هورمون لمعالجة قصور الغدة الدرقية يزيد من نشاط الدماغ

TT

بينت دراسة جديدة ان اعطاء هورمون طبيعي يدعى «تراي ثايرونين» للمرضى الذين يعانون من قصور في الغدة الدرقية من شأنه ان يعدل مزاج المرضى ويزيد من قدرتهم الدماغية، لذلك ينصح الاطباء بإعطاء الهورمون المذكور بشكل اضافي للمعالجات الحالية التي تعطى لمرضى قصور الغدة الدرقية.

ويتوقع الباحثون ان يساعد الهورمون «تراي ثايرونين» آلاف الناس الذين يعانون من نقص نشاط الغدة الدرقية، إذ أشارت الاحصائيات الحديثة إلى ان واحداً في المائة من عدد السكان يعانون من هذا المرض بشكل عام، وأجري البحث في ليتوانيا بمساعدة جامعة كالورانيا للطب في الولايات المتحدة، وأشرف على الدراسة كل من البروفيسور ارثر برانج استاذ الطب النفسي في جامعة «نورث كالورانيا» والدكتور درس روبرت من جامعة Kakas في ليتوانيا.

وقال البروفيسور برانج إن الدراسة تمت بناء على شكوى المرضى الذين فقدوا عمل الغدة الدرقية سواء نتيجة لمرض أو جراحة أو أذية، وكانت الشكوى التي طرحها المرضى انهم يشعرون بفقدان الفعاليات الدماغية ويشعرون ان ذاكرتهم وذكاءهم ومحاكمتهم ليست كما كانت قبل اصابتهم بالمرض أو خضوعهم للجراحة.

ومن المعروف فيزيولوجيا ان الغدة الدرقية تفرز هورمونين أساسيين هما الثيروكسين T4، والتراي أوديو ثايرونين أو T3، والمعالجات الهورمونية الحالية تتناول اعطاء الثيروكسين فقط أي T4 وتجاهل T3 وذلك لسبب بسيط هو ان خلايا الجسم تستطيع تحويل T4 الى T3 داخلياً.

لكن الدراسة الجديدة وجدت ان مقادير الـ T3 الداخلية ليست كافية للخلايا الدماغية لذلك يحدث لدى الذين خضعوا لعمليات استئصال الغدة نقص في الفعاليات الدماغية. كذلك وجد الأطباء ان T3 مهمة للدماغ أكثر من الخلايا الأخرى وذلك للمحافظة على نسبة نشاط وفعالية عصبية محددة خلال اجراء الفعاليات الدماغية.

وقد خضع 33 مريضاً في ليتوانيا لهذه الدراسة، حيث قسموا الى مجموعتين، الأولى: أخذ المرضى علاج الثيروكسين فقط أو ما يعرف بـ T4، اما المجموعة الثانية فقد أخذ المرضى كمية مخففة من T4 اضافة الى هورمون T3 أو ما يعرف بـ«تراي ثايرونين» وبعد مرور خمسة اسابيع على المعالجة أجرى الأطباء اختبارات هورمونية وبيولوجية ونفسية للمرضى بشكل عام.

ووجد بعد تحليل النتائج انه لا توجد فروق هورمونية أو بيولوجية على صعيد نشاط الغدد والأعضاء الداخلية، لكن كانت المفاجأة ان هناك فرقاً كبيراً في الحالة العقلية والنفسية بين المجموعتين، فمرضى المجموعة الثانية الذين أخذوا T3 اضافة الى هورمون الثيروكسين كانوا أفضل في التذكر والمزاج، والتركيز وكانت نسبة الاكتئاب لديهم أقل، كذلك الطاقة والحيوية.

وفي نهاية الدراسة سئل المرضى عن أي معالجة يفضلون فكانت النتائج كما يلي: 20 مريضاً يفضلون أخذ المعالجة المركبة أي T4 + T3، و11 مريضاً لم يكن لديهم موقف حاسم أيهما يفضلون، ومريضان يفضلان أخذ هورمون الثيروكسين T4 بدون أخذ الهورمون الآخر معه.

ويقول الأطباء إن النساء هن اللواتي سوف يستفدن من هذا العلاج طالما ان معظم اصابات الغدة الدرقية تحدث لدى النساء، فنسبة حدوث أمراض الغدة الدرقية لدى المرأة، أربعة أضعاف ما هي عليه لدى الرجل.

وعلق الدكتور انتوني توفت من المستشفى الجامعي في ادنبره، في احدى افتتاحياته العلمية لاحدى المجلات، انه يجب على الأطباء عدم البدء في اعطاء هورمون T3 للمرضى وذلك لأسباب متعددة منها:

أولاً: يجب التأكد من الدراسة السابقة بدراسات أخرى ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار نشاط القلب وتحمل الجهد بعد المعالجة.

ثانياً: ان المركبات الدوائية المعقدة موجودة حالياً لكن تحتوي على كميات كبيرة من هورمون T3، لذلك يجب قبل اعطائها للمرضى تعديلها بحيث تحتوي على عشر وحدات من الثيروكسين مقابل وحدة فقط من تراي ثايرونين.

ثالثاً: ان المعالجة بـ T4 تعطي نتائج مرضية بالنسبة لمعايير الكلية الأميركية لأمراض الغدة الدرقية ولا أحد يشكو من هذا العلاج.

ورغم اختلاف الآراء حالياً، إلا أن الدكتور توفت محق في رأيه فيجب تأكيد النتائج السابقة من خلال دراسات متعددة، بعدها يمكن اعادة النظر في طرق معالجة قصور الغدة الدرقية.

=