استخدام أشعة الشمس لمعالجة التصلب العصبي المتعدد

TT

اشارت دراسة جديدة الى ان الشمس تحمي من التصلب المتعدد. هذا ما اكده الباحثون في آخر دراسة أعدها العلماء الاستراليون إلى أن الشمس يمكن أن تنفع في تقليل مخاطر الإصابة بالتصلب المتعدد.

وهذا يعني أن أشعة الشمس الغنية بفيتامين دي تفيد هنا كما تفيد في معالجة حالة ضعف العظام لدى الأطفال، وهي ظاهرة تسمى بالكساح. وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة من خلال دراسة حول إصابات التصلب المتعدد في استراليا بالعلاقة مع توزيع نور الشمس في مناطق القارة الجغرافية المختلفة.

ولاحظ فريق العمل الاسترالي بقيادة الباحثة انغريد فون دير ماي، من جامعة تسمانيا في هوبارت، في مجلة «بريتيش ميديكال جورنال» أن التوزيع الجغرافي للتصلب المتعدد يتناسب مع توزيع خطوط العرض الوهمية حول الكرة الأرضية. وكتبت فون دير ماي أن نسبة الإصابة بالتصلب المتعدد تزداد بازدياد بعد مكان إقامة الإنسان عن خط الاستواء. ويرى فريق العمل أن سبب هذا التوزيع الجغرافي للمرض يتعلق بمدى التعرض لأشعة الشمس.

وكتب الباحثون أن التعرض لضوء الشمس يوميا لفترة ساعتين أو ثلاث يقلل خطر تعرضهم للتصلب المتعدد بشكل ظاهر. هذا لا يعني بالطبع أن ينسى الإنسان التأثيرات الضارة للأشعة الحمراء في ضوء الشمس. وفعلا لاحظت الدراسة أن أشعة الشمس ضاعفت مخاطر سرطان الجلد رغم أنها قللت مخاطر التصلب المتعدد. ويصيب التصلب المتعدد للأعصاب ملايين البشر على المستوى العالمي فيرهقهم بآلامه ومضاعفاته على الجهاز العصبي. ولهذا نجد أن العلماء في حالة بحث دائم عن أسباب ظهور المرض وعن طرق علاجية تخفف الآلام وتحسن حياة المصابين به.

وفي دراسات سابقة نوهت لها «الشرق الاوسط" وجد بان الموسيقى تلعب دورا في المعالجة، وجاء ذلك في إطار تجربة أجراها الباحثون من جامعة فيتن هيردكة في ألمانيا وشارك فيها 20 مصابا بالتصلب المتعدد يعانون من أعراض قوية للمرض من حوالي 11 سنة كمعدل عام. وشمل الأطباء نصف المجموعة بعلاجهم بواسطة الموسيقى واستخدموا المجموعة الثانية للمقارنة. وكان على أفراد المجموعة الأولى أن يستمعوا إلى الموسيقى يوميا لفترة 8 الى10 ساعات موزعة على ثلاث فترات.

وذكر العلماء أن المجموعة التي تلقت العلاج صارت تعاني من حالات اكتئاب ومن مخاوف وآلام أقل. كما أثبتت الفحوصات العصبية تحسن أدمغة مرضى مجموعة الموسيقى في تلقي الايعازات من الجسم. والمهم أن حياة المرضى قد تحسنت بشكل عام، كما زاد تقبل الناس لهم وزاد تقبلهم للناس أيضا. ويعتبر التصلب أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويعاني منه في ألمانيا نحو 100 ألف إنسان حسب تقدير وزارة الصحة.

وإذا كان الأطباء حتى الآن يتعاملون مع التصلب المتعدد كالتهاب مناعي ذاتي يترك آثارا على مواضع معينة من الدماغ فقط، فإن دراسة جديدة من جامعة فورتسبورغ الألمانية تشير إلى أن المرض عبارة عن تنكس التهابي لكامل الدماغ. وذكر البروفيسور بيتر ريكمان، المختص بالمرض، أمام مؤتمر شركة «افينتيس» لأطباء التصلب المتعدد في فورتسبورغ أن «التصلب المتعدد مرض لا ينام». وتثبت الدراسات التي أجراها ريكمان أن مناطق الدماغ المتضررة بالمرض تعادل أحيانا عشرة أضعاف مناطق الإصابة الظاهرة عليه. وهذا يعني أن المرض ليس محدودا في مناطق معينة، وإنما يشمل كل الدماغ تقريبا.