دواء يتغلب على الفياغرا في مكافحة الضعف الجنسي وتأثيره يستمر 36 ساعة

TT

استناداً الى آخر الاحصاءات التي اجراها مركز مينسوتا لصحة الرجال للعام 2003، اتضح ان 1 من 10 رجال حول العالم يعانون مشاكل الضعف الجنسي. وفي ظل غياب الاحصاءات المتكاملة حول الموضوع في المجتمع اللبناني، يعتقد رئيس جمعية اطباء المسالك البولية اللبنانية الدكتور جورج غزال في حديث لـ«الشرق الاوسط»، «ان هذه الارقام يمكن ان تنطبق على لبنان اذا اخذت بعين الاعتبار مستويات المرض الخفيفة والمتوسطة والحادة».

وفي مؤتمر جمع عددا من اطباء المسالك البولية في فندق الموفنبيك في بيروت، تم التطرق الى احدث العلاجات التي توصلت اليها شركة «الاي ليلي اند كومباني» العالمية عبر وضعها لعقار «سياليس» الذي اثبت فعاليته لأكثر من 36 ساعة بعد تناوله.

وذكر الاطباء ان احدى مميزات «سياليس»(Cialis) هي سرعة سريان مفعوله بشكل يسبق المدة التي تتطلبها الادوية المتداولة الاخرى. وقد اثبتت التجارب السريرية ان ثلث الرجال استجابوا للعلاج خلال 16 دقيقة، وان مفعول الدواء امتد لفترة تناهز الـ 36 ساعة. وبموجب تقارير صدرت عن «سياليس» في مايو (ايار) 2003، وتم نشرها في الجمعية الأميركية لطبابة المسالك البولية في اورلاندو - فلوريدا، ثبت ان المصابين بالضعف الجنسي حققوا تقدما ملموساً في ممارساتهم الجنسية بعد 24 او حتى 36 ساعة من تناولهم عقار «سياليس»، وذلك بالمقارنة مع دواء الاختبار.

وبذلك اصبح الرجال المرضى قادرين على الاحتفاظ بقدرتهم الجنسية لفترة تتجاوز الساعات الاربع التي تتيحها الادوية الاخرى المتوفرة في السوق. مع الاشارة الى ان العقار الجديد نال موافقة لجنة الاغذية والادوية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 .

ويتوفر دواء سياليس في اوروبا منذ سنة، وقد انتشر في صيدليات 45 بلدا حول العالم، بما فيها لبنان بعد ان تم تسجيله لدى وزارة الصحة العامة اللبنانية. وتشير الاحصاءات الى ان عدد الرجال الذين يتناولونه يزيد اليوم عن مليون رجل في كافة انحاء المعمورة. وكما تعمل الادوية المشابهة، يعمل «سياليس» على كبح انزيم يسمى PDE-5، وهو احدى الرسائل الكيميائية الطبيعية التي توقف عملية الانتصاب. واشار دكتور جورج غزالة الى «ان الدواء يعتبر فريدا لان تناوله لا يخضع لشروط الامتناع عن الطعام او الشراب، وهو ما تتطلبه الادوية الاخرى المشابهة. وتطرق الى اسباب الضعف الجنسي التي تكون اما فيزيولوجية او سيكولوجية. وقد تترتب الاولى عن امراض عدة، مثل السكري والشيخوخة والشرايين التاجية وضغط الدم وكذلك التدخين، اما الثانية فتعود الى حالات الاكتئاب والضغط النفسي والاجتماعي المختلف.

ويشير د. غزال الى ان المرض يبدو جلياً لدى الرجال بين العقد الرابع والسابع من العمر. وتزداد مستوياته مع التقدم في العمر لتناهز الـ 12 بالمائة بين عمر الـ 40 وحتى الـ 49 عاما، بينما تبلغ هذه النسبة حسب آخر الاحصاءات 30 بالمائة بين عمر الـ 50 والـ عاما59. وقد تصل الى 46 بالمائة في الفترة الواقعة بين عمر الـ 60 وحتى الـ عاما69.

ويقول د. غزال: «ان اصعب المراحل في عملية تشخيص هذا الضعف، هو خلق المبادرة لدى المصاب لزيارة الطبيب وشرح حالته بشكل مفصل. مع العلم ان الرجال بدأوا يعترفون بذلك منذ خمس سنوات فقط. وقد يلجأ احدهم الى العيادة للحديث عن وجع في ظهره، بينما يتبين بعد فترة انه مصاب بضعف جنسي، ولذلك لا بد للطبيب المعالج من نيل ثقة مريضه قبل الشروع في تشخيص مشكلته».

الجدير ذكره ان عقار «سياليس» لا يختلف عن غيره من ادوية مكافحة العجز الجنسي بالنسبة لضرورة عدم تناولها مع اي دواء يحتوي على النيترات، وهو ما يتم وصفه عادة للذبحة الصدرية. وقد يؤدي اختلاطهما الى انخفاض في ضغط الدم.

وتفيد المعلومات الاخيرة حول عدد المصابين بالعجز الجنسي في الولايات المتحدة، ان حوالي 30 مليون رجل يعانون منه، بينما تتعرض له نسبة 50 بالمائة من الرجال المصابين بالسكري بعد 10 سنوات من مرضهم. وقد تزداد مشكلة العجز عن الممارسة الجنسية مع التقدم في العمر بنسبة 39 بالمائة في سن الاربعين، الى 65 بالمائة فوق الخامسة والستين. وقد يجد طريقه الى المدخنين اكثر من غيرهم، بحيث تزداد الاصابة به لمن يدخن علبة سجائر فما فوق يومياً الى النصف (50 بالمائة) كما توضح الاحصاءات ان 152 مليون رجل يعانون من الضعف الجنسي حول العالم، وتنقسم اسبابه الى 80 بالمائة من الحالات المصابة نتيجة عوامل عضوية، بينما يؤدي عدد من المشاكل النفسية الى اصابة النسبة المتبقية (20 بالمائة).

وقد اكدت احدى الدراسات المنشورة حديثاً ان 90 بالمائة من الرجال المصابين ممن جربوا الـ «فياغرا»، فضلوا اقراص «سياليس» عيار 20 ملغرام. واظهرت دراسة اخرى ان 66 بالمائة من الرجال الذين بدأوا العلاج لهذا المرض ممن لم يخضعوا مسبقاً لـ«الفياغرا»، فضلوا استخدام «سياليس» على «فياغرا» 50 ملغ، وذلك بعد ان خضعوا لكل عقار على حدة لمدة اربعة اسابيع.

وقد نشرت هاتان الدراستان في مجلة «كلينيكال ثيرابوتيكس» في عددها الصادر في نوفمبر(تشرين الاول) 2003 .