في أكبر دراسة من نوعها في العالم.. الإبر الصينية لها فعل ساحر في تخفيف الألم المزمن

تعالج الصداع وآلام العمود الفقري المزمن * 50 ألف مريض خضعوا للعلاج الشرقي القديم ونصفهم تحسنت حالتهم

TT

توصلت دراسة ألمانية جديدة، تعتبر الأكبر من نوعها حول العلاج بالوخز الابري، إلى أن تأثير هذا العلاج الصيني القديم على الآلام المزمنة يقترب من فعل السحر. وحقق الوخز الابري أفضل نتائجه من خلال استخدامه في معالجة الصداع النصفي وآلام العمود الفقري.

ونقلت مجلة «فوكوس» الألمانية المعروفة عن البروفيسور شتيفان فيليش أن الدراسة، التي شملت معالجة 500 ألف حالة فردية، أثبتت فائدة الوخز الابري علميا. وأكد فيليش، من شاريتيه برلين، أن الابر قلصت عدد نوبات الصداع التي يعاني منها المصابون بالشقيقة بنسبة 50%. وكان الوخز الإبري فعالا أيضا في تحرير 50% من المصابين من آلامهم. وفي معالجة حالات آلام الظهر والركبة نجح الوخز الابري من جديد بتحرير نصف المرضى من معاناتهم.

وكانت النتائج الأولية عن الدراسة التي أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2002 تحدثت عن نجاح ملحوظ للابر في معالجة الآلام المزمنة. وأعلنت شركة التأمين الصحية الحكومية منذ ذلك الحين استعدادها، بعد إتمام الدراسة، للاعتراف بالوخز الابري كعلاج يمكنها تغطية تكاليفه عن المرضى. وكانت شركات التأمين ترى في الوخز الابري طريقة علاجية لم يتأكد جدواها علميا. وينتظر أن تجد نتائج الدراسة الحالية تقبلا من هذه الشركات كنتائج بحث علمي.

وتشير نتائج فرز معالجة 40 ألف حالة إلى أن الوخز الإبري خفف الآلام المزمنة في 89.8% من المرضى. ولم يتسبب العلاج بظهور مضاعفات إلا في حالات نادرة جدا.

* الوخز الإبري لمساعدة الرياضيين على تجرع خساراتهم

* ودخل الوخز الإبري مجال الطب الرياضي منذ سنوات في أوروبا وصار كبار الرياضيين يستخدمونه في تحسين كفاءاتهم بدلا من الادمان على العقاقير المنشطة.

ومعروف من خلال الدراسات الصينية أن الوخز في منطقتي «ين» و«يانغ» يثير مصادر الطاقة والحركة في العضلات والمفاصل. ويقول الطبيبان الصيني مولت ها سي وزميله الألماني فرانك بار 9ن الوخز في هاتين المنطقتين يعين الرياضي في التغلب على مصادر التوتر النفسي والقلق.

وذكر الطبيبان أمام ندوة حول «الوخز الفعال في الرياضة» جرت في المعرض الدولي للتقنية الطبية (ميديكا) أن الرياضيين يستفيدون كثيرا من وخز المناطق المتعلقة بالأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد والكليتين. وتعتبر منطقة «ين» مسؤولة عن خمسة أعضاء حيوية، إضافة إلى تأثيرها على العضلات والمفاصل. هذا لأن أي اضطراب في هذه الأعضاء يبعث الاضطراب في سائر الجسد وخصوصا في الجهاز العضلي.

ويتعدى تأثير الوخز إلى الوضع النفسي، حيث ثبت أنه يساعد الرياضيين في تجاوز أزماتهم وخساراتهم وتوتراتهم النفسية عموما.