الباحثون يكشفون أسباب «نزوات» الكحوليين

TT

يؤدي التعاطي المستمر للكحول من قبل الناس إلى جعلهم عصيين على التقدير، ويتميزون بمزاج متقلب يقترب من النزوات. وإذا كانت الزوجة المبتلية بسكير تعرف تماما عن هذه النزوات إلا أنها لا تعرف أسبابها. ولهذا السبب حاول الباحثون الاميركيون معرفة أسباب هذه الظاهرة وكيفية حدوثها ونشروا نتائج أبحاثهم اخيرا. ويقول الباحثون إن المدمن على الكحول يعاني من ارتفاع مستويات الكورتيزول في الدم لأن الكحول يحفز إنتاج وفرز الهرمونات المنبهة لقشرة الكظر.

وحسب الدراسة التي أعدها الدكتور ثوماس ب. بيريسفورد ، من قسم الأمراض العصبية في جامعة كولورادو ـ دنفر، فان التعاطي الدائم للكحول يحافظ على مستويات مرتفعة ودائمة من الكورتيزول في الدم. ويؤدي الارتفاع الدائم في كورتيزول الدم إلى إصابة الهايبوكامبوس (الحصين أو قرن آمون) بأضرار ويؤدي ذلك في النهاية إلى تضخم الغدة النخامية في الدماغ. وأثبتت الفحوصات على أدمغة المعتدلين في الشرب، ان مثل هذه التغيرات لم تطرأ عليهم، الأمر الذي يحصر الظاهرة بالمدمنين. وبهدف تأكيد صحة هذه النظرية قام بيريسفورد وزملاؤه بفحص مستويات الكورتيزول في عينات من لعاب تسعة رجال من المدمنين جدا على تعاطي الكحول. وعمل العلماء على مقارنة هذه النتائج بنتائج فحص عينات من لعاب مجموعة مقارنة ضمت 13 رجلا. وتم اختيار أفراد مجموعة المقارنة بحيث يكونون قد امتنعوا عن الشرب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وكانوا يشربون بشكل معتدل، أي ليس أكثر من ثلاث كؤوس قياسية في اليوم، طوال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وظهر من النتائج أن مستوى الكورتيزول في لعاب المدمنين صباحا كان عاليا، أعلى مما في مجموعة المقارنة في كافة الأحوال. وهذا ليس كل شيء، لأن العلماء توصلوا إلى أن مستويات الهرمون خلال ساعات النهار كانت مرتفعة أيضا. وقد قدم الدكتور بيريسفورد نتائج البحث أمام المؤتمر السنوي لجمعية الأمراض العصبية الاميركية في سان فرانسيسكو.

وعلى مستوى الكحول أيضا توصل الباحثون الاسكندنافيون إلى طريقة جديدة لمساعدة المدمنين على الكحول في الخروج من دوامة الإدمان، إذ قارن العلماء أدمغة معانين من إدمان على الكحول من نوع ـ 1 (بدء الإدمان بشكل متأخر من دون تأثيرات اجتماعية) بأدمغة غير مدمنين. وتوصل الباحثون من خلال استخدام صبغات خاصة لمستقبلات الدوبامين في الدماغ ، إلى أن أدمغة المدمنين على الكحول تحتوي على عدد أقل بكثير من هذه المستقبلات مقارنة بأدمغة غير المدمنين. وذكر العلماء على أساس هذه النتائج أن المرحلة الاكتئابية التي يمر بها الخاضعون لعملية إعادة التأهيل، والتي تؤدي غالبا إلى النكوص عن العلاج، تعود إلى نقص إمكانية نقل الدوبامين. وهذا يعني أن معالجة المدمنين، وهم في دور النقاهة، ضد مرحلة الاكتئاب المذكورة ربما تعينهم في تجنب نكوص العلاج. وبالطبع فان هذا العلاج سيتطلب استخدام الدوبامين في معالجة حالات الاكتئاب. ويبقى أن يجري العلماء دراسات أخرى للتأكد من تأثير دوبامين ولتحديد الجرعات اللازمة منه بدقة. وفي بحثهم عن أسباب تشمع كبد الشخص البدين كما يتشمع كبد الكحولي كتب العلماء البريطانيون في مجلة «نيو ساينتيست» إن ذلك قد يعود إلى طول فترة بقاء الطعام في الأمعاء. ويرى الباحثون أن بقاء الطعام لفترة طويلة في الأمعاء يمنح البكتيريا وقتا اكبر لتحليل المواد وخروج الكحول عن العملية كناتج عرضي. وطبيعي يقع على الكبد أن يتخلص من هذا الكحول كما يفعل كبد المدمن. وتم التأكد من هذه النتائج عبر الأبحاث على الفئران النحيفة والبدينة مختبريا. إما الحل الذي طرحه العلماء لهذه المشكلة فبسيط ويدعو إلى تناول اللبن الزبادي أو اللجوء إلى المضادات الحيوية.