التحذير من خطورة الإكثار من تناول الفيتامينات والأملاح المعدنية والمطالبة ببيعها من خلال وصفة طبية فقط

TT

حذر خبراء ومتخصصون اردنيون في مجالي الصحة والتغذية من خطورة الإكثار من تناول الفيتامينات والأملاح المعدنية لما لهما من تأثيرات ضارة وعكسية على صحة الإنسان، خاصة ان بعض الأشخاص يلجأون الى شرائها اعتباطيا دون استشارة اختصاصيين في ما يشبه التقليد والموضة التي تستنزف جيوب العديد منهم على حساب التغذية العلمية السليمة.

وقالت رئيسة قسم التغذية في مديرية السلامة الصحية بوزارة الصحة الأردنية وسام قرقش: ان الغالبية العظمى من الاشخاص لا يغفلون أهمية الفيتامينات التي تلعب دورا اساسيا في بناء خلايا الجسم وفي عمليات انتاج السعرات الحرارية مشيرة الى أن أفضل مصادرها يأتينا من الأغذية الطبيعية.

واضافت ان الحاجة لدى بعض الاشخاص من المرضى وفاقدي الشهية قد تقتضي الاستعانة ببعض الفيتامينات كمكملات غذائية على أن يكون ذلك ضمن تراكيز عادية ومراقبة صحية لأن التراكيز العالية في بعض من انواعها مضرة للغاية، ومنها الفسفور الذي قد يؤدي الى انخفاض الكالسيوم في الدم وبالتالي ضعف في العظام واضطرابات الكليتين أما الجرعة الزائدة من المغنزيوم فقد تؤدي الى الغثيان وانخفاض ضغط الدم ومشكلات في القلب. وقد يؤدي الافراط في تناول فيتامين «إيه» الى الغثيان وفقدان الشهية والصداع وتساقط الشعر وجفاف الجلد وتشقفه مشيرة الى خطورة الافراط في العديد من الفيتامينات الاخرى كالزنك والحديد والنياسين التي قد تؤدي الى اعتلالات صحية مختلفة.

بدوره قال المتخصص في تغذية ونمو الانسان في كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية الدكتور ابراهيم الخطيب: ان الفيتامينات هي عبارة عن مستحضرات مصفاة تصنع بشكل حبوب تعطى لمحتاجيها وفقا لاستشارة متخصصين وخبراء في مجالي الصحة والتغذية، مشيرا الى ان الاحتياجات اليومية من الفيتامينات لا تسبب اضرارا تذكر في حين ان الجرعات الزائدة عن الاحتياجات اليومية ضارة جدا الى حد حدوث تسمم قاتل. واضاف ان الاصل في الاستفادة من الفيتامينات يأتي عن طريق الاغذية ولكن ليس جمعيها، حيث ان الاكثار من تناول بعض الأغذية «كالكبد والكلاوي» مثلا وهي التي تسمى سقط اللحوم ضار للغاية، محذرا السيدات الحوامل من الاكثار من تناولها لأنها قد تؤدي الى تشوهات خلقية لدى الاجنة، حيث يعادل كل مائة غرام من الكبد 10 كبسولات من حبوب الحديد.

وأكد ان الفيتامينات تعطى لمحتاجيها فقط من فاقدي الشهية والمرضى وبكميات مراقبة طبيا لأن زيادتها وأخذها من دون اكل مسبق يسبب اضرارا بالغة بغشاء المعدة لذا ينصح اخذ حبوب الفيتامينات الموصى بها طبيا اثناء تناول الأكل وذلك لسهولة امتصاصها في حينه.

وبين الخطيب ان احتياجات المرأة والطفل الغذائية من الفيتامينات اكبر بكثير من احتياجات الرجل داعيا النساء والأطفال الى التركيز على تناول الفيتامينات من مصادرها الطبيعية.

واشار الى اضرار عدد من الفيتامينات خاصة اذا اخذت بكثرة من مصادرها المصنعة ومنها البيتاكاروتين الذي قد يضاعف من معدلات الاصابة بسرطان الرئة في حين ان البيتاكاروتين من مصادره الطبيعية لا يضر مطلقا، مضيفا ان الجرعة العالية من المغنزيوم والفوسفور والزنك ايضا قد تسبب اعتلالات خطيرة كتدمير الخلايا واجهزة المناعة بالاضافة الى اضطرابات في الاعصاب. ودعا الى الاعتدال في تناول الجرعات العادية من الفيتامينات ودائماً وفقا لاستشارة الطبيب. واوضح ان هناك الكثير من المفاهيم الغذائية الخاطئة والسائدة بين الكثير من الناس ومنها تناول العصير بكميات كبيرة واهمال الفاكهة المهمة من ثمارها الغنية بالألياف.

