الأطباء الألمان.. فائدة تناول الكحول بكميات قليلة ليس إلا خرافة

TT

من المعروف ان هناك الكثير من الخلافات بين الباحثين حول منافع واضرار تناول الكحول بكميات قليلة او معتدلة. ويعتقد بعض الاطباء خطأ ان تعاطي الكحول بكميات معينة، كأس نبيذ واحد يوميا كمثل، يمكن ان ينشط ذاكرة الانسان ويحسن مقاومة الشرايين لظاهرة التكلس ويقلل جلطات القلب.

ويبدو ان الباحثين الالمان بصدد اثبات ان نظرية «سلامة» تناول الكحول بكميات قليلة ليست سوى خرافة، اذ توصل الباحثون الالمان من «مركز ابحاث الادمان» في ميونخ الى ان تعاطي الكحول ليس صحيا للانسان مهما كانت كميته.

وحذر مركز ابحاث الادمان الالماني من ان تعاطي الكحول بكميات قليلة ولفترة طويلة يصيب الافراد بالعديد من الامراض الجسدية والنفسية والاجتماعية. وذكر الدكتور كارل مان، المتحدث الرسمي باسم المعهد، ان النساء اكثر تأثرا من الرجال بالكميات القليلة من الكحول. وتشير الدراسة التي اجراها المعهد الى ان النساء يتعاطين كمية 20 غراما من الكحول الصافي يوميا.

وكانت الدراسات السابقة قد اشارت الى ان الرجال يتناولون كمية 40 غراما من الكحول الصافي يوميا، وأكد الباحث غيرهارد بورنغ من معهد الابحاث العلاجية في ميونخ ان الامراض الناتجة عن الكميات القليلة من الكحول، ولكن المستمرة بشكل يومي، هي نفس الامراض الناجمة عن ادمان الكميات الكبيرة وهي تشمع الكبد والامراض السرطانية وغيرها. وحسب الدراسات التي اجراها بورنغ فإن %20 من سكان المانيا يشربون الكحول بشكل يتجاوز النسبة المحددة بعشرين مليلترا من الكحول الصافي للنساء واربعين ميليتر للرجال. وطالب الباحث بعقد مؤتمر جديد يخصص للنقاش والبحث في امكانية الحد من شرب الكحول.

وانتقد بورنغ تعبير «الشرب المعتدل» وقال انه تعبير فضفاض لا يحذر الفرد بشكل حاسم من مخاطر الكحول. ويتراوح فهم الباحثين «الشرب المعتدل» بين 27 ـ 182 مليلتراً من الكحول الصافي يوميا. هذا في حين تتفق جمعية التغذية الالمانية على حدود ادنى من ذلك. وتكشف الدراسات الاخيرة ان «الكميات المعتدلة يوميا لفترة طويلة تكفي لمضاعفة مخاطر اصابة الانسان بأورام الحنجرة والبلعوم والغدة الدرقية. وتكفي 10 ميلغرامات يوميا من الكحول الصافي الى زيادة مخاطر هذه الاورام السرطانية بنسبة %30.

ويبدأ كبد المرأة بالتأثر (بدايات التشمع) من كميات 12ميلغراما يوميا من الكحول الصافي. وتبدأ مخاطر التعرض لالتهاب البنكرياس المزمن عند النساء بدءا من 20 ميليتراً من الكحول الصافي يوميا. ويترافق ذلك مع ارتفاع مطرد وتدريجي بضغط الدم ومخاطر سرطان الغدة الدرقية.

وعبر بورنغ عن قناعته بعدم وجود استهلاك معتدل او غير ضار وان ضرر الكحول، كمادة قد تسبب السرطان، يبدأ مع اول ميليغرام.

من ناحيته قال كارل مان ان طريقة العلاج الجديدة المسماة «الاقلاع النوعي» قد تفوقت على طرق معالجة المدمنين السابقة. ونجحت الطريقة حتى الآن في معهد ابحاث الادمان في شفاء %40 من المدمنين من ادمانهم. وهي طريقة لا تتطلب حبس «المدمن» في مشاف خاصة لفترة طويلة وتقتصر على وضع المدمن تحت الرقابة الاجتماعية الدقيقة طوال اسبوعين.