أدوية تزيد مخاطر حدوث سرطان عنق الرحم والرئة

TT

بعد علاج بعض الأورام السرطانية عن طريق الاستئصال، يواصل الأطباء العلاج بواسطة الأدوية الكيميائية والعلاج الشعاعي لضمان عدم عودة الورم. ويبدو أن بعض العقاقير التي تستخدم لتقليل الأعراض الجانبية للأدوية الكيميائية تحفز بدورها نمو الخلايا السرطانية في عنق الرحم وفي الأنسجة الرئوية. هذا ما كشفته دراسة أعدها الباحثون الألمان اخيرا ونشرت في مجلة «الأبحاث السرطانية».

وكتب فريق العمل الذي قادته الباحثة انجريد هير في المجلة المذكورة، أن ذلك ثبت من خلال التجارب على الأورام السرطانية البشرية التي زرعت في الفئران المختبرية. وتركزت الأبحاث التي جرت في معهد الأبحاث السرطانية في هايدلبيرغ الألمانية على عقار «ديكساميثازون» الذي يصنف ضمن مجموعة هرمونات الغلوكوكورتيكويد. وذكرت هير أن الأبحاث لم تنفذ حتى الآن مباشرة على الإنسان، وأن فريق العمل يخطط لذلك حاليا.

وحسب مصادر معهد الأبحاث السرطانية فان «ديكساميثازون» يستخدم على نطاق واسع في تخفيف الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي مثل تساقط الشعر والغثيان و التقيؤ. وتوصل فريق العمل إلى أن العلاج بواسطة هذا العقار يسرع نمو الخلايا السرطانية المشوهة في عنق الرحم والنسيج الرئوي. ولهذا دعت انجريد هير وزملاؤها، في ضوء نتائج الدراسة، إلى إعادة النظر في استخدام دواء الـ«ديكساميثازون». وطالب الباحثون الأطباء بإبداء أقصى الحذر في معالجة المريضات المعرضات أكثر من غيرهن للإصابة بسرطاني عنق الرحم والرئتين.

وترى انجريد هير من المنطقي أن يؤدي «ديكساميثازون» في البشر إلى نفس النتائج التي أدى إليها في الفئران المختبرية. وربما تتكشف الأبحاث المستقبلية عن نتائج تحذيرية أخرى تدين الغلوكوكورتيكويد إذا ما أجريت التجارب على البشر، خصوصا أن فريق العمل يبحث تأثيرات «الديكساميثازون» على الأنواع السرطانية الأخرى.

وتشير النتائج الأولية للفحوصات أن ديكساميثازون يهاجم عملية «الموت المبرمج للخلايا» بوجه خاص. وتعتبر هذه العملية الطبيعية مهمة جدا لمقاومة الجسم البشري، لأنها تحفز انتحار الخلايا المشوهة وتضمن عدم تكاثرها إلى نسيج سرطاني. ويؤدي كبح جماح هذه العملية إلى انتشار المرض وعدم استجابة الخلايا السرطانية للأدوية.

وكان معهد الأبحاث السرطانية في هايدلبيرغ قد توصل إلى خطوة واسعة على طريق محاربة الأمراض السرطانية عن طريق اعتماده المواد المحررة للحظر الذي تفرضه بعض الأدوية والأمراض على الموت المبرمج للخلايا. وذكر الباحثون أنهم استطاعوا عزل بروتين معين في خلايا جسم الإنسان قادر على تنظيم وإطلاق الموت المبرمج للخلايا من جديد.

ودعي هذا البروتين بـ«سماك» وهو يتلقى الإشارات الأولى التي تطلقها الخلايا تعبيرا عن رغبتها في الموت فيعمل بدوره على بدء الخطوات التي تضمن انتحار هذه الخلايا. وهذا ليس كل شيء، لأنهم توصلوا إلى أن زرق أجزاء من بروتين «سماك» في الخلايا السرطانية المقاومة للأدوية يعيد إليها رغبتها في الموت. ويقول العلماء أنهم نجحوا من خلال التجارب على الفئران، في إزالة الأورام السرطانية من أجساد الفئران. وهذا النوع من المعالجة كان ناجحا في فئران التجارب دون اية اعراض جانبية تذكر.