الكشف عن وجود علاقة بين البدانة ومستقبل الدوبامين في الدماغ

TT

* كاميرات خاصة بإمكانها رصد حركة الدوبامين المشع في الدماغ

* هورمون اللبتين له دور في حدوث البدانة

* أدوية الأمفيتامين تؤدي إلى الإدمان رغم انها تعالج البدانة بوسطن: «الشرق الأوسط» أظهرت الدراسات الحديثة المجراة على الدماغ، أن الأشخاص البدينين لديهم عدد أقل من مستقبلات الدوبامين (Dopamine)، كما هو الأمر بالنسبة لمدمني المخدرات. والدوبامين ناقل عصبي يعطي الشعور بالرضا والسعادة والإشباع.

هذا ما حفز العلماء على الافتراض بأن أحد أسباب إفراط بعض الناس في الأكل، هو حث مفرزات السعادة الدوبامينية في الدماغ تماما كما هو لدى مدمني المخدرات. وقال الدكتور جورج بلاك بورن، الاستاذ المساعد في علم التغذية في جامعة هارفرد الأميركية: «هذه هي أول مساهمة علمية تشير إلى أن مسالك الإدمان ناقصة عند البدينين، وهذا ما يفسر توقهم وولعهم بالأكل».

وفي هذه الدراسة قام العلماء بقياس عدد مستقبلات الدوبامين في أدمغة عشرة أشخاص شديدي البدانة، وعند عشرة آخرين ذوي أوزان طبيعية، وذلك بحقنهم بمادة مشعة مصممة لترتبط بمستقبلات الدوبامين في الدماغ. بعد ذلك صور العلماء أدمغة هؤلاء الأشخاص باستخدام كاميرا خاصة يمكنها التقاط الإشارات المنطلقة من المادة الفعالة شعاعياً، ويقدر عدد المستقبلات بحسب شدة هذه الإشارات، فالإشارات الأقوى تشير إلى مستقبلات أكثر.

وفي سياق هذه الدراسة وجد العلماء أن الأشخاص الذين لديهم مشعر الكتلة الجسدية (BMI) أعلى يكون لديهم عدد المستقبلات الدوبامينية أقل. وقد رحب الأطباء المعالجون لمرضى البدانة بهذه الدراسة، التي قدمت مزيدا من الدلائل على أن السمنة تعود لأسباب فزيولوجية. ومن الأسباب الأخرى التي تلعب دورا في السمنة مستوى الأنسولين ومستوى هورمون اللبتين (Leptin). وعلق الدكتور بلاك بورن بقوله: «البدانة ليست شرها، وهذه الدراسة مهمة لأنها تزيد معرفتنا بالبدانة، وتعطينا دلائل أكثر على أن البدانة ليست مجرد ضعف إرادة، فالبدانة مرض كأي مرض آخر ويجب أن تعالج كأي مرض آخر».

إلا أن الأطباء ليسوا مقتنعين تماما بأن نقص مستقبلات الدوبامين هو السبب في تطور البدانة، ويقولون إنه إذا أثبتت الدراسات المستقبلية أن نقص مستقبلات الدوبامين هي السبب، فإن العلماء يمكن أن يحاولوا تطوير علاج جديد يستهدف هذه المستقبلات. ومع أن مثل هذه الأدوية موجودة سلفا، لكن الأطباء يتجنبون وصفها، لأنها ذات قابلية عالية لإحداث الإدمان، ومن هذه الأدوية الأمفيتامين (amphetamine). ويقول واضعو هذه الدراسة: «بدلا من استخدام الأمفيتامين، يمكن للبدينين إجراء التمارين التي تزيد من مستوى الدوبامين. ففي الدراسة المجراة على الحيوانات، تبين أن التمارين ترفع مستوى الدوبامين وتزيد عدد مستقبلاته.