أطفال الأمهات الكبار في السن عرضة لارتفاع الضغط الشرياني

TT

يميل الأطفال المولودون لأمهات كبار في السن الى ان يكون ضغط الدم لديهم أعلى من الطبيعي، الأمر الذي يجعل قلوب هؤلاء الأطفال وشرايينهم عرضة لتأثيرات ارتفاع التوتر الشرياني طيلة حياتهم.

وقد وصف الأطباء القائمون على هذه الدراسة تلك النتيجة بأنها غير متوقعة، وقالوا إن هذه النتائج ما هي إلا دليل على تأثير البيئة في الحياة الرحمية على الصحة، طيلة حياة الإنسان. فقد وجد الباحثون في جامعة هارفرد للطب في الولايات المتحدة أن كل زيادة خمس سنوات في عمر الأم يقابلها زيادة 5.1 نقطة في ضغط دم وليدها. فالطفل المولود لأم تبلغ الأربعين من العمر سيكون ضغطه الانقباضي (وهو القيمة الأعلى) يزيد بمقدار خمس إلى ست نقاط عن طفل أم عمرها عشرون سنة.

وعلق الدكتور ماثيو غيلمان: «ان هذا لكثير، ولا نعلم ما سبب ذلك حتى الآن. ولكن احدى الفرضيات تقول ان المشيمة عند الأمهات المسنات لا تعمل بشكل جيد. إذ تحدث فيها تغيرات تبدل من إفرازاتها الهرمونية، التي قد تكون وراء ارتفاع الضغط الشرياني عند المواليد». وقد اعتمد غيلمان في دراسته على 322 ولادة دخلت هذه الدراسة التي ستشمل في النهاية حوالي ستة آلاف امرأة حامل. ولا يعلم الأطباء حتى الآن فيما إذا كان ارتفاع ضغط الدم هذا سيستمر طيلة فترة الرضع وما بعدها، فهم بحاجة لمتابعة الدراسة لمعرفة نتائج واختلاطات ارتفاع الضغط هذا. ويشك الباحثون في أن هؤلاء الأطفال سيكونون عرضة لارتفاع ضغط الدم الشرياني عندما يتقدمون في العمر، الأمر الذي يزيد من مخاطر إصابتهم بأمراض القلب. إلا أن هذه الحالة قد تحمل مدلولات أخرى كأن تمثل اختلافا في تطور جهازهم الدوراني.

ويقول غيلمان: «على الرغم من أن هذه النتائج قد تساعد الأطباء في تتبع الاستعداد للإصابة بالأمراض على مدى حياة هؤلاء الأطفال، إلا أنهم لا يعرفون ما هي الروابط الدقيقة بين هذه الأمراض والامهات الحوامل التي أنجبت هؤلاء الأطفال. فنحن لا نريد أن نلوم الأمهات على أشياء يقمن بها أثناء الحمل، لأن الحمل بحد ذاته فترة عصيبة بما يكفي.

إن فهم كيفية تأثير الحياة الرحمية على الصحة أصبح من الأمور التي تستحوذ اهتمام الباحثين. وقد ركزت هذه الدراسة في معظمها على تأثير وزن الولادة وعلى حدوث السمنة، والاضطرابات القلبية، والسرطان وأمراض أخرى.

وقام الدكتور لوك دجوس من جامعة بوسطن للطب بتحليل المعلومات المتوفرة عن وزن الولادة لـ2555 كهلا. ومقارنتها بذوي الأوزان المرتفعة، فكان احتمال اصابة الأشخاص الذين بلغ وزن ولادتهم أقل من 5.2 كغ بأمراض قلبية أكبر بمقدار 5.2 مرة، واحتمال اصابتهم بالسكري أكثر بـ5.1 مرة. وبشكل عام تبين الدراسات أن الأطفال منخفضي وزن الولادة أكثر احتمالا لأن تنمو لديهم كروش عندما يكبرون وأن يصابوا بأمراض القلب وارتفاع التوتر الشرياني والسكري. من جهة أخرى فإن الأطفال الزائدي الوزن عند الولادة يكونون أكثر عرضة للبدانة والإصابة بسرطان الثدي أو البروستات.