الكشف عن المناطق الدماغية المسؤولة عن نوبات النوم المفاجئة لدى الإنسان

TT

يتعرض الكثيرون الى نوبات نوم مفاجئة يعجزون عن مقاومتها أو يصابون بنوبات اغماء غريبة تتوقت مع المعايشات الصعبة والمواقف الحرجة. ويعتقد علماء جامعة ريجنزبورغ الالمانية انهم قد توصلوا الى تشخيص المناطق المسؤولة عن هذه الحالات ونجحوا في الكشف عن أسباب حصولها.

وتوصل ارني ماي وفريق عمله الى تشخيص وجود مناطق دماغية معينة تتسبب في حدوث مثل هذه النوبات بسبب قلة الخلايا العصبية فيها بالمقارنة مع المناطق المماثلة في أدمغة غير المعرضين لهذه النوبات. واستخدم فريق العمل، المؤلف من متخصصين بالأمراض العصبية والنفسية طريقة توموغرافية خاصة لفحص أدمغة 29 مريضا يعانون من نوبات النوم، ثم عملوا على مقارنتها بالنتائج المستمدة من فحص أدمغة السليمين. وكشف العلماء في أدمغة مرضى نوبات النوم عن وجود عدد أقل بكثير من الخلايا العصبية في غدة الهورمونات الدماغية المهمة المسماة بالوطاء Hypothalamas، وحينما تفحصوا مناطق الدماغ الأخرى توصلوا الى نتيجة مماثلة: قلة الخلايا العصبية في منطقة الدماغ المسماة Nucleus Accumbens التي تساهم في السيطرة على الحركات العضلية. وحسب تصريحات الباحث ماي فإن المنطقة الأخيرة هي جزء نظام المشاعر الذي يكوّن الانسان وتنتمي الى المناطق المقررة للعواطف في الدماغ.

وفسر ماي على هذا الأساس سبب «السكتة» العضلية (الاغماء) التي تصيب الناس نتيجة اخبار حزينة أو مؤلمة أو نتيجة مشاهد تفوق قدراتهم التحملية، إذ ان أي اضطراب في نشاط هذه المناطق، تسببه قلة الخلايا العصبية، وتصاحبه مشاعر جياشة يمكن ان يؤدي الى ارتخاء العضلات بهذه الطريقة المباغتة. ويقدر المتخصصون بالأمراض العصبية والنفسية وجود 40 ألف ألماني يعانون من نوبات النوم المفاجئ التي تداهمهم، وتتراوح فترة هذه النوبات بين 5 و 30 دقيقة ويصاحبها عادة اضطراب النوم في المساء. ويعجز المريض احيانا في المساء عن تحريك عضلات جسده رغم انه في كامل وعيه، كما يعاني من الهلوسة في الفترة الفاصلة بين الصحو والسقوط في النوم. وتعتبر «الصدمة الضحكية» من اشهر اعراض الناركوليبس، وهي عبارة عن «نوم» مفاجئ للعضلات ايضا بتأثير مشاعر جياشة مفاجئة أو بتأثير نكتة قوية.