العمليات الجراحية لتقليل الوزن تسبب فرط نشاط الغدد المجاورة للدرق

TT

لا يخفى على أحد أن انتشار البدانة بين الاميركيين يهدد نصفهم خلال العقود المقبلة بالإصابة بالسكري وأمراض القلب والدورة الدموية. وتدفع هذه الحالة العديد من الاميركيين إلى البحث عن أقصر وأريح الطرق لتقليل الوزن بما في ذلك العمليات الجراحية. وتعتبر العمليات الجراحية الخاصة بتقليل حجم المعدة والاستغناء عن الاثني عشري، وهي العملية التي تحمل اسم «Duodenal-Switch-Operation» من أكثر العمليات الجراحية الخاصة بتقليل الوزن في الولايات المتحدة.

ويبدو أن هذه العملية لا تخلو من مضاعفات كما هي الحال مع الطرق السريعة الأخرى لتقليل الوزن لأن الباحثين الاميركيين توصلوا إلى أنها تسبب تنشيط الغدد المجاورة للدرق أو ما يدعى بالدراق المفرط. وكتب ناهيد حموي وفريق عمله من جامعة جنوب كاليفورنيا في العدد الجديد من مجلة «الأرشيف الجراحي» أن العملية لا تخلو من مخاطر صحية. وهي عملية تعتمد على تقليل الشهية للطعام وتقليل قدرة المعدة والأمعاء على استيعاب الغذاء بهدف التخلص من عشرات الأرطال من أجسام البدناء.

ويجري في العملية تحول المعدة من جربة لهضم الغذاء، إلى انبوب ثخين لا يحتفظ بالغذاء طويلا، وتؤدي إلى حدوث شعور سريع بالشبع. كما يجري تقليل طول الاثني عشري بهدف افتعال حالة عسر هضم تمنع الأمعاء من تمثيل المواد الغذائية وخصوصا الدهون والسكريات. ويحتفظ الجراحون عادة بباب المعدة السفلي، لكنهم يقطعون الاثني عشري ويحولونه إلى زائدة دودية عن طريق وصل باب المعدة السفلي مباشرة بنهاية الأمعاء الدقيقة.

أن طول الاثني عشري مع الأمعاء الدقيقة يبلغ حولي 75 ـ 100 سم. وتؤدي العملية بالطبع إلى تقصير هذا الطول وبالتالي تقصير المساحة التي يجري فيها امتصاص الطعام. وقد يبالغ الجراحون، نزولا عند رغبة المريض، في تقليل طول الأمعاء أيضا لتسريع عملية فقدان الوزن. ويقول الجراحون إن العملية تعين البدناء في التخلص من الكثير من الشحوم دون عناء.

وطبيعي فأن تقليل طول الأمعاء لا يتدخل في عملية امتصاص الغذاء فقط لأنه يؤثر في بقية عمليات الاستقلاب. هذا يعني كمثل تقليل امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون وخصوصا فيتامين «D» المهم في عملية تمثيل الكالسيوم. ويؤدي انخفاض الكالسيوم في الدم إلى تنشيط هرمون الباراثورمون الذي تفرزه الغدد المجاورة للدرق. ومن الواضح أن استمرار انخفاض معدلات الكالسيوم في الجسم يحفز عملية امتصاص الكالسيوم من العظام.

ولما كان فرط عمل الغدة الدرقية وتنخر العظام أكثر انتشارا بين النساء منهما بين الرجال، فأن هذا يعني أن النساء البدينات اللاتي يخضعن انفسهن لعمليات لهذا النوع من العمليات سيكن أكثر عرضة من غيرهن لتنخر العظام. هذا مع ضرورة الانتباه إلى أن النساء اكثر عرضة للسمنة من الرجال كما أنهن اكثر اهتماما بجمالهن الجسدي من الرجال. وهذا يعني أنهن اكثر لجوءا إلى عمليات تقليص المعدة وتحويل الاثني عشري إلى زائدة دودية من الرجال.

وأجرى حموي وزملاؤه دراستهم على 165 امرأة ممن اجرين عمليات تقليص المعدة وثبت لهم أن خطر الاضطراب الدرقي وتنخر العظام ليس مجرد فرضية. أذ ثبت أن مستوى الكالسيوم في دماء ربع النساء كان دون المعدل الطبيعي. وتزداد نسبة النساء المعانيات من الحالة مع تقدم الزمن وتقدم عمر المريض. وكتب حموي أن حالات فرط نشاط الغدد المجاورة للدرق كانت اكثر وضوحا بين النساء بعد العمليات.

وظهر أن حالة فرط نشاط الغدد تتناسب طرديا مع طول قطعة الأمعاء التي تبقيت بعد العملية. وهكذا فإذا كان طول الأمعاء الدقيقة المتبقي هو 100 سم كانت نسبة إصابة المريضات بفرط الغدة هي 14.9%. وترتفع هذه النسبة إلى 38.9% إذا كان طول القطعة المتبقية هو 75 سم.