لأول مرة في العالم العربي: نجاح تطبيق زراعة الخلايا الجذعية في السعودية

تخصصي الرياض يؤسس برنامجا لزراعة النخاع العظمي بالاتفاق مع السجل الوطني الأميركي للمتبرعين

TT

أٌعلن امس في العاصمة السعودية الرياض، عن نجاح 5 عمليات من اصل 7 لزراعة الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري لحالات مرضية تنوعت معاناتها بين فشل النخاع العظمي الخلقي واخرى تعاني من امراض نقص المناعة الخلقية وثالثة لحالات تعاني من سرطانات الدم التي لا تستجيب للعلاج الكيميائي التقليدي مسجلة بذلك نسبة نجاح بلغت 70 في المائة. وقاد هذا النجاح الى انضمام المستشفى التخصصي الى سجل زراعة النخاع العظمي الوطني الاميركي كأول مستشفى في العالم العربي يحصل على هذه العضوية. واوضح الدكتور عبد الرحمن النعيم رئيس المديرين التنفيذيين بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد امس بمقر المستشفى بالعاصمة السعودية، أن عملية زراعة الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري هي عملية اثبتت نجاحها عالميا في علاج كثير من الامراض القاتلة التي يعاني منها بعض الاطفال، كأمراض فشل نخاع العظم الخلقي التي تنتهي بهم الى الوفاة مبكرا اذا لم تجرى لهم عمليات زراعة النخاع العظمي بسبب عدم وجود اقارب يطابقونهم في فصيلة الانسجة ، مبينا ان تلك العمليات سجلت نجاحا عالميا بنسبة 60 في المائة. وقال الدكتور النعيم ان المستشفى التخصصي مرتبط ببرنامج سجل عالمي لزراعة النخاع ونتائجنا دائما ترسل لهم، وتصلنا دائما تقارير تفيد ان النتائج مرضية. وكشف الدكتور النعيم عن توجه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض لاقامة بنك وطني لحفظ دم الحبل السري في المملكة بالتعاون مع وزارة الصحة، والذي يهدف الى تجميع نحو 5000 وحدة دم بنهاية السنوات الاربع المقبلة تكون كفيلة بامكانية زراعة خلايا جذعية لجميع المرضى المحتاجين للزراعة دون الاضطرار لاستيراد تلك الوحدات من الخارج، مشيرا الى انه يمكن توفير وحدات دم الحبل السري محليا عن طريق الاستفادة من الآلاف من تلك الوحدات التي يتم التخلص منها سنويا عبر النفايات الطبية. واشار الى ان الحكومة الفيدرالية الاميريكية منحت موافقتها لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث للانضمام الى سجل زراعة النخاع العظمي الوطني الاميركي كأول مستشفى في العالم العربي يحصل على هذه العضوية، وبهذا يمكن للمستشفى الحصول على وحدات من متبرعين من مختلف انحاء العالم وزراعتها للمرضى السعوديين المحتاجين للزراعة بعد اجراء الفحوصات الدقيقة للتأكد من مطابقة تلك العينات. مؤكدا ان ذلك يعد انجازا طبيا يسجل للمستشفى والوطن. ومن جانبه اشار الدكتور مهاب الياس استشاري امراض الدم ورئيس برامج زراعة النخاع العظمي للاطفال الى انه في نهاية العام الماضي تم ابرام عقد مع شبكة بنوك دم الحبل السري العالمية تقوم بموجبها تلك البنوك الموجودة في بعض الدول الاوروبية والاميركية بتزويد المستشفى التخصصي بوحدات الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري المطابقة للمرضى السعوديين الذين ترسل عينات من فصائل انسجتهم الى هناك للبحث عن انسجة مطابقة لهم من تلك البنوك العالمية. ويجري المستشفى بدوره فحصوات مخبرية دقيقة على تلك الوحدات عند وصولها من الخارج للتأكد من مطابقتها للحالات المرضية لديه وخلوها من اي فيروسات او جراثيم قد تهدد حياة المرضى. وذكر ان نحو 100 مريض سعودي سنويا معظمهم دون سن الرابعة عشرة بحاجة الى زراعة نخاع عظمي ولم يتمكنوا من اجراءها بسبب عدم تطابق الانسجة مع اي فرد من اقاربهم وعائلاتهم. وقال الدكتور الياس ان مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض والذي يعد الاول في القيام بهذه العمليات على المستوى العالمي تمكن من زراعة نخاع عظمي لـ6 اطفال وشاب عمره 16 سنة، نجحت كلها بشكل تام عدا حالة وفاة واحدة لطفل، وفشل لحالة اخرى سيتم اجراء عملية اخرى له قريبا. وقدر مسؤولو المستشفى كلفة الحصول على وحدة النخاع العظمي من متبرع مطابق غير قريب من خارج المملكة بنحو 95 الف ريال (25.3 الف دولار) دون ان يشمل ذلك كلفة اجراء العملية في المستشفى. الجدير بالذكر ان نجاح تلك العمليات الخمس ساهمت في موافقة احد الاباء على اجراء عملية زرع نخاع عظمي لابنته، رزان 6 سنوات، باسلوب تلك العمليات.