بيض دجاج معدل وراثيا لمعالجة السرطان

TT

أعلن العلماء البريطانيون في معهد روزلين أن معالجة السرطان أصبحت قريبة جدا مع تطوير بيض دجاج علاجي، وقد استخدم العلماء طريقة الاستنساخ بعد إضافة مورثات باستخدام الهندسة الوراثية. وتوصل العلماء إلى هذه التقنية منذ فترة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تنتج فيها عقاقير سوف تستخدم بشكل عملي في مجال معالجة الأمراض المستعصية، خاصة السرطان. ونجح العلماء منذ عام 1998، بإنتاج حيوانات ثديية (أو لبونة) أي ترضع الحليب، تستطيع تصنيع البروتينات وبعض المركبات الدموية والمواد الغلوبولينية. وقال الدكتور هيلين سانغ، المشرف على البحث الجديد، إنه أصبح بالإمكان حالياً دفع هذه التكنولوجيا إلى الأمام والاستفادة من الاستنساخ والهندسة الوراثية من أجل إنتاج بيض دجاج معدل وراثيا غني بأنواع محددة من البروتينات تستخدم في صنع العقاقير التي تعالج السرطان، مثل الإنترفيرون. مثل تلك العقاقير من الصعب إنتاجها في الظروف العادية بكميات كافية وهي مكلفة الثمن وتحتاج إلى وقت لإنتاجها، بينما التقنية الجديدة ربما توفر مصدرا جديدا لإنتاجها ومن المتوقع أن تصبح متوفرة بكميات كبيرة وبكلفة منخفضة والأفضل من ذلك هو إنتاج زمرة واسعة من المواد الغذائية المعدلة وراثيا التي تكافح الأمراض وتمنع حدوثها بالدرجة الأولى.

ويحاول العلماء استخدام بيض الدجاج من أجل معالجة أمراض أخرى غير السرطان، ذلك من خلال إنتاج لقاحات متعددة بطرق الهندسة الوراثية ودمجها مع مورثات الدجاج، حيث يمكن أن يأخذ الإنسان المصل المطلوب بتناول بيض الدجاج العادي.

لقاحات داخل الغذاء وفكرة ادخال اللقاحات في الأغذية العادية، ليست جديدة، حيث يحاول الباحثون ادخال بعض الأمصال المستخدمة في التحصين من خلال أغذية أساسية مثل البطاطا والموز والبندورة. ومن المتوقع أن تصبح عمليات التحصين البروتينية شيئا من الماضي وموضوع التحصين سيصبح سهلا ولا يحتاج إلى غرز الحقن أو تخريش الجلد من أجل إجرائه، إنما على غرار اللقاح المستخدم ضد شلل الأطفال يمكن إعطاؤه من خلال مصل.

ووجد الباحثون في دراسات جديدة، انه يمكن ابطال مفعول العديد من الأمراض المستعصية من خلال التحكم بالعوامل الوراثية لدى الإنسان، فخلال الدراسات التي أجريت العقد الماضي في مجال الايدز، وجد ان هناك خللا وراثيا لدى بعض الناس يمنع دخول فيروس الايدز الى خلاياهم، إذ لوحظ ان هناك فئة من الناس لا يصابون بالايدز، على الرغم من معاشرتهم الجنسية لمرضى الايدز لفترة طويلة من الزمن.

وقال ادوار ورد من جامعة هارفارد الأميركية، إنه على الرغم من التطور الكبير الذي حصل في السنوات العشر الماضية في مجال معالجة السرطان، إلا أن المعركة ما زالت خاسرة، ويحتاج الأمر إلى المزيد من الوقت والأبحاث من أجل إيجاد علاج شاف للسرطان. وفهم آلية حدوث السرطان ربما تؤدي إلى فهم حدوث الشيخوخة وبالتالي التحكم بتطور الإنسان وإطالة فترة بقائه على قيد الحياة بشكل عام. على أي حال الأبحاث الحالية تسعى إلى إيجاد حل لهذه المشكلة، والتطور الهائل في مجال الهندسة الوراثية والاستنساخ سوف يحلان مشكلة العديد من الأمراض المستعصية في المستقبل القريب.