عالم أميركي من أصل عربي ينكر وجود مرض الإيدز

د. حرب الهرفي: ما طرحه الدكتور البياتي مبني على فهم خاطئ وليس له قيمة علمية

TT

علق استشاري سعودي متخصص في علم المناعة، على ما طرحه الباحث العراقي الأصل، الأميركي الجنسية، الدكتور محمد البياتي، حول ضعف صحة نظرية فيروس العوز المناعي كمسبب لمرض نقص المناعة الإيدز.

وشدد على أن كتاب البياتي ونظريته المزعومة عن المرض، ما هي إلا وسيلة لطلب الشهرة، واعتبر أن الكتاب ليس له قيمة علمية، كما ان نظريته ليس لها وزن بسبب مخالفتها لحقائق علمية ثابتة ومتعارف عليها.

وقال الدكتور حرب الهرفي، استشاري ورئيس قسم الحساسية والمناعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض، إن ما ورد في الكتاب المعنون بـ Get All The Facts HIV Does Not Cause Aids، بني على فهم خاطئ لا يتسم بالخبرة أو عمق التحليل لنتائج الأبحاث والدراسات العلمية، التي نشرت وتنشر عن الإيدز. وقد قام بجمع عدة مقالات وأخذ ما يريد مما طابق هواه من مقالات ليست علمية موثقة ليخرج بكتاب وعنوان جذاب يصلح للتسويق لعامة الناس وليس للعلماء.

وأضاف د. حرب معلقاً على نظرية أن كثرة استخدام العقاقير وسوء التغذية من أسباب الإيدز، فقال: الواقع انها ليست نظرية، بل هو كلام من دون علم، لا يستند إلى أي أساس من الصحة، فهذه حالات مختلفة تماماً، لأن نتائج استخدام العقاقير المثبطة للمناعة معروفة مقدماً، ويمكن التنبؤ بها من قبل الأطباء المعالجين، كذلك أمراض سوء التغذية، وقد استثنى تعريف الإيدز العلمي هذه الحالات. ويبدو أن الدكتور البياتي يجهل تماماً أو بالأحرى يتجاهل تعريف الإيدز العلمي، معتبراً أن الحالة المرضية التي جعلته يفكر في نظريته وهي حالة معروفة للأطباء منذ عقود طويلة، فمرض السرطان والمرضى الذين يحتاجون إلى العقاقير المثبطة لجهاز المناعة مثل Azathloprine والجرعات العالية لمدة طويلة من الكورتيزون، تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة واصابة المريض بمضاعفات شبيهة بمرض الايدز.

لكن هذه الحالات العامة الكثيرة الحدوث، لا يصاحبها وجود أجسام مضادة لفيروس الايدز، وهؤلاء المرضى يتحسنون ويشفون عندما تتوقف تلك الادوية، ود. البياتي لم يأت بشيء جديد.

وأشار د. الهرفي إلى أن كون الغدد الليمفاوية متضخمة عند بعض المرضى وضامرة عند البعض الآخر، هو أمر يعتمد على كمية الفيروس، ومرحلة المرض ودرجة نقص وضعف جهاز المناعة عند مريض الإيدز.

وبخصوص تحسن المرضى بتناول غذاء متوازن وفيتامينات.. الخ، علق د. الهرفي بقوله: «إن هذه حقائق معروفة وليست نظرية مضادة للإيدز، حيث ان جميع امراض ضعف المناعة تسوء بسوء التغذية وتتحسن بدرجة كبيرة بالعناية بغذاء متوازن، وبإضافة الفيتامينات، أما لماذا يصاب الشواذ والمدمنون بأمراض سرطانية خاصة، بينما لا يصاب المرضى الذين تصيبهم العدوى عن طريق نقل الدم، فهذا راجع إلى أن المرضى الذين يصابون بالإيدز نتيجة نقل الدم يكون تطور المرض عندهم سريعاً، ويموتون في وقت قصير، ولا يعيش المريض طويلاً حتى يصاب بالسرطان.

وشدد على أن اللقاء الصحافي الذي جرى مع د. البياتي حول كتابه كان مليئاً بالمغالطات السطحية، وسوء الفهم وتجاهل الحقائق العلمية الدامغة، مشيرا إلى أن أمراض سوء التغذية شائعة جداً، وقد أصيب كثير من الناس بسوء التغذية في الحروب الطويلة والحربين العالميتين، خاصة بين الأسرى، ولم يحدث بينهم مرض يسمى مرض الإيدز، ونحن نرى المجاعات في أنحاء كثيرة من العالم ولم ينتشر فيها مرض الإيدز، كما أن الحقائق العلمية للإيدز موثقة في دراسات عالمية من قبل علماء مثل العالم الفرنسي مون بيلييه وغيره، الذين حازوا جائزة الملك فيصل العالمية في الطب، حول اكتشاف فيروس الإيدز، بالاضافة الى توثيق هذا المرض من قبل كثير من الجامعات ومراكز البحث ومنظمة الصحة العالمية.

وخلص الدكتور الهرفي إلى القول إن كتاب الدكتور البياتي ونظريته المزعومة عن الإيدز ما هي إلا وسيلة لطلب الشهرة بسبب المخالفة لحقائق علمية ثابتة متعارف عليها، لهذا فليس هناك قيمة علمية للكتاب، والنظرية المزعومة ليس لها وزن في ميزان العلم والمعرفة.

=