أمل جديد لإنتاج لقاح ضد السرطان

TT

أعلن العلماء الأميركيون عن دلائل جديدة لإمكانية تطوير لقاح يعطي الجسم مناعة ضد السرطان في المستقبل القريب، وأتت هذه الدلائل نتيجة لتجربة ميدانية على مرضى السرطان، دامت ما يقارب ثماني سنوات في الولايات المتحدة.

وقام الباحثون في مركز جون هوبكنز للسرطان في بلتيمور في ولاية مريلاند، بتجربة لقاح مركب بواسطة الهندسة الوراثية لـ 18 مريضا مصابين بسرطان الكلية. ونشرت النتائج في مجلة البحوث السرطانية، الصادرة في الولايات المتحدة.

وأطلق العلماء على المورثة الجديدة اسم المورثة المثبطة للسرطان، حيث يتوقع انها تستطيع أن تبقي الخلايا السرطانية تحت السيطرة وتمنعها من النمو والانتشار، وقد تقضي عليها، لكن لا يوجد إثبات علمي على ذلك. ويكمن دور المورثة الجديدة أو اللقاح الجديد، بأنه يقوم بتصنيع مركبات نووية بروتينية تلعب دور الوسيط والمنبه لتحريض الجسم وحثه على وقف الخلايا السرطانية الشاذة ومحاربتها.

مسألة إنتاج لقاح ضد السرطان لا تقتصر على الأميركيين، فهناك أبحاث عديدة تمت في بريطانيا وفي السويد وأستراليا، خاصة في مجال معالجة سرطانات الجلد.

وقال البروفيسور بيتر هارس، استاذ الأورام في جامعة لندن: «إن فكرة إنتاج لقاح ضد السرطان أتت من بعض الملاحظات السريرية المهمة، حيث وجد أن بعض السرطانات الجلدية يمكن أن تتراجع من تلقاء نفسها بسبب تشكل مناعة ذاتية في الجسم. وهذه الظاهرة كانت خيط الدليل الأول لإنتاج لقاح فعال ضد السرطان، ومن المتوقع أن يصبح متوفرا خلال العشر سنوات المقبلة».

وبينت البحوث الحديثة ان دم المصابين بالسرطان الصباغي يحتوي على اضداد معاكسة لمستضدات الخلايا القيتامينية السرطانية، ويحتوي على خلايا بيضاء تائية (T cells) مضادة لعمل الخلايا السرطانية السامة. هذه الموجودات المهمة، قادت إلى افتراض نظري أن السرطان يمكن أن يعالج بإعطاء اضداد الخلايا أو إعطاء المقويات المناعية مثل غاما انتيرفيرون، لكن النتائج السريرية كانت غير مشجعة، لذلك توجهت الأنظار إلى اللقاحات المهندسة وراثيا.

وبعض الأطباء يقولون إنه لا يوجد حتى الآن دليل علمي واضح على اهمية اللقاحات في معالجة السرطان، لأنها تستخدم بشكل مرافق للعلاج الجراحي، الذي يقوم على استئصال الكتلة الورمية أو استئصال العقد اللمفاوية المرافقة. لكن هناك مجموعة من التجارب الميدانية تقوم حاليا لإثبات صحة الافتراضات العلمية، حيث كانت دراسة مركز جون هوبكنز هي الأولى في هذا المجال.

ويرى البروفيسور هيرس أننا بحاجة إلى تعلم الكثير عن نظام المناعة في الجسم الذي يستطيع محاربة الورم لدى بعض المرضى.

ويتوقع البروفيسور دونالد مورتن، استاذ الأورام في معهد لوس انجليس الأميركي، ان اللقاح الأكثر فائدة يجب أن يتركب من اضداد الخلايا، أو يؤثر وراثيا لتحريض رد الفعل المناعي النوعي.