع. وكتب الباحثون في مجلة «نيتشر» أن الطريقة نجحت في تقليص احتمال التعرض إلى النوبات إلى حد كبير من خلال تركيز فرز «غالانين» في المناطق الدماغية المسؤولة عن حدوث النوبات فقط.ويعرف الطب منذ زمن ليس بالقصير أن مادة «غالانين» تفرز بشكل طبيعي من قبل الدماغ وتسير العديد من الوظائف والمهمات الفسيولوجية في الدماغ. ويكمن سر الطريقة التي توصل اليها العلماء، من خلال الهندسة الوراثية، إلى جعل الخلايا الدماغية القريبة من مناطق الدماغ المسببة للصرع تفرز الكثير من الغالانين في الوقت المناسب.

ويعول الأطباء على هذه النتائج في تطوير آلية معينة لحماية المريض من النوبات عن طريق وقف نشوء وانتشار التشنج في مركز صدوره، وهو النوع المسمى بالصرع البؤري Focal Epelipsy. وقال العلماء ان الطريقة لم تقتصر على وقف نوبات الصرع البؤرية، وإنما تعدته لتشمل النوع الأخطر من الصرع، الذي يدوم 30 دقيقة، ويمكن أن يلحق أضرارا عضوية في الدماغ.

ويمكن للعلاج الجيني الجديد أن يكون البديل لنوع من العلاج للصرع البؤري المستعصيRefractory ابتكره العلماء الألمان والسويسريون اخيرا، ونال العلماء حينها إجازة استخدام عقار «ليفيتيراسيتام» في علاج الصرع البؤري بعد أن حقق نجاحا في تجارب شملت اكثر من 1000 مريض. وزرق الأطباء المرضى بهذا العقار بجرعات تتراوح بين 1000 و3000 ميلغرام مرتين في اليوم. ونجح العقار في تحرير 8% من المرضى تماما إلا أن استجابة المرضى كانت عالية وبلغت 40%. وكان العقار كما ذكر البروفيسورغونتر كريمر من جامعة زيورخ، خاليا تقريبا من المضاعفات والاعراض الجانبية. وأثبتت التجارب أن «ليفيتيراسيتام» يمكن منحه إلى مرضى الصرع في علاج مزدوج مع بقية الأدوية السائدة في السوق دون أن يؤدي ذلك إلى أمراض خطيرة، بل انه يحسن نسبة تقليل حالات الصرع التي تصيب المريض.