بدوره قال نقيب الصيادلة الدكتور فضل نيروخ : إن التراكيز العالية من الفيتامينات تقع في خانة الادوية لذا اولت النقابة عناية كبيرة بطرق صرفها بالصيدليات حيث اوعزت من خلال وزارة الصحة الى بيعها في الصيدليات فقط دون البقالات والمحلات الكبرى.

وأضاف انه يحق للصيدلاني بيع الفيتامينات التي حددت تراكيزها العادية من قبل منظمة الصحة العالمية دون وصفة طبية، وبالتالي فإنها تعامل معاملة الدواء من حيث التسجيل في وزارة الصحة لذا لا يمكن صرفها الا بوصفة طبية.

ونصح الدكتور نيروخ المواطنين بضرورة مراجعة الأطباء لتشخيص امراضهم وبالتالي تحديد الدواء والفيتامينات اللازمة.

مقررة لجنة المستحضرات الصيدلانية الحاوية على فيتامينات ومعادن في مؤسسة الغذاء والدواء لينا صبيحي قالت: إن المؤسسة اعتمدت تراكيز الفيتامينات التي تناسب البيئة المحلية الأردنية بالاضافة الى اعتمادها التراكيز المتعارف عليها دوليا وفقا لمنظمة الصحة العالمية مشيرة الى فعالية الرقابة على الفيتامينات سواء المستوردة منها أو المصنعة محليا.

وقالت اختصاصية طب الاسرة في مستشفى الجامعة الاردنية الدكتورة فريهان برغوثي: إنه من المفروض توفر احتياجات الانسان من الفيتامينات في الغذاء اليومي الذي نتناوله لكن هناك العديد ممن يفضلون غذاء على آخر بحيث يفتقرون مع طول المدة الى عناصر غذائية مهمة تضطرهم في كثير من الاحيان الى الاستعانة بالفيتامينات، ولكن وفقا لاستشارة طبيب في جميع الاحوال ذلك ان الكثير من الاشخاص يصرفون فيتامينات على عاتقهم وهذا بدوره قد يساهم في زيادة نسبة فيتامينات على حساب اخرى.

وفي ما يتعلق بلجوء العديد من الاشخاص الى صرف الفيتامينات على عاتقهم قالت: إن ذلك يقع في خانة التقليد والموضة تيمنا ببعض الدول الغربية، خاصة في ظل مساهمة بعض الفضائيات في موضوع الترويج لأهمية استخدام وشراء الفيتامينات دون التوعية بضرورة استشارة الطبيب مما يؤدي الى الاكثار من تناول فيتامينات على حساب اخرى يفتقر اليها الجسم، حيث ينتج عن ذلك اختلال في توازن احتياجات الجسم.

واشارت الى ان مواطني بعض الدول الغربية يعتمدون على تناول الفيتامينات ذلك ان غذاءهم في مجمله مصنع ومعلب ومثلج ويؤكل في المطاعم مما يفقدهم الكثير من الفيتامينات، منوهة الى ان التقليد في هذا المجال لا يفيد لأن المطبخ العربي غني بمكوناته الغذائية بسبب اعتماد الغالبية على الطبخ اليومي. وحذرت الدكتورة برغوثي من استنزاف جيوب بعض المواطنين بسبب اقبالهم على شراء الفيتامينات بكثرة لأن الغذاء العادي والمحتوي عليها ارخص بطبيعة الحال، ولأن الكثير من الشركات التجارية التي تهدف الى الربح المادي فقط تعمد الى التغرير بالمستهلك عبر بعض الفضائيات عن طريق الترويج لشراء منتجات من الفيتامينات يدّعي منتجوها انها طبيعية مائة في المائة على خلفية الربح التجاري مؤكدة ان الدراسات العلمية اثبتت انه لا يوجد فرق بين الفيتامينات التي تحتوي على الاعشاب والاخرى المصنعة، على صعيد التأثيرات الجانبية.