أجهزة منع الحمل آمنة الاستخدام في الدول النامية

TT

يبدو مانع الحمل الذي يزرع تحت الجلد والمسمى «توروبلانت» سليماً وفعالاً طبقا لما ذكرته دراسة استمرت خمس سنوات وشملت النساء في البلدان النامية.

وفي هذه الدراسة الحديثة التي قادها الدكتور تيموثي فيرلي من منظمة الصحة لعالمية قام الباحثون بمتابعة ثمانية آلاف امرأة تستخدم النوروبلانت موزعات في الصين ومصر واندونيسيا وتايلاند وبعض البلدان النامية الاخرى. وقام الباحثون في هذه الدراسة بمقارنة معدلات الحمل والتأثيرات الجانبية للنوروبلانت عند هؤلاء النساء مع اكثر من ستة آلاف وستمائة امرأة تستخدم وسائل منع الحمل داخل الرحم (كاللولب) والف واربعمائة امرأة خضعت لعملية ثدي جراحي. فكانت معدلات حدوث الحمل لمجمل وسائل منع الحمل اقل من واحد بالمائة وكذلك التأثيرات الجانبية، فيما عدا بعض الاستثناءات. فالنساء اللواتي استخدمن النوروبلانت كان احتمال اصابتهن بآفات مرارية اكثر بحوالي 50% من غيرهن، وكذلك احتمال اصابتهن بارتفاع التوتر الشرياني اكثر بـ80%. وكان حدوث اضطرابات تنفسية كالربو والتهاب القصبات المزمن اكثر بين من استخدمن النوروبلانت. واوضح فيرلي أن الفرق في هذه التأثيرات الجانبية بين المجموعات المختلفة كان طفيفا، وبالنسبة للاضطرابات التنفسية التي سجلت ارتفاعا طفيفا بين مستخدمي النوروبلانت قد لا تكون بسبب العلاج. ونتيجة هذه الدراسة مطمئنة في ما يخص سلامة النوروبلانت.

والنوروبلانت هو عبارة عن مجموعة مكونة من ست كبسولات حاوية على ليفونورجيستريل (Levonorgestrel) الذي يشابه هرمون البروجيسترون (progesterone) الطبيعي. ويعمل الليفونروجيستريل عند انطلاقه من الكبسولات على تثبيط الاباضة ومنع النطاف من اختراق الحاجز المخاطي السميك لعنق الرحم. وتزرع هذه الكبسولات تحت الجلد في الذراع، وهي تقدم حماية من الحمل لمدة خمس سنوات.

وفي سبتمبر (ايلول) من العام الماضي قامت الشركة المصنعة للنوروبلانت باعلام الاطباء بأنه على النساء اللواتي استخدمن النوروبلانت بعد اكتوبر (تشرين الاول) من عام 1999 استخدام مانعات الحمل غير الهرمونية لأن الكبسولات المنتجة بعد ذلك التاريخ لا تطلق الكمية اللازمة من الهرمون لتأمين الوقاية من الحمل. وما زال التحقيق والبحث جاريين في هذه المشكلة. هذا ولا يتوفر هذا العلاج في الولايات المتحدة الاميركية منذ صدور تحذير الشركة الصانعة.

واظهرت هذه الدراسة العالمية بأن النوروبلانت ذو فعالية في منع الحمل، اما بالنسبة للتأثيرات الجانبية فقد اوضح الدكتور فيرلي أن زيادة خطر حدوث اضطرابات في المرارة كالحصيات المرارية كان مساويا للمعدل المشاهد مع استخدام مانعات الحمل الفموية الهرمونية. وسبب هذه العلاقة بين مانعات الحمل الهرمونية واضطرابات المرارة غير واضح تماما. ويقول الدكتور فيرلي: «بالرغم من ان مستخدمات النوروبلانت يعانين من اضطرابات مرارية بالاضافة لمشاكل اخرى، الا ان العدد الحقيقي للنساء اللاتي عانين من مثل هذه التأثيرات الجانبية كان قليلا. ففي الدراسة عانت واحد وستون امرأة فقط من اضطراب في المرارة، وكان معدل حدوث ارتفاع التوتر الشرياني اقل من واحد بالمائة. ومن التأثيرات الجانبية الاخرى لهذه الطريقة النزف الرحمي غير المنتظم وانقطاع دم الطمث، اضافة للصداع وزيادة الوزن اللذين قد يستلزمان ازالة الكبسولات».

ومن التأثيرات الجانبية الاخرى لموانع الحمل الهرمونية نذكر الغثيان واحتقان الثديين واحتباس السوائل وارتفاع التوتر الشرياني والعد (حب الشباب) والاكتئاب والمزاج العصبي والتهاب الوريد الخثري العميق. كما نذكر زيادة حدوث اورام الكبد وخثار الوريد الكبدي وسرطان عنق الرحم.