كان الباحثون يعتقدون خطأ أن تأثير البيرة الحميد على الدورة الدموية وظاهرة التجلط، يعود إلى نسبة الكحول الضئيلة فيها، إلا أن العلماء الألمان قلبوا المعادلة الآن واكتشفوا أن البيرة الخالية من الكحول هي الأفضل.
ويوصي أطباء الولادة والنسائية الأمهات الجديدات بشرب البيرة الخالية من الكحول لزيادة افراز الحليب لديهن أثناء فترة الرضاعة. إلا أن دراسة جديدة دفعت الأطباء الألمان في فترة الصيف إلى تشجيع كافة النساء والرجال على التحول من البيرة الكحولية إلى البيرة الخالية من الكحول، حفظا على صحتهم من الكحول، وتقليلا لشحم الشتاء الذي تراكم في أجسادهم، ووقاية لشرايينهم من احتمالات تجلط الدم فيها.
وعدا عن النساء المرضعات ينصح الأطباء الأشخاص الاعتياديين بشرب نصف إلى ثلاثة أرباع اللتر من البيرة الخالية من الكحول يوميا. إذ تحتوي البيرة الخالية من الكحول على الشعير والخمائر والماء وحشيشة الدينار، وهذا يعني أنها تضم السكريات والمعادن والفيتامينات والمواد النباتية المفيدة للجسم مثل الفلافونويد. ويقول العلماء إن حشيشة الدينار تزود البيرة بالمذاق الجيد والتأثير الصحي لكنهم لا ينصحون بالاكثار منها. فحشيشة الدينار، التي تنتمي إلى عائلة القنب، تحتوي أيضا على مواد تعمل عمل هرمون الاستروجين. وعلى هذا الاساس فإن البيرة الخالية من الكحول، المحتوية على حشيشة الدينار، تفيد المرأة في تخفيف أعراض فترة اليأس دون الحاجة إلى الهرمونات.
إن شرب البيرة الخالية من الكحول يقلل من تجلط الدم وحالات الجلطة القلبية والدماغية، ويحسن عمل الدورة الدموية ككل. وتوصل الباحثون الألمان إلى هذه النتائج من خلال تجربة في جامعة فيسبادن الطبية على مجموعات من الشباب، اذ قسم الباحثون برئاسة شتيفن باسوس الشباب الاصحاء الى ثلاث مجموعات، نالت كل مجموعة ثلاث لترات من البيرة الكحولية، والبيرة الخالية من الكحول والكحول مع الماء على التوالي. وكتب الباحثون في مجلة «الادمان الكحولي: البحث السريري والمختبري» أنهم حللوا دماء المجموعات الثلاث بعد ذلك وتوصلوا إلى أن عوامل تخثر لويحات الدم قد انخفضت في كافة المجموعات.
وعند تحليل دماء أفراد المجموعة الذين تعاطوا البيرة الخالية من الكحول شخص العلماء انخفاضا ملحوظا في مستوى الثرومبين المسؤول عن التخثر. وهذا يعني أن البيرة غير الكحولية تفوقت من ناحية تأثيرها المضاد للتجلط على بقية أنواع المشروبات الكحولية.
ويستنتج ياسوس وزملاؤه أن شرب البيرة الخالية من الكحول أفضل لأنه يختصر السعرات الحرارية التي يوفرها الكحول، ولا يؤدي إلى الأدمان ثم إنه اكثر صحية.
وعلى أية حال فقد نصح الأطباء الرجال المراعين لصحتهم وكمال أجسادهم بعدم الاكثار من البيرة غير الكحولية أيضا والاكتفاء بشرب نصف إلى ثلاثة أرباع اللتر فقط يوميا. ويعود السبب إلى أبحاث سابقة اتهمت حشيشة الدينار، التي تعمل عمل الاستروجين، بترهل العضلات والسمنة في منطقة الصدر والمؤخرة.
من ناحيتها ، ذكرت البروفيسورة ريناته بيرغمان أن دراسة أجرتها على الأمهات المرضعات تثبت أن شرب البيرة الكحولية اثناء فترة الرضاعة يقلل حليب الأم، ثم إن 10% من هذا الكحول يتسرب إلى الرضيع عبر حليب الأم. وشجعت بيرغمان، إخصائية الأمراض النسائية من شاريتيه برلين، الحوامل على شرب البيرة غير الكحولية مشيرة إلى دورها في زيادة افراز حليب الأم.