محمد علي كلاي معرض للإصابة بالإدمان على الميسر بسبب الأدوية التي يتناولها

مركز أبحاث كلاي نشر دراسته في مجلة «نيورولوجي» * نسبة الإدمان قد تصل إلى 15 في المائة * يعاني المرضى من حالة تناوب بين الكآبة والفرح * مرض باركنسون يؤدي الى تخريب الخلايا الدماغية العصبية

TT

ينشأ مرض باركنسون نتيجة لاضرار غير معروفة الاسباب تصيب الدماغ وتتسبب له بالحركات «الراقصة» اللاارادية. وربما ان الملاكم محمد علي كلاي هو أشهر من يعاني من الباركنسون رغم انه كان اقل ملاكمي زمانه ممن تلقوا اللكمات على الرأس. وهذا هو السبب الذي دفع «علي» الى تأسيس مركز لأبحاث باركنسون يحمل اسمه في الولايات المتحدة، ويقول المركز الآن انه توصل الى ان معالجة باركنسون تسبب الادمان على القمار، وهي نتيجة لن تسر قلب محمد علي كلاي ابدا لأنه مسلم قلبا وقالبا.

وكتب الاطباء الاميركيون في مجلة «نيورولوجي» انهم توصلوا الى ان علاج باركنسون يصيب بعض المرضى بالادمان على الميسر. وواقع الحال ان العلاج مفيد ويحسن صحة المريض العامة الا انه يطرحه اسير الميسر. ويرى الاطباء انه من حسن الحظ ان يكون هذا «العرض الجانبي» نادرا ولا يصيب كافة المرضى. وكان فريق الاطباء بقيادة مارك ستيسي من معهد محمد علي لابحاث الباركنسون في فونيكس قد تقصى مريضين من أصل مجموعة مرضى مؤلفة من 9 مرضى يعانون من مرض باركنسون. ويق الاطباء ان طريقة العلاج حسنت لديهم حالة الارتعاش والحركات الارادية والمشي الى حد انهم تحرروا من مساعدة الآخرين وصاروا يرتادون دور القمار لكنهم وقعوا في اسر الميسر. وجاء التحسن نتيجة المعالجة بواسطة لـ ـ دوبا وأحد الدوبامين ـ أغونست.

وأهدر مريضان أكثر من 60 الف دولار قبل ان تنصحهم عوائلهم أو شركات التأمين الصحي التي ترعاهم بتغيير العلاج. وجرى عند هذين الشخصين تقليل جرعة الدوبامين ـ اغونست أو استبدال مادة أخرى فوق شبهات الادمان بها، الا ان المعنيين عملوا على الغاء بطاقات القروض من البنك التي يحملها المريضان حماية لأموالهما من وحوش الميسر.

وعبر الباحثون عن قناعتهم بأن تصرفات المرضى المدمنين على القمار يمكن تفسيرها على اساس العلاج بالدوبامين ـ اغونست. وعلى اية حال فإن نسبة المدمنين على القمار بين مرضى باركنسون كانت 15 % لكنها نسبة ليست قليلة اذا تذكرنا ان نسبة الادمان على القمار بين الاميركيين تتراوح بين 0.3 ـ 1.3 %.

وإذ مال بعض الاطباء لتفسير الانجذاب الى الميسر على اساس انتشار كازينوهات القمار في فونيكس ولوس انجليس وغيرهما، قال اطباء مركز محمد علي ان من المحتمل ان الدافع كان نفسيا اذا استثنينا الدوبامين، فربما حاول المرضى استعراض تحسن حالتهم من خلال لعب الميسر امام جمهور عريض.

* اكتئاب ومحاولات انتحار

* وسبق للأطباء ان حذروا من حالات الادمان على دوبامين ـ اغونست بعد ان لاحظوا اصرار المرضى على تعاطيه رغم استبدال مادة أخرى به. وتحدث الاطباء في صحيفة «الامراض العصبية»، عن ادمان شاب من مرضاه على ليفودوبا. واكد الطبيب ان المريض كان يعاود تعاطي العقار رغم أنفه ورغم تبديل العلاج من قبل الطبيب.

وتم نقل المريض بعد 8 سنوات من تعاطي ليفودوبا الى المستشفى بسبب محاولته الانتحار. وظهر ان الشاب يعاني ليس من الكآبة التي عرفت عن العقار فحسب وانما من نوبات عصبية وحالات يأس غريبة. وتم التأكد من ادمان المريض من خلال معالجته بليفودوبا كل ساعتين فأكد انه قد تحسن، ثم احتج وثارت ثائرته حينما اخبره الطبيب بقرار وقف منحه ليفودوبا. وحذر الاطباء من حالة الادمان على ليفودوبا في حالة تناوله بشكل متصل ولفترة طويلة. وتتسم حالة الادمان بمعاناة المريض من حالة اكتئاب في البداية مع تطورها الى حالة فرح بالحركات اللاارادية التي تصدر عن المريض.

وقال موللر ان نسبة المدمنين على ليفودوبا صغيرة الا انها ترتفع عند حالات الباركنسون الشبابي التي تظهر عند حديثي السن بالعلاقة مع تعاطي العقار.

* محمد علي كلاي: «أنا اعظم الملاكمين»

* يعتبر محمد علي من أهم شخصيات القرن العشرين رياضياً وانسانياً، حيث اكتشف في بداية الستينات بعد حصوله على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في روما.

وكان يعرف محمد علي باسم كاسيوس مارسيلوس كلاي لكنه اعتنق الدين الاسلامي لاحقاً ايماناً منه بتسامح هذا الدين وبدل اسمه لاحقاً، وقد حصل محمد علي على جميع الألقاب العالمية وتمتع بشخصية فريدة من نوعها من حب المرح والشجاعة والانسانية وكان يمزح دائما بقوله «سوف اتزوج اربع نساء واحدة لكي تطبخ لي واخرى لكي تجري لي تمسيج عضلات والثالثة لكي تسافر معي والرابعة أعاملها كزوجة». وقد سجن محمد علي في نهاية الستينات بسبب رفضه الخدمة العسكرية في اميركا ومعارضته للحروب. وقد حاول التوسط لوقف الحرب على العراق عام 1991 بعد زيارته لصدام حسين.

ويعتبر محمد علي رسول سلام. لكنه اصيب في التسعينات بعد اعتزاله بسنوات قليلة بمرض باركنسون الذي اثر على جهازه العصبي. ويعتقد العلماء أن هذا المرض اصيب به بسبب اللكمات التي كان يتلقاها على رأسه أثناء الملاكمة. وقد سبب المرض اضطرابات عصبية ورعاشاً للملاكم التاريخي كما حدث له اضطراب في التوازن وفقدان في الذاكرة ومع ذلك بقي محمد علي رمزاً للسلام في العالم.