العلاج الهرموني يزيد مخاطر السرطان ويعقد تشخيصه المبكر

TT

هناك خلاف دائم بين الأطباء حول منافع ومضار العلاج الهرموني للنساء بعد سن اليأس، وخصوصا في موضوع تسببه بسرطان الثدي ،إلا أن هناك قناعة ظاهرة بضرورة البحث عن بديل. وإذا كانت الولايات المتحدة وكندا من أكثر بلدان العالم استخداما للعلاج الهرموني فأن الدراسات التي نشرتها «مبادرة صحة المرأة» حول مضار هذا العلاج، أدت بشكل ظاهر إلى تقليل حماس الأطباء الاميركيين الشماليين إليه.

وينتظر الآن ان يتراجع المزيد من الأطباء عن العلاج الهرموني بفعل دراسة جديدة نشرتها مجلة الطبيب الاميركية تشير إلى مخاطر جديدة للعلاج، حيث يعزز العلاج الهرموني نمو بعض الأورام السرطانية ويعقد عملية التشخيص المبكر لسرطان الثدي بواسطة جهاز تصوير الثدي. ويكشف الجزء الأخير من دراسة «مبادرة صحة المرأة»، الذي نشر مؤخرا، إلى أن حالات سرطان الثدي قد ازدادات مع ازدياد استخدام العلاج الهرموني، وأن الأخير يصعب عملية التشخيص المبكر له. ووفقا لما كتبه روفان كليبوفيسكي، من معهد الأبحاث والتربية في تورانس في كاليفورنيا، في مجلة JAMA، فأن العلاج الهرموني المركب قد كشف عن 245 حالة سرطان ثدي جديدة مقارنة بـ 185 حالة مماثلة فقط بين نساء مجموعة البلاسيبو الدواء الكاذب. وكان الأطباء، على أساس دراسة مبادرة صحة المرأة، يفحصون النساء سنويا وبانتظام بواسطة جهاز التصوير.

وكانت النتائج أوضح في حالة تشخيص الأورام السرطانية المنتقلة، لأن المقارنة كشفت عن 199 حالة جديدة، أي بزيادة قدرها 24% عن مجموعة المقارنة. المهم أيضا في مجموعة النساء اللاتي تلقين العلاج الهرموني هو أن سرطان الثدي كان في 25.4% من الحالات قد امتد إلى الأنسجة القريبة أو انتقل الى نواحي اخرى من الجسم. وكانت هذه النسبة في مجموعة البلاسيبو لا تتعدى 16%. وكشف الفحص المجهري أيضا أن الأورام لدى متلقيات العلاج الهرموني كانت على العموم أكبر واكثر تقدما منها عند نساء مجموعة البلاسيبو.

وعموما عمل العلاج الهرموني على رفع نسبة الفحوصات الإيجابية (الإصابات) إلى 716 من مجموع 7656 في مجموعة العلاج الهرموني، أي بنسبة 9.4% بالمقارنة مع 398 من مجموع 7310 في مجموعة البلاسيبو، أي بنسبة 5.4%. وقدر الباحثون ان العلاج الهرموني يسبب 120 ألف حالة سرطان ثدي جديدة، لا لزوم لها، ويمكن تجنبها، في الولايات المتحدة.

وتوصل فريق عمل يقوده كريستوفر لي من «مركز الأبحاث السرطانية» في سياتل وإلى نتائج مماثلة نشرتها مجلة الطبيب الاميركية. وتقول النتائج أن من الممكن ان يكون مستحضر جيستاجين هو المسؤول عن السرطان الناجم عن العلاج الهرموني. وعادة يمنح جيستاجين إلى النساء مع هرمون الاستروجين بهدف تخليص الأخير من سرطان بطانة الرحم الذي يسببه. ويقول لي أن العلاج بالاستروجين وحده لا يرفع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي إلا إضافة مستحضر جيستاجين يفعل ذلك. ويرفع العلاج الهرموني المذكور مخاطر سرطان الثدي 1.7 مرة عن نسبته بين نساء مجموعة البلاسيبو. وتوصل أطباء جامعة وين في ديترويت إلى أن العلاج الهرموني لا يرفع خطر سرطان الثدي فحسب وإنما يؤدي إلى نشوء أورام سرطانية غاية في العدائية وعصية على التشخيص المبكر. وقالت الباحثة سوزان هندريكس، التي ساهمت في الدراسة، أنها تأمل أن تعيد النساء النظر في العلاج الهرمونى بعد كل هذه النتائج. وجاء في الدراسة التي نشرت اخيرا أن نتائج الدراسات التحذيرية دفعت 16 ألف اميركية للتوقف عن العلاج الهرموني في العام الماضي.