الحمل والرضاعة يحميان الأمهات من الصداع الشقيقي

TT

تمكن الأطباء الايطاليون من إثبات فائدة الحمل في تقليل آلام داء الشقيقة بشكل علمي بعد أن كانت الدراسات السابقة تتحدث عن هذه العلاقة بشكل استفتائي يعتمد على أجوبة النساء الحوامل بعد انتهاء فترة الحمل. كما توصل الباحثون إلى أن الصداع يتسلل مجددا إلى جماجم الحوامل بعد الولادة إلا أن الانغمار في الرضاعة يضمن تحسن أعراض المرض لديهن. وكتب الأطباء أن آلام الصداع تتحسن لدى النساء المعانيات منه أثناء فترة الرضاعة، وأضافوا بذلك ميزة إيجابية جديدة إلى مزايا الرضاعة الطبيعية على الرضاعة من الزجاجة. وجاء في مجلة «أخبار الصداع» المختصة أن آلام ونوبات الصداع النصفي تتراجع لدى الحوامل في الفترة الأخيرة من الحمل وتمتد خلال فترة الرضاعة. واعتمدت المجلة في تقريرها على نتائج دراسة إيطالية جديدة تقول إن الرضاعة لا تقلل نوبات الصداع فحسب وإنما تحمي من نوباته أيضا. ولاحظت الدراسة أن آلام الشقيقة ونوباتها اختفت في الثلث الأخير من فترة الحمل تماما لدى 8 نساء مريضات بالشقيقة من كل عشر. وشملت الدراسة 49 امرأة تعاني من الشقيقة وتمر بفترة الحمل وجرى متابعتهن سريريا من خلال الفحوصات والرقابة اليومية وتسجيل كل وقائع فترة الحمل في سجلات خاصة.

وكشفت الدراسة أن آلام الصداع قد تراجعت لدى 50% من النساء منذ الأشهر الثلاثة الأولى للحمل. ويعتقد العلماء أن تخلص الحوامل من أعراض المرض قد يعود إلى الارتفاع الثابت لهرمون الاستروجين في أجسام النساء.

وهذا ليس كل شيء يثبت علاقة الحمل بالصداع النصفي لأن الأطباء تابعوا أوضاع النساء بعد الحمل ولاحظوا أن نوبات الألم عاودت 33% من الحوامل الشابات بعد اسبوع واحد فقط من الولادة. وارتفعت هذه النسبة إلى أكثر من 50% لدى الأمهات بعد شهر واحد من ولادتهن. إلا أن هذه الآلام والنوبات تراجعت بفعل رضاعة الطفل واصبحت النسوة خالين من الصداع لفترات تتناسب مع طول فترة الرضاعة.

من ناحية أخرى لاحظ الأطباء الإيطاليون أن التأثير الإيجابي للحمل على الصداع النصفي يفقد قيمته إذا كانت المرأة من النوع الذي يعاني من الشقيقة أثناء أيام الحيض أو من النوع الذي يعاني من الغثيان والتقيؤ أثناء الأشهر الأولى من الحمل. واعتبر الباحثون أن العاملين المذكورين هما من معرقلات تحسن حالة داء الشقيقة أثناء الحمل والرضاعة.

ونصح خبراء مجلة «أخبار الصداع» المعانيات من الصداع أثناء فترة الحمل بالابتعاد عن الأدوية المسكنة للألم قدر الامكان واعتماد الوخز الابري والعلاج النفسي والنزح الليمفاوي. كما نصحوا بتناول المغنزيوم أو مثبطات بيتا التي اثبتت فعاليتهما في مكافحة آلام الرأس.

واعتبر الخبراء بان دواء الباراسيتامول هو الخيار الأول ضد نوبات الصداع أثناء فترة الرضاعة. كما يمكن اخذ عقار ميتوكلوباميد، الذي يحتاج صرفه في الصيدلية إلى وصفة من الطبيب، لوقف حالات الغثيان والقيء التي ترافق الآلام. وعلى أية حال لا بد من استشارة الطبيب وتعاطي العقاقير المارة الذكر بإشرافه أثناء فترة الحمل.

على صعيد آخر توصل أطباء جامعة مونستر الالمانية إلى أن النساء الشابات المعانيات من الشقيقة هن اكثر عرضة من غيرهن إلى السكتات الدماغية. وتوصل أطباء الأمراض العصبية الألمان إلى هذه العلاقة من خلال دراسة حالات السكتات الدماغية عند النساء الشابات تحت سن 45 سنة.

واتضح من الدراسة أن نسبة السكتات الدماغية عند هذه النساء لا تتجاوز 5 من كل 100 ألف امرأة. أما نسبتها بين المصابات بداء الشقيقة فقد كانت ضعف ذلك.