تحويل بعض الخلايا الجسدية إلى بيوض يمكن تلقيحها بالنطاف

TT

ناقش العلماء الاوروبيون في مؤتمر لوزان الذي عقد في سويسرا الاسبوع الماضي قضايا مهمة جدا تتعلق بتطبيقات تقنية الاستنساخ الطبية. ونوقشت اخلاقيات هذه التقنية والمخاوف التي يمكن ان تنتج عنها.

واصبح من الواضح جدا ان عملية استنساخ اول انسان مسألة وقت فقط وسوف يعلن عنها قريبا جدا، لكن حتى الآن تمنع القوانين الاوروبية والقوانين الاميركية من المضي قدما في هذا المجال.

أبحاث جديدة وقد اعلن الباحث جنيبيرو باليرمو من جامعة كورنيل الاميركية في نيويورك عن تمكنه من انتاج جنين بشري اصطناعي في الاوساط المخبرية وذلك من خلال تركيب بيضة بشرية صناعية من خلايا جسدية وذلك بعد حذف نصف مركبها الوراثي، حيث اصبحت البيضة تحتوي على نصف عدد الكرموزومات الوراثية اللازمة للالقاح. وهذه البيضة الصناعية يمكن تلقيحها بنطاف رجل بشكل طبيعي.

تقنية تعتمد التقنية الجديدة على انتاج بيوض صناعية من جسد المرأة تحتوي على نصف المادة الوراثية التي تدخل في تركيب الجنين الجديد، وبالتالي لدى تلقيحها بنطاف الرجل يصبح هناك جنين يحتوي على مادتين وراثيتين من الام والاب بشكل متناصف. وهذه التقنية سوف تحل الاشكالات الاخلاقية الموجودة حول الاستنساخ الذي يمكن ان تمنعه جميع الدول المتطورة. فالاستنساخ يؤدي الى ولادة اجنة متماثلة او متطابقة تشبه الام او الاب وذلك تبعا للخلية الجسدية المأخوذة، بينما التقنية الجديدة للاستنساخ تعطي فرصة لانتاج جنين طبيعي يحمل صفات الاب والام معا بدلا من ان يحملها من احد الوالدين فقط.

بيولوجي تحتوي البيضة لدى المرأة على مجموعتين من الكروموزومات، الاولى من الام والثانية من الاب، لكن النطفة تحتوي على مجموعة واحدة. ولدى حدوث القاح البويضة فإن احدى المجموعتين تنحصر في احدى جهات البويضة مشكلة ما يدعى بالجسم القطبي.

ومن أجل الحصول على بيوض تحمل المادة الوراثية قام فريق جامعة كورنيل بأخذ خلية جسدية من امرأة عقيمة ثم زرعت نواتها في بويضة متبرعة افرغت من مادتها الوراثية وسمح للخلية بالبدء بالانقسام، حيث تشكلت نويتان، وعند ذلك عزلت النويتان اللتان تحتوي كل منهما على نصف المادة الوراثية للمرأة وهذا يعني ان كل بيضة مستنسخة تحتوي على 23 صبغيا وبالتالي يمكن تلقيحها بنطاف الزوج وانتاج بيضة ملقحة تحتوي على 46 صبغيا. وهذه العملية يمكن ان تلعب دورا اساسيا في معالجة العقم بطريقة تضمن استمرار المعلومات الوراثية للأب والأم معا.

صعوبات من جهة أخرى قال العلماء الاستراليون بقيادة الباحث لاتسام كابلان من جامعة موناش الاسترالية ان مسألة الاستنساخ تترتب عليها بعض مخاطر ولادة اطفال مشوهين وذلك بسبب اختلاف المركبات الكيميائية الموجودة في البلازما عن النواة او ما يدعى بالمواد الكيميائية الواصمة.

واشار كابلان في دراسات تجريبية الى أن تعريض البويضة لمواد كيميائية محددة يؤدي الى انتاج جسمين قطبين بدلا من واحد. وهذا يمكن ان يفسر التشوهات التي تحدث بسبب الاستنساخ.