التدخين السلبي قبل الولادة يؤذي رئة الطفل

TT

من المعلوم ان دخان السجائر ضار بالاطفال الربويين، فهو يثير الاعراض التي ستتطلب كثيرا من الزيارات لغرف الاسعاف ومزيدا من الادوية.

وحتى الآن كان من الصعب التمييز بين مرحلتين مختلفتين من التعرض لدخان السجائر، اي مرحلة ما قبل الولادة ومرحلة ما بعد الولادة. وفي هذا المجال قام باحثون من جامعة كاليفورنيا الجنوبية في مدينة لوس انجليس بكشف تورط كل من هاتين المرحلتين في احداث مشاكل تنفسية عند الاطفال. وقد نشرت هذه الدراسة في عدد من المجلة الاميركية لامراض التنفس والعناية المشددة.

ترأس هذه الدراسة الدكتور فرانك غيليلاند، الاستاذ المساعد في الطب الوقائي، الذي قام بدراسة كيفية تأثير التعرض لدخان السجائر على صحة الاطفال في مرحلة باكرة من العمر، وقد قامت هذه الدراسة بتعقب طويل الامد لحالة 5762 طفلا من 12 تجمعا سكنيا في كاليفورنيا الجنوبية، حيث قام غيليلاند بتحليل تقارير ملئت من قبل اهل الاطفال ضمت اسئلة حول قصة تعرض الطفل لدخان السجائر طيلة فترة حياتهم، وفي ما اذا دخنت الام اثناء الحمل، واسئلة حول حدوث وزيز عند الطفل، او في ما اذا كان يعاني من اصابة بالربو.

وقد وجد الباحثون ان %18.8 من الاطفال قد تعرضوا لدخان السجائر اثناء الحياة الرحمية، و%39.5 قد تعرضوا في فترة ما من حياتهم للتدخين السلبي. وشخص لدى %17.8 من المتعرضين للتدخين السلبي في اثناء الحياة الرحمية اصابتهم بالربو. بينما وجدت قصة وزيز صدري عند %38.3 من المتعرضين للتدخين السلبي بعد الولادة.

وقال غيليلاند «ما وجدناه هو ان التعرض لدخان السجائر اثناء الحياة الرحمية مهم جدا لتطور الربو في مرحلة لاحقة وكذلك لشدة هذا الربو في ما بعد. فإذا تعرض الطفل للتدخين السلبي في الحياة الرحمية وكذلك بعد الولادة فإن ذلك يضاعف الضرر». وتابع غيليلاند «لم يتمكن الباحثون من التوصل لفهم كامل لتأثيرات تدخين الام على تطور الرئتين عند الجنين، وما نعرفه هو ان التدخين يؤدي لصغر حجم الرئتين واضطراب في الطرق الهوائية الصغيرة. واحد التفسيرات الممكنة هو ان الطرق الهوائية بشكل عام تكون اضيق عند المتعرضين للتدخين اثناء الحياة الرحمية، وتكون ايضا اكثر قابلية للاستثارة مما يجعل هؤلاء الاطفال اكثر عرضة للاصابة بالربو.

وقال الدكتور جونثان سامت، رئيس قسم علم الاوبئة في جامعة جونز هوبكنز الاميركية في بالتيمور ان دراسة اخرى بينت ان التدخين يؤثر في نمو الرئتين ويزيد خطر الاصابة بالالتهابات التنفسية ويجعل الاطفال اكثر عرضة للسعال والوزيز، ومن المحتمل ان يزيد خطر الاصابة بالربو.

واضاف سامت: «ان هذه الدراسة دليل آخر يدعم الفكرة السائدة بأن الامهات المدخنات اثناء الحمل يزداد لديهن خطر اصابة اطفالهن بالربو، اضافة للعديد من الدلائل التي تشير الى ان التدخين السلبي في أي مرحلة بعد الولادة يزيد من خطر الاصابة بالوزيز، ولقد حاولت هذه الدراسة الاجابة على واحد من التساؤلات الصعبة حول مدى مساهمة التعرض للتدخين السلبي في احداث الربو لدى الاطفال.

ويعلق غيليلاند بقوله ان التحدي الآن في حث الناس، خاصة الوالدين على الاقلاع عن التدخين قبل ان يصاب اطفالهم بالربو. واذا ما تعرض الطفل للتدخين السلبي اثناء الحياة الرحمية فعلى الوالدين الامتناع عن التدخين بوجود الاطفال.

=