الباحثون يكتشفون 95 نوعا من البكتيريا في المريء

TT

كان يعتقد بأن المريء هو انبوب عقيم خال من الجراثيم يصل الفم بالمعدة، لكن بين العلماء الاميركيون ان هذا الاعتقاد خاطئ، فقد استطاع الاطباء في كلية نيويورك للطب عزل ما لا يقل عن 95 نوعا من البكتيريا من المريء بعد اخذ خزعات منه من عدة مرضى.

وقد اخذت العينات من اربعة مرضى اصحاء لا يعانون من اي مرض التهابي واخذت الخزعات منهم من المنطقة السفلية للمريء او القريبة من المعدة. ووجد الاطباء ان 75 في المائة من هذه البكتيريا متشابهة بين المرضى، وان 60 في المائة منها معروفة بانها لا تسبب امراضا للانسان، وانما يمكن ان تتعايش معه، اما بقية انواع البكتيريا، فقد طرح العلماء تساؤلات حولها وحول اهميتها في تسبيب العديد من الامراض لدى الانسان، خاصة سرطان المريء.

وقال البروفيسور مارتن بليزر من كلية الطب في مدينة نيويورك الاميركية ورئيس قسم الاحياء الدقيقة، ان الاطباء كان لديهم اشتباه كبير في وجود البكتيريا في المريء، خاصة انه ممر اساسي للغذاء من الفم، لكن لم تثبت الدراسات السابقة هذه النظرية، رغم محاولة الباحثين عزل البكتيريا. لذلك كان الاعتقاد بان المريء ذو تربة غير مناسبة لنمو البكتيريا. لكن الدراسة الجديدة التي سوف تنشر في مجلة «بروسيدينغ» بينت بالدليل القاطع من خلال الخزعات بان المريء ملوث بالبكتيريا ومعظم تلك البكتيريا مصدرها الانف، لكن هناك اكثر من 25 في المائة منها مصدره ليس الفم اذ لا توجد تلك الانواع في الفم. وقال بليزر بأن هذه النتيجة ليست مفاجئة لكون الاعتقاد السابق الذي ساد لسنوات عديدة كان يقول ان المعدة ذات حموضة عالية جدا ووسطها غير مناسب للبكتيريا.

لكن في بداية الثمانينات استطاع العلماء عزل بكتيريا اللولبية البوابية «الهليكوباكتر» ووجد ان هذه البكتيريا هي السبب الاساسي لحدوث القرحات لدى الانسان لكونها مسؤولة عن 90 الى 95 في المائة من القرحات الهضمية. لذلك اصبحت المضادات الحيوية من اهم اركان معالجة القرحة في العقد الحالي. وعلى المبدأ ذاته، فإن الجراثيم الموجودة في المريء قد يكون لها دور اساسي في حدوث الامراض في المريء مثل اصابته بالسرطان والالتهاب التقرحي والانعكاس المريئي وما الى ذلك من امراض.

ويعتقد الاطباء ان معالجة هذه الجراثيم يمكن ان تساعد على خفض نسبة حدوث تلك الامراض، خاصة بعدما بينت الدراسات ان السيطرة على بكتيريا «الهليكوباكتر» يقلل من نسبة حدوث سرطان المعدة اضافة الى تخفيف الحموضة والنزف.

لقد استخدم الاطباء تكنولوجيا عالية التقنية في تحديد نوعية الجراثيم الموجودة في المريء وذلك بتكنيك يدعى تفعيل البوليميراز، حيث يمكن تكثير وتضخيم كميات من البكتيريا بغية دراستها.

وقد قارن الاطباء انواع الحمض النووي الناتج عن هذه التقنية مع الاطلس الوراثي للجراثيم الموجودة في المكتبة الوطنية وبنك المعلومات الوراثية وبذلك حدد الاطباء بعض انواع البكتيريا بدقة عالية جدا.