بكتيريا مجهرية موجودة في الديدان تساعد على تصنيع مضادات حيوية جديدة

TT

قال البروفيسور جون ويبستر، استاذ الطفيليات في جامعة سيمون فريز في بريتش كولومبيا بكندا، انه يمكن انتاج مضادات حيوية جديدة لمكافحة الجراثيم المقاومة للأدوية التقليدية، من نوع خاص من الديدان يدعى «الممسودات» أو الديدان المدورة.

ووجد الباحثون ان هذه الديدان تحوي بداخلها بكتيريا مجهرية تدعى «اكزينو هيبوس» التي تفرز مواد فعالة جدا من شأنها ان تساعد على تصنيع ادوية حديثة للمعالجة.

وتم هذا الاكتشاف عن طريق الصدفة عندما كان ويبستر وفريقه يدرسون امكانية استخدام الديدان المدورة في السيطرة على الحشرات منذ عامين تقريبا.

ووجد خلال الدراسات ان الديدان تقوم بافراز هذه البكتيريا المتعايشة داخل جسمها على سطح الحشرات، حيث تتكاثر البكتيريا بكميات كبيرة مقدمة بذلك الغذاء اللازم لاستمرار الديدان ايضا.

وما اثار انتباه البروفيسور ويبستر ان تلك البكتيريا تفرز بعض المركبات الكيميائية الفعالة جدا وهي تختلف عن المركبات التي وصفها بعض الباحثين في السابق، لكن اهم تلك المواد مركب يدعى «فيماتوفين» ووجد اثناء الدراسات انه يمكن استخدامه في تصنيع ادوية مضادة للفطور وادوية حيوية مضادة للجراثيم، خاصة تلك المقاومة للأدوية المركبة من البنسلين.

وهناك مركب ثالث يدعى اكزينوريكسيد، حيث تبين اثناء استخدامه في الاوساط المخبرية انه يهاجم الخلايا الشاذة في الجسم، التي لديها استعداد للاصابة بالسرطان، كذلك خلايا سرطان الرئة، وسرطان البروستاتا والقولون، لكنه لا يلحق أي أذى بالخلايا الطبيعية.

ويقول ويبستر ان هذه المركبات قد تؤدي الى بعض التأثيرات السامة في الانسان، اذا اعطيت في شكلها الحالي، لكن يمكن تعديلها بشكل مناسب، حيث تستخدم كأدوية فعالة في معالجة الالتهابات ومكافحة السرطان. وبينت التجارب على الفئران ان المضاعفات السلبية قليلة، لكن لا يتوقع الباحثون صدور هذه الادوية قبل ست الى ثماني سنوات من الآن لاستخدامها من قبل الانسان.

وقال آلان وينستون الباحث في اكبر الشركات الدوائية الاميركية «الي ليلي»: «ان الجراثيم والفطور تزداد مقاومة للمضادات الحيوية سنة بعد أخرى ويجب ان يتبع المجتمع الدولي سياسة جديدة لمكافحة هذه الظاهرة، وايجاد عقاقير دوائية جديدة من الضروريات الاساسية».

أما بالنسبة للمركبات الجديدة هذه، فهي ما زالت في طور البحث، والطريق ربما تكون طويلة لانتاجها.