25 في المائة من السعوديين يعانون من اضطرابات الرؤية

TT

تشير احصاءات شبه رسمية الى ان نحو 25 في المائة من السعوديين يعانون من احدى مشاكل الابصار الاربع، قصر النظر، طول النظر، الاستجماتيزم او الانحراف، مد البصر، وهي نسبة مقبولة اذا ما تمت مقارنتها بمثيلاتها العالمية.

وتوالت على مدى العقود الماضية الابتكارات العلمية، بدءا من النظارات الطبية، ومرورا بالعدسات اللاصقة، فعمليات تشطيب القرنية واستخدام الحلقات داخل القرنية، وانتهاء بالاستخدامات المتعددة لليزر، الذي شهد طفرة تقنية هائلة قلصت معاناة مرضى العيون الى يوم واحد، يستطيعون بعدها مشاهدة واقعهم الحالي دون رتوش من خلال العلاج بـ «الليزك».

وفي هذا الشأن، ابلغ «الشرق الأوسط» الدكتور عبد الاله بن عباد الطويرقي استشاري طب العيون وجراحتها ورئيس بنك العيون في مستشقى الملك خالد التخصصي بالرياض، واول من اجرى هذا النوع من العمليات في السعودية، ان العلاج بـ «الليزك» هو احدث ما توصل اليه الطب الحديث منذ مطلع التسعينات في علاج عيوب الابصار، وخلال عقد من الزمن شهدت هذه التقنية تحديثات عديدة ساهمت في الوصول الى اعلى درجات الامان، بحيث تتراوح نسبة نجاح هذا النوع من العمليات ما بين 85 و97 في المائة، وذلك حسب درجة قصر النظر، ويتم تعديل عيوب الابصار في فترة زمنية لا تتجاوز الدقيقتين، مع سرعة في تحسن النظر بعد العملية، وبالتالي العودة الى الحياة الطبيعية في وقت مبكر جدا.

العيوب الانكسارية ويعتمد العلاج بـ «الليزك» على تسليط اشعة الاكزيمر ليزر على طبقات القرنية الداخلية، بحيث يتم قطع جزء من القرنية بواسطة اجهزة قطع الكترونية دقيقة جدا ومحددة السماكة للجزء المقطوع بمقدار 270 درجة، ومن ثم ثني الجزء المقطوع، بعد ذلك يتم تسليط اشعة الاكزيمر ليزر على الطبقات الداخلية للقرنية، ومن ثم اعادة الجزء المقطوع الى مكانه الطبيعي دون خياطة، بعد ذلك ينتظر المريض مدة تتراوح بين 15 ـ 20 دقيقة، يتم فيها اعادة فحص العين للتأكد من سلامة وضع الجزء المقطوع من القرنية، بعدها يستطيع الشخص العودة الى المنزل مباشرة، كما يتم صرف قطرة للشخص تستخدم لمدة معينة يحددها الطبيب المعالج.

وتتميز هذه العملية بكونها آمنة، وتستطيع تعديل قصر النظر الى 12 درجة، كذلك طول النظر الى خمس درجات وسرعة تحسن النظر في اليوم التالي بعد العملية، وبالتالي سرعة العودة الى الحياة الطبيعية دون نظارة، مع عدم شعور المريض بأي ألم بعد العملية. او حدوث عتامات على القرنية مقارنة بعملية الليزر.

ويؤكد الدكتور الطويرقي انه لضمان نجاح عملية «الليزك» يجب اخضاع المريض لفحص كامل ودقيق للعين يستهدف الوقوف عن كثب لحالة الاصابة والعلاج المناسب لها، واول هذه الفحوص هو قياس ضغط العين، ومن ثم التصوير الطبوجرافي للعين، وقياس سماكة القرنية، وقياس الانحراف الانكساري، ثم قياس الانحراف الانكساري مع توسيع الحدقة، وفحص الجزء الامامي من العين وكذلك قاع العين، وقياس حدة الابصار عن قرب، وقياس رؤية الالوان، مع فحص الحول وقياس تحدب القرنية، وقطر البؤبؤ، واخيرا الوضع الصحي العام بالاضافة الى التشاور حيال العملية.

المضاعفات ولم يخف الدكتور الطويرقي وجود بعض المضاعفات لعملية «الليزك» ولكن بنسبة قليلة جدا، حيث يمكن ان تحدث المضاعفات اثناء عملية القطع مثل ان تكون عملية القطع غير مكتملة، مما يؤدي الى تأخير اجراء العملية لفترة 3 اشهر. او ان القطع تم بطريقة غير منتظمة. او القطع تم بالكامل بمقدار 360 درجة بدلا من 270. او ان عملية القطع كانت عميقة جدا، بحيث تقطع القرنية بكامل سماكتها، او عدم عودة القرنية المقطوعة الى مكانها الطبيعي بعد الانتهاء من عملية الليزك. واخيرا انتشار بقع دموية تحت الملتحمة وهي غير مضرة ولكنها مزعجة للمريض وتحتاج من ايام الى اسابيع للزوال.

ثاني هذه المضاعفات تكون اثناء عملية تسليط الليزر، بحيث يتم علاج الليزر فوق او تحت المستوى المطلوب علاجه، او قد لا يركز الشخص في اثناء العملية في الضوء المحدد له، ما يؤدي الى حدوث الاستجماتيزم، او عدم تركيز العلاج في منتصف القرنية، لكن جميع هذه المضاعفات قليلة الحدوث، حيث ان جميع المقاