استطاع العلماء الاميركيون انتاج عقار دوائي جديد من شأنه ان يقضي على مجموعة واسعة من البكتيريا والفيروسات من ضمنها الجمرة الخبيثة القاتلة. انتج العقار بواسطة شركة Novavax ورعته BCTP. وعلى حد قول متحدثة باسم الشركة، فان العقار يستطيع تمزيق الجراثيم والبكتيريا من دون ان يؤثر في الخلايا البشرية الطبيعية.
وقال الدكتور جيمس آلان في جامعة ميتشيغان الاميركية ان للعقار الجديد قدرة على القضاء على الجراثيم من دون اعراض جانبية، حتى لو اعطي بكميات عالية نسبيا.
وتستطيع المركبات الكيميائية الداخلة في تركيب العقار ان تخترق جدار الجراثيم والبكتيريا وتؤثر في مكوناته الداخلية والخارجية الموجودة على الغشاء بفعالية انتقائية، اي من دون تأثيرات سلبية.
واقترح العلماء ان يستخدم هذا العقار في الحرب البيولوجية كمضاد للجمرة الخبيثة القاتلة Anthrax التي تستخدمها دول كثيرة كسلاح بيولوجي فعال في الحروب.
واثناء اجراء التجارب على الحيوانات وجد الدكتور جيمس ان تعريض الفئران الى عصيات جرثومية من فصيلة الجمرة الخبيثة تدعى Bacillus Cereus، يحدث موتا جلديا خبيثا في تلك الفئران. وعندما غُسل جلد الفئران بدواء BCTP ، بدأت المناطق الميتة بالشفاء، حيث تحسنت الاصابة الجلدية بمعدل %95.
ومن المعروف ان الجمرة الخبيثة يمكن قتلها باستخدام مواد فعالة، مثل الفورمل الدهيد Formaldehyde والقصرة bleach، لكن المشكلة هي ان هذه المركبات تؤذي الخلايا البشرية الطبيعية ويمكن ان تقتلها.
لكن الدواء الجديد مصنوع من جزئيات شحمية صغيرة ومركبات كيميائية، تستطيع تحطيم الغشاء الخارجي لابواغ الجمرة الخبيثة، حيث تنفجر الابواغ وتموت.
وقد قُدم هذا البحث الجديد الذي يتناول شرحا مفصلا لتأثير الدواء في الجمرة الخبيثة، في اللقاء السنوي لجمعية علم الجراثيم في سان دييغو، ودُعم ماديا من قبل مكتب البحوث المتطورة التابع لوزارة الدفاع الاميركية، اضافة الى دعم من شركة «نوفافاكس». ومن المعروف ان عصيات الجمرة الخبيثة هي جرثوم حيواني يصيب الخراف والبقر والخيل، ويسبب التهابا متعمما وانسماما دمويا يؤدي الى نفوقها.
ويصاب الانسان بالجمرة عن طريق الحيوان كما يمكن للذباب ان ينقل هذا الجرثومة، ويعتبر داء الجمرة من الامراض المهنية. اذ غالبا ما يشاهد عند الرعاة والعاملين باللحوم ودباغة الجلود والاصواف وغيرها. ويتسبب الجرثومة عند الانسان آفة جلدية تسمى البثرة الخبيثة. فبعد دخول الجرثومة وبذيراته من خلال شق في الجلد تظهر حطاطة او احمرار جلدي، وبعد 12 الى 63 ساعة تتحول الى حويصلة ثم الى بثرة واخيرا الى قرحة جلدية واسعة، بعدها تصل الجراثيم الى الدم وتسبب الالتهاب الدموي المعمم. ويمكن ان تصيب الجمرة رئتي الانسان بشكل اولي، وذلك بدخول البذيرات عن طريق الجهاز التنفسي باستنشاق الهواء الملوث، كذلك يمكن ان تحدث الاصابة المعوية عن طريق تناول اللحوم المصابة من دون طهيها.
وقد استخدمت ابواغ او بذيرات الجمرة الخبيثة في الحرب البيولوجية نظرا لسهولة استنباتها في المختبرات وشدة تأثيرها ومقاومتها للأجواء المحيطة وسهولة انتقالها.
وقد طورت سلالات جديدة قاتلة في العديد من المخابر، واصبحت اللقاحات الموجودة ضد الجمرة غير فعالة بالشكل المطلوب. ويستخدم بشكل عام البنسلين في معالجة السلالات البشرية في الجمرة الخبيثة، لكن قد تكون فعاليته محدودة لبعض السلالات، لذلك يعقد الأمل حاليا على الدواء الجديد.
=