دواء جديد يقدم أملا لمرضى ابيضاض الدم

TT

أعلن الباحثون عن التوصل لاكتشاف دواء يستهدف الخطأ الوراثي المسؤول عن الابيضاض النقوي المزمن، ويزعمون بأن هذا العقار فعال ومأمون لمعالجة هذا الداء.

صبغي فيلادلفيا الذي اكتشف عام 1960، هو عبارة عن الخلل الوراثي الذي يسبب الابيضاض النقوي المزمن، فالذين يحملون هذا الخلل الوراثي تكون المادة الوراثية لديهم مختلطة بين الصبغيات مما يؤدي لانتاج أنزيم غير طبيعي يدعى «BCR - ABL». ويعمل هذا الانزيم على تحريض انتاج كميات زائدة من الكريات البيض مما يؤدي لحدوث الابيضاض.

ويعتبر زرع النقي العلاج الوحيد للابيضاض النقوي المزمن، إلا انه لا يمكن اجراء هذا الزرع عند كل المرضى، كما ان لهذا الاجراء تأثيرات جانبية مهددة للحياة. ويمكن للانترفيرون ألفا ان يساعد على اطالة عمر بعض المرضى، ولكن له ايضا تأثيرات جانبية هامة، ومعظم الحالات لا تستجيب في النهاية لهذا الدواء.

لقد تمت دراسة عقار الكليفيك عند المرضى المصابين بابيضاض الدم النقوي المزمن الذين فشلت لديهم المعالجات التقليدية. ويقول الدكتور براين دروكر مدير هذه الدراسة في جامعة اوريغون لعلوم الصحة: لقد حافظ واحد وخمسين من الثلاثة وخمسون مريضا على هجوع المرض. وقد عاد تعداد الكريات البيض لديهم الى مستواه الطبيعي خلال 4 الى 6 اسابيع، وتناقص عدد الخلايا الابيضاضية في النقي بشكل ملموس عند اكثر من نصف المرضى الذين تلقوا المعالجة، وحدث هجوع كامل عند 13% من المرضى. وانه من المبكر التحدث عن الشفاء، لكن هناك دلالات على ان ذلك ممكن. ولدى واحد من المرضى على الاقل لا يمكن كشف الخلايا الابيضاضية، واذا استمرت هذه النتائج لسنة او سنتين فانه بامكاننا ايقاف المعالجة. ويتابع الدكتور دروكر قوله: «انه متفائل جدا بهذه النتائج، ولا يمكن التفكير بأي علاج في مجال الاورام اعطى مثل هذه النتائج الدراماتيكية». وقد اعطى هذا الدواء الامل للمرضى واعاد لهم شعورهم بالصحة الجيدة، اضافة الى انه سلط الضوء على امكانية وفعالية تصنيع ادوية تستهدف خللا وراثيا محددا يسبب السرطان ومن ثم تطوير ادوية تستهدف الخلل الذي تسببه هذه الطفرات.

والكليفيك حبوب تأخذ مرة واحدة باليوم، وهو يستهدف فقط الخلايا السرطانية ولا يؤذي الخلايا السليمة، وحتى الآن لم يذكر المرضى حدوث إلا القليل من التأثيرات الجانبية كالغثيان والتشنجات العضلية واحتباس السوائل. ويقول الدكتور هارمون إير من الجمعية الاميركية للسرطان: «هذا الدواء يسيطر على السرطان من دون تأثيرات جانبية تقريبا».

وقد تم في دراسة ثانية اختبار الدواء في الحالات المتقدمة من الابيضاض. وحسب قول دروكر: «لم يكن اي شيء يفيد عند هؤلاء المرضى، حيث تلقوا المعالجة الكيماوية مرات عديدة وبقوا في المستشفى لفترات طويلة حتى الموت. اما مع استخدام الكليفيك فقد امكن علاجهم كمرضى خارجيين من دون الحاجة لدخول المستشفى. معظم المرضى استجابوا للمعالجة بهذا العقار، الا ان النكس كان شائع الحدوث بعد ثلاثة الى اربعة اشهر. وسبعة من الثمانية والثلاثين مريضا الذين يعانون من آفة متقدمة بقوا في حالة هجوع لمدة وصلت حتى السنة. ويقول الدكتور إير ان فعالية الدواء في الحالات المتقدمة من الابيضاض النقوي المزمن مدهشة، فهذه الحالات هي من الناحية العملية غير قابلة للعلاج. وإذا ما اشرك هذا العقار مع المعالجة الكيماوية الاخرى فقد نحصل على نتائج افضل.