اختبار بسيط يكشف ذوي الخطورة للإصابة بسرطان الفم

* يعتمد مبدأ الاختبار الجديد على حساب عدد الصبغيات في الخلايا * يشخص سرطان الفم سنويا لدى حوالي 300 ألف شخص حول العالم * البقع البيضاء في الفم قد تكون سرطانا

TT

استطاع العلماء ابتكار اختبار وراثي بسيط يمكن أن يساعد الأطباء على التنبؤ بشكل دقيق في ما إذا كان الأشخاص الذين لديهم بقع بيضاء (طلاوة) داخل الفم سيصابون بسرطان الفم المميت أم لا. وقد طورت هذه التقنية في جامعة أوسلو ويمكن لها أن تساعد الأطباء على تقييم المرضى الذين لديهم طلاوة ليتم علاجهم بشكل مبكر، إذا كان هناك احتمال لتطور السرطان. ويقول الدكتور جون سودبو: هناك رسالة مهمة للأطباء بأن يحذروا من البقع البيضاء، وكذلك يجب توجيه الرسالة نفسها لجميع الناس، وعند ظهور مثل هذه البقع يجب استقصاؤها.

مبدأ الاختبار مفتاح هذا الاختبار هو عدد الصبغيات في الخلايا المكونة لهذه البقع، فإذا كان عددها 46 وهو العدد الطبيعي، فاحتمال السرطان غير وارد، أما إذا كان عددها مضاعفاً فيزداد احتمال تطور السرطان ويصبح احتمال التسرطن كبيرا إذا كان عدد هذه الصبغيات لا يقبل القسمة على الرقم 23 وهو عدد الصبغيات الموروثة من كل من الوالدين.

يشخص سرطان الفم سنويا عند حوالي 300 ألف شخص حول العالم، منهم 30 ألفا في الولايات المتحدة الأميركية، مما يجعله في المرتبة الحادية عشرة بين السرطانات في الولايات المتحدة، وفي المرتبة التاسعة على مستوى العالم. ويموت أكثر من نصف هؤلاء خلال خمس سنوات، ويعود ذلك بشكل رئيسي لصعوبة تشخيص هذا السرطان بشكل مبكر. هذا ولم يتغير معدل الوفيات منذ أكثر من عشرين عاما، ولعدم توفر طريقة لمعرفة أي من البقع البيضاء سيتحول إلى سرطان، فإن الأطباء غالباً ما يلجأون لاستئصال هذه البقع كإجراء وقائي، لكن لا توجد أيضاً أي ضمانة على أن البقع قد استؤصلت بشكل كاف.

مراقبة وقد قام الدكتور سودبو ومساعدوه بمراقبة طويلة دامت حوالي ثماني سنوات ونصف السنة لـ 150 مريضا لديهم بقع بيضاء أظهرت الخلايا المكونة لها شذوذات خلوية تدل على احتمال تطور السرطان في تلك البقع، ووجد انه من أصل 103 مرضى لديهم طلاوة، تحتوي على الخلايا المكونة لها 46 صبغيا حدث لدى ثلاثة منهم سرطان، في حين تطور السرطان عند 12 من أصل عشرين مريضاً احتوت خلايا الطلاوة لديهم على 92 صبغيا، وأصيب 21 من أصل 27 من المرضى الذين احتوت الخلايا لديهم على عدد من الصبغيات لا يقبل القسمة على 23، مع العلم ان اثنين من المرضى الستة الذين لم يصابوا بالسرطان كان عدد الصبغيات لديهم في البداية 46 وتحولوا في ما بعد إلى عدد من الصبغيات لا يقبل القسمة على 23.

ويقول الدكتور سودبو: إن هذا يعطينا الفرصة لمعالجة هؤلاء بالأدوية الكيماوية الوقائية، التي لها تأثير أفضل بكثير مما لو تم تأجيل إعطائها حتى تتحول تلك البقع إلى سرطان.

جدل ويقول أحد الخبراء إنه لم يثبت أي دواء حتى الآن فعالية في منع حدوث سرطان الفم، لكن هناك العديد منها لا يزال في مرحلة الاختبارات، وهذه الدراسة مقنعة للغاية، لكن ليس هناك أي اختبار يستطيع بمفرده كشف كل السرطانات المحتملة الظهور لوجود الكثير من التغيرات التي تدفع الخلايا للتحول إلى سرطان. وهناك 30 ـ 50% من سرطانات الفم تحتوي على العدد الطبيعي من الصبغيات، وهذا الاختبار لا يمكنه التنبؤ بهذه السرطانات. وقد نشرت العديد من الدراسات خلال العام الماضي حول واسمات وعلامات أخرى تدل على سرطان الفم.

وعلى الدراسات المستقبلية ان تضع خطوات لتحليل نتائج العديد من العلامات والواسمات في آن واحد، فسيكون لهذا مصداقية أكبر من أي علامة واحدة فقط للتنبؤ باحتمال تطور سرطان الفم. وتبقى الوقاية أفضل السبل لمنع تطور السرطان، وهنا بالنسبة لسرطان الفم، يمكن منع حدوث الكثير من سرطانات الفم بتجنب التبغ والكحول.