إعادة إنماء الأصابع المبتورة

الجراحون البريطانيون يعتمدون على تقنية ابتكرها العالم الروسي اليزاروف منذ 50 سنة

TT

يراود حلم اعادة انماء الاطراف والاعضاء كل باحث وطبيب في هذه المعمورة. وقد نوهت الى هذه الفكرة مجموعة من المشاهدات الطبية في المختبرات المعملية مثل عودة ذيول بعض الزواحف بعد قطعها أو اعادة نمو رجل الضفدع بعد قطعها في مرحلة محددة من التشكل...الخ.

ويحاول الجراحون البريطانيون في اسكوتلندا حاليا تجربة طريقة جديدة من أجل اعادة انماء اصابع اليد أو القدم وذلك بالاعتماد على تقنية العالم الروسي اليزاروف الذي ابتكر جهازا من أجل تطويل العظام، حيث استخدم لاحقا في العديد من المجالات الطبية الجراحية مثل تطويل القامة ومعالجة قصر الاطراف الناتج عن الكسور أو شلل الاطفال...الخ.

وقد لعبت تقنية اليزاروف التي ابتكرت منذ 50 عاما دورا رئيسيا في فكرة اعادة انماء الاصابع والاطراف بشكل عام. ومن المستغرب ان الغرب لم يستفد من تلك الابحاث إلا في بداية الثمانينات.

تقنية جديدة تعتمد التقنية الجديدة على تركيب اسياخ معدنية في جذور الاصبع المبتور، ويجب ان يكون العظم المرتبط مع الرسغ موجودا حتى تنجح هذه الطريقة. بعد ذلك تركب الاسياخ في اطارين خارجيين، حيث يمكن تحديد المسافة بينهما بمعدل واحد مليمتر في اليوم، وهذا يعني انه يمكن اطالة عظم الاصبع مثل الابهام بمعدل 5 سنتميترات خلال 6 اسابيع.

هذه الطريقة تطبق في روسيا حاليا. وقد وصل فريق من الجراحين الى مدينة ابادين الاسكوتلندية من اجل تدريب الجراحين البريطانيين لاجراء اول عملية من هذا النوع في بريطانيا في ابريل (نيسان) المقبل. وسوف تجرى العملية في مستشفى كرامبين الجامعي.

فوائد وقال آلان ريد ان هدف هذه التقنية هو اعطاء الناس الذين فقدوا وظائف اصابع من خلال البتر أو الامراض الأخرى، امكانية استخدام اليد بشكل عملي اكبر، خاصة وظيفة مسك الاشياء والتحكم بها. وهذه التقنية يمكن ان تبدل حياة آلاف المرضى الذين لا يستطيعون استخدام اياديهم لأسباب عديدة.

وتعتبر اصابات اليد من اهم الاصابات المهنية في الاطراف، خاصة فقدان ابهام اليد فهو مسؤول عن 50 في المائة من فعالية اليد بشكل منفرد، ويمكن ان يحدث عجز كامل في اليد اذا فقد الابهام واثنان من الاصابع المقابلة.

ويحدث فقدان الاصبع لأسباب عديدة منها الحوادث، وبتر الاصابع بسبب مرض السكري، وشوهدت حالات فقدان الاصبع بسبب الخواتم خاصة اذا علق الخاتم بخطاف صلب في الباصات والسيارات خلال مسك الحمالات أو التعلق بتلك الآليات.

كما يمكن ان تفقد الاصابع بسبب القرحة أو نقص التروية الدموية الى المنطقة المعنية، خاصة ان تروية الاصابع هي تروية انتهائية.

آفاق وخيارات يستطيع الاطباء حاليا اعادة ترميم الاصابع التي جردت من غطائها اللحمي والجلدي، وذلك بزراعة الهيكل العظمي للاصبع في جدار البطن والانتظار لمدة 4 اسابيع حتى تلتحم الشريحة الجلدية الموجودة في البطن مع ما تبقى في جلد الاصبع وبالطبع خلال هذه الفترة تبقى اليد معلقة بجدار البطن وثابتة لا يستطيع الانسان رفعها أو استخدامها.

وبعد ذلك يعزل الابهام مع شريحة جلدية واسعة من البطن من اجل تغطية الهيكل العظمي. وبذلك يستطيع الانسان استخدام يده من جديد. ومن الحلول الأخرى لاعادة الاصابع المبتورة ايجاد طريقة لاعادة عمل الخلايا الاصلية في الانسان لانتاج وتعويض الاصابع المبتورة وذلك على غرار ما يحدث لدى الضفدع، لكن هذا يحتاج الى الكثير من الوقت حتى يصبح حقيقة.

ومن الحلول الموجودة حاليا هي الاذرع الالكترونية التي تحاكي الجملة العصبية لدى الانسان حيث يمكن تحريكها بأوامر دماغية من خلال اسلاك ثاقبة تزرع في العضلات أو الدماغ.