لقاحان جديدان ضد فيروس البابيلوما يقللان خطر سرطان عنق الرحم

دراسات على النساء تثبت فاعليتها

TT

تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى وفاة 250 ألف امرأة كل عام بسبب سرطان عنق الرحم وإلى 470 ألف إصابة جديدة كل عام. ويعتبر فيروس البابيلوما من أهم مسببات هذا السرطان الذي يعتبر من أكثر الأورام فتكا بالنساء.

ويرى العلماء ان من المهم تلقيح البنات في عمر مبكر ضد هذا الفيروس، كما هي الحال مع التطعيم ضد جدري الدجاج والحصبة والنكاف، بهدف حمايتهن لاحقا ضد سرطان عنق الرحم. وهذا يعني بالطبع تحويل مهمة الوقاية من خطر السرطان إلى أطباء الأطفال بدلا من أطباء النسائية.

وذكرت مصادر شركة (م س د) الألمانية، فرع شركة الأدوية الاميركية ميرك، أنها تعمل على الحصول على إجازة استخدام لقاح جديد ضد سرطان الرحم الذي يقتل 7000 امرأة سنويا في ألمانيا فقط. ويفترض أن يزود اللقاح الجديد البنات بوقاية كبيرة ضد فيروس البابيلوما من نوع 16 و18 و11 التي تعتبر مسؤولة عن 70% من أورام عنق الرحم حسب الإحصائيات الرسمية. وقال هانز أنصاري، رئيس قسم الأبحاث السريرية في (م س د) في ميونخ، أن التجارب السريرية تمر في المرحلة الثالثة والنهائية على اللقاح. وتمت تجربة اللقاح على آلاف النساء في العديد من العيادات الطبية التابعة للجامعات الألمانية.

من ناحيتها أعلنت شركة «غلاكسو ـ سمثكلاين» عن قرب الحصول على إجازة لقاح آخر ضد سرطان عنق الرحم. وكتبت ديان هاربر من جامعة دارتموث في هانوفر (شمال ألمانيا) في مجلة «لانسيت» أن فريق عملها، الذي يعمل لصالح الشركة الأميركية، نجح في انتاج لقاح اسمه «سيرفاريكس Cervarix» يزود النساء بوقاية ترتفع إلى 100% تقريبا ضد سرطان عنق الرحم. ويعمل العقار أساسا ضد فيروس البابيلوما من نوع 16 و 18 و31 و 45 ونجح في توفير المناعة للنساء طوال 27 شهرا بعد التطعيم.

وأجريت التجارب هنا على 1113 امراة، من أعمار تتراوح بين 15 و25 عاما، تلقت كل منهن ثلاث حقن في فترات متقاربة، وكانت الحقن تحتوي إما على اللقاح الجديد أو عقار كاذب. وثبت أن النساء الـ 721 اللاتي نلن اللقاح قد تزودن بمناعة طويلة المدى ضد الفيروس. وأجريت التجارب السريرية على اللقاح على 20 ألف امرأة من كافة أنحاء العالم، بينهن 700 امرأة من ألمانيا، وثبت أنه زودهن بالمناعة بنسبة 70% ضد فيروس البابيلوما. وكانت أعمار الإناث اللاتي شاركن في التجارب في ألمانيا تتراوح بين 10 ـ 14 عاما (200 فتاة) و 15-18 عاما ( 500 فتاة).

ووصف البروفيسور توماس افتنر، من جامعة توبنغن، التهاب عنق الرحم بفيروس البابيلوما بأنه « زكام الرحم « الذي لا مفر للكثير من النساء منه. وتختفي الإصابة تلقائيا في 95% من الحالات خلال 12ـ16 شهرا، لكنه يسبب السرطان في عمر متقدم في 5% من الحالات فقط. ويعرف العلم 130 نوعا مختلفا من فيروس البابيلوما بينها 17 نوعا يمكن أن تسبب سرطان عنق الرحم. ويمكن أن تكون طول فترة المعاناة من الألتهاب بهذا الفيروس مؤشرا على خطورة مستقبلية عالية للإصابة بورم عنق الرحم.

ويتعامل الأطباء الألمان مع فحص « بابPAP » الخاص بالكشف عن التغيرات في بطانة عنق الرحم كإجراء شبه إلزامي بالنسبة لكافة النساء بعد سن العشرين. ويمكن لهذا الفحص أن يقرع أجراس الحذر من السرطان في وقت مبكر يتيح العلاج المبكر للورم أيضا.