علاج جراحي جديد لمعالجة حالات الصرع الشديدة

TT

يعتقد الباحثون الاميركيون أن العلاج الجراحي لحالات الصرع هو أنجح من غيره من أنواع العلاج على المستوى البعيد. وخلص العلماء إلى نتيجة مفادها أن معظم المرضى الذين يتم إخضاعهم للعمليات الجراحية ، ولا تصيبهم نوبة الصرع طوال سنة، لديهم أمل كبير في أن يتخلصوا من المرض على المستوى البعيد.

ونشر العلماء من جامعة ييل نتائج أبحاثهم الطويلة المدى في مجلة «نيورولوجي» المتخصصة. واعتمدوا في دراساتهم على نتائج عمليات استئصال فص من الدماغ المصاب، التي تزيل الجزء المسبب لنوبات الصرع ، وتسمى Lobectomy. وتجرى هذه العملية عادة على المعانين من حالات الصرع الشديدة، الذين تفشل الأدوية في تحريرهم من نوبات التشنج ، ذلك لأن العملية تتطلب أيضا إزالة جزء من النسيج السليم حول بؤرة النسيج المتضرر والمسببة للصرع.

وقد استفاد الباحثون من ملاحظة أن هذه العمليات صارت تجري بشكل مكثف في السنوات الأخيرة إلا أنه لا وجود لدراسات حول صلاحيتها على المدى البعيد. ولهذا فقد دأب فريق العمل بقيادة سوزان سبينسر من جامعة ييل في نيوهيفن بولاية كنتكي، على فحص 175 مريضا أجروا عمليات جراحية لاستئصال البؤرة المسببة للصرع في الدماغ بين 1972 و1992. وتابع الباحثون هؤلاء المرضى، الذين بقوا دون نوبات صرع خلال سنة أعقبت العمليات ، طوال 8.4 سنة.

وظهر من الدراسة أن 63% من المرضى لم يتعرضوا إلى نوبات صرع جديدة طوال السنوات الثماني. ومن بين المرضى الذين عاودهم الصرع، وعددهم 65 مريضا ، اتضح أن 50% منهم تعرضوا إلى نوبة واحدة فقط أو أقل في السنة. أما بقية المرضى فقد تعرضوا إلى اكثر من نوبة واحدة في السنة. وهناك 10 مرضى تعرضوا بعد العملية إلى حالات صرع بمعدل يزيد عن مرة في الشهر، الأمر الذي يدل على أن العمليات لم تكن ناجحة هنا.

وتشير حصيلة الدراسة إلى أن 83% من المرضى(+-6%) يمكنهم الوثوق بأنهم لن يتعرضوا إلى نوبة في السنوات الثلاث الأولى التي تلي العملية الجراحية. وتنخفض هذه النسبة بعد 5 سنوات إلى 75% فقط وإلى 56% بعد مرور عشر سنوات على العملية. وإذا كانت حسابات فريق العمل دقيقة فان هذا يعني نجاحا كبيرا لعمليات استئصال البؤر المسببة للصرع من الدماغ.

ويبدو أن الباحث ايدوين تريفاثان من جامعة واشنطن في سانت لويس، واثق من النتائج لأنه كتب افتتاحية لمجلة «نيورولوجي» يقول فيها ان من الضروري إجراء العملية بعد فشل عقارين فقط في تخليص المريض من نوبات الصرع ومن الأعراض الجانبية. واعتبر تريفاثان أن نتائج الدراسة مشجعة لأنها تتكهن أيضا بنتائج جيدة على مدى عشرين سنة تلي العمليات الجراحية في الدماغ. وهذا يعني أن سوزان سبينسر وزملاءها وتريفاثان يدعون إلى التكيف من الآن باتجاه العلاج الجراحي للصرع.

وخلص الباحثون من جامعة ييل إلى نتيجة حسابية مثيرة، حسب تقديرهم، تشي بأن 24% من المرضى الذين حررتهم العمليات من الصرع قد تحدثوا عن حالة «أورا»، وهي حالة حسّ بقدوم نوبة الصرع أو نوبات القلب وغيرها يشعر بها المرضى قبل حدوث النوبة. وظهر أن هؤلاء المرضى أحسوا بالـ«أورا» لكنهم لم يصابوا بنوبة، ويرى العلماء أن هذه «الأورا» دليل على أن العملية قد قطعت طريق الوصول إلى حالة الصرع.