تساؤلات حول أهمية زراعة نخاع العظام في شفاء الأمراض الدموية المستعصية

TT

* العلماء يطالبون بتسريع حركة البحث في الاستنساخ لمعالجة الأمراض المستعصية

* يمكن أخذ نخاع العظام من متبرع حي أو من الجثث المتوفاة حديثا

* يعرض الجسم الى الأشعة لخفض مناعته بهدف تقليل عمليات الرفض المناعية

* قصور الكلية والكبد وحدوث السرطان من اختلاطات الأدوية المثبطة للمناعة بوسطن: الدكتور اسماعيل الخطيب ismail@heart_transplant.org علق بول مارتن أحد باحثي زراعة نخاع العظام في جامعة بافلو الأميركية في مجلة «زراعة الأعضاء» الصادرة في الولايات المتحدة، بأن زراعة نخاع العظام قد لا تكون الحل الأمثل لمعالجة الأمراض الدموية المستعصية مثل اللوكيميا واللمفوما وفقر الدم المنجلي والتلاسيما. واستند في تعليقه الى أبحاث جديدة بينت ان نسبة نجاح زراعة نخاع العظام لفترة طويلة من الزمن لا تتجاوز 35 في المائة. وطالب الأطباء بتسريع حركة البحث العلمي في المجالات الأخرى مثل الاستنساخ واكثار الخلايا في الأوساط المخبرية لعلها تكون الحل الأقرب لمعالجة مثل تلك الأمراض المذكورة أعلاه، وقد انتقد بعض الأطباء رأي مارتن واعتبروه رأياً شخصياً ليس أكثر، وما زال الكثيرون يعتبرون زراعة نخاع العظام الحل الأخير والأمثل لكثير من الحالات الطبية المستعصية.

تعريف زراعة نخاع العظام هي بالتعريف نقل نقي العظام أو لب العظام الذي يحتوي على العناصر الدموية الأساسية والخلايا الدموية الأصلية أو الجذعية من انسان الى آخر، بهدف معالجة بعض الأمراض الدموية خاصة السرطانية منها.

وزراعة نخاع العظام كسائر زراعة الأعضاء والنسج تحتاج الى اجراءات طبية كثيرة، أحياناً تكون معقدة مثل انتقاء المتبرع، والتكنيك الجراحي، والمحافظة على النسج المزروعة باعطاء الأدوية المثبطة للمناعة ونذكر تفاصيل بعضها:

* انتقاء المتبرع: من شروط زراعة نخاع العظام ايجاد متبرع مناسب من الناحية النسيجية، أي يجب ان تكون الزمر أو الفئات الدموية متطابقة بين المتبرع والآخذ لنقي العظام أو ما يدعى طبياً بتوافق التصالب الدموي ABO.

ويشترط بعض المراكز وجود توافق في اختبارات التطابق النسجي بين المتبرع والآخذ مثل توافق تطابق HLA او ما يدعى اضداد الخلايا اللمفاوية البشرية والبروتينات A . B. C وDP وDQ وDR. ويمكن اخذ نخاع العظام إما من متبرع حي، أو من متبرع لديه وفاة دماغية، او من الجثث المتوفاة حديثا.

* شروط الزراعة:

بعد اخذ العينات التي يراد زرعها، يتم فحصها بدقة لنفي وجود التهابات فيروسية لدى المتبرع مثل الفيروس HIV او الايدز والفيروس الكبدي B او C والفيروس المضخم للخلايا CMV والامراض المهمة الاخرى، كذلك من الشروط الصحية للمتبرع ان لا يكون قد عانى من اورام انتقالية في الجسم او التهابات حادة سواء في بعض الاجهزة أو في الدم.

* التكنيك الجراحي:

يؤخذ نخاع العظام من المتبرع تحت التخدير العام، وذلك بسحب عينات سائلة من نقي العظام من منطقة عظام الحوض او تحديدا من الحرقفة.

تؤخذ العينات بواسطة سيرنجات خاصة وتحقن في نخاع عظام الآخذ في الوقت نفسه تقريبا. ولكي يستقبل نخاع عظام الآخذ الخلايا الجديدة دون مقاومة، يتم غالبا تعريض الآخذ او المستقبل الى الاشعة او ما يدعى تشعيع الجسم، لكي تقل مقاومة الجهاز المناعي للخلايا الجديدة لدرجة كبيرة. ومن المعروف ان الجهاز المناعي للانسان يهاجم اي جسم غريب يدخل الجسم، او اي تحول شاذ في الخلايا الداخلية للانسان، لكن للاسف لا يستطيع الجسم تمييز الخلايا المزروعة على انها خلايا مفيدة له سوف تساعده على العمل، لذلك يقوم بمهاجمتها وتدميرها.

* المحافظة على النسج المزروعة:

للمحافظة على النسج المزروعة في جسم الآخذ، يجب اعطاء الادوية المثبطة للمناعة، خاصة دواء السيكلوسبورين ودواء الازاثيابورين، والكورتيزون في بعض الاحيان. واذا حدث رفض مناعي حاد قد يحتاج الامر لاعطاء ادوية حديثة مثل FK506 وMMF وغيرهما من الادوية.

وللاسف هذه الادوية قد تترافق مع اختلاطات مهمة جدا منها احداث قصور في الكلية والكبد وانسمام عصبي وحدوث سرطانات لدى المتبرع، وتنقص قابلية الجسم للدفاع عن الجراثيم لذلك قد تظهر مجموعة من الالتهابات الحادة والقاتلة.. الخ.

* استخدامات زراعة نخاع العظام:

يفترض من نخاع العظام الجديد ان يسيطر على منطقة توليد الخلايا الدموية والعناصر الدموية الاساسية بعد فترة قصيرة من الزمن لا تتجاوز الايام، اذ يحتوي نخاع العظام على الخلايا الجذعية الاصلية التي تتطور منها كل من الخلايا الدموية الحمراء والخلايا الدموية البيضاء والصفيحات الدموية.

لكن النتائج ليست دائما ايجابية فأحيانا يحدث تثبيط لنخاع العظام ويحتاج المريض في هذه الحالة الى عملية زراعة عظام اخرى.