الصعود إلى المرتفعات العالية قد يؤدي إلى الموت

TT

استطاع باحثون كشف الآلية التي تؤدي إلى حدوث داء المرتفعات، وهي حالة قد تكون مميتة وتصيب الأشخاص الذين يصعدون بشكل سريع إلى ارتفاع يزيد على 2500 متر عن سطح البحر.

ويتميز داء المرتفعات بشكل أساسي بحدوث وذمة رئوية، أي تجمع السوائل في النسيج الرئوي، اضافة إلى حدوث خمول وسعال مدمي وصعوبة في المشي والنوم، ويحدث في الشكل الحاد لهذه الحالة، صداع وتعب وغثيان ومشاكل تنفسية وتسرع في ضربات القلب، وتحدث الوذمة الرئوية نتيجة المرتفعات العالية عادة بعد 96 ساعة من الصعود السريع إلى ارتفاع يزيد على 2700 متر.

ومن المعروف أن الضغط الجوي يتناقص بزيادة الارتفاع بينما تبقى نسبة الأكسجين ثابتة، لكن يتناقص ضغط الأكسجين الذي يكون على ارتفاع 5500 متر نصف ما هو عليه عند سطح البحر. ويعتبر الصعود السريع من أهم العوامل المساعدة على حدوث هذه الحالة، فحوالي %20 من الذين يصعدون لارتفاع يزيد على 2700 متر عن سطح البحر خلال أقل من يوم واحد يصابون بهذه الحالة.

وتوصل الدكتور ماركو ماغيوريني ومساعدوه من جامعة زيوريخ في ألمانيا، إلى أن زيادة الضغط في الأوعية الدموية الدقيقة التي تدعى الشعريات الدموية الموجودة في النسيج الرئوي، هي سبب حدوث وذمة الرئة في الارتفاعات العالية. وقد قام الباحثون بفحص ودراسة ثلاثين من متسلقي الجبال، والذين عانى ستة عشر منهم من حدوث وذمة الرئة. وقد أجرى الباحثون قياساً للضغط والنفوذية في الشعريات الدموية عند المتسلقين وهم على ارتفاع حوالي 500 متر، وبعد أن صعدوا إلى ارتفاع 4600 متر عن سطح البحر، ووجد العلماء أنه في الارتفاعات المنخفضة كانت الشعريات الدموية الرئوية عند من عانى من حدوث وذمة رئوية في الماضي أكثر تقبضاً منها عند الذين لم تحدث لديهم الوذمة الرئوية في السابق وبعد الصعود إلى ارتفاع 4600 متر عن سطح البحر، كان الضغط الدموي في الشريان الرئوي الذي يحمل الدم من القلب إلى الرئتين أكثر ارتفاعا عند الذين عانوا في الماضي من الوذمة الرئوية بسبب الارتفاعات العالية.

وكان العلماء يعتقدون بأن الشعريات الدموية تصبح أكثر نفوذية في حالة الوذمة الرئوية في المرتفعات العالية، إلا أنهم لم يجدوا أي فرق في نفوذية الأوعية الدموية بين الذين أصيبوا بالوذمة وبين مجموعة المراقبة.

هذا ويمكن معالجة وذمة الرئة في المرتفعات العالية والوقاية منها أيضا باستخدام الأدوية الموسعة للأوعية الدموية. وينصح القائمون على هذه الدراسة متسلقي الجبال الذين أصيبوا في الماضي بوذمة الرئة بأن يسألوا طبيبهم عن إمكانية استخدام موسعات الأوعية هذه قبل القيام بأي مغامرة تسلق.

وأفضل طريقة لمنع حدوث داء الارتفاعات العالية هو الصعود التدريجي، وينصح عادة بالصعود من مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع 2400 متر خلال يومين، ومن ثم يوم لكل 600 متر بعد هذا الارتفاع. وكان يعتقد في الماضي بأن اللياقة البدنية والتدريبات يمكن أن تقي من حدوث داء المرتفعات، لكن تبين أنها لا تقي من أي شكل من أشكال هذا الداء التي تشمل إضافة لوذمة الرئة، وذمة الدماغ، ونزيف الشبكية في العين، التي يمكن أن تحدث بدءا من ارتفاع 2700 متر وقد يحدث عمى تام في الارتفاعات الشديدة، ووذمة الوجه.

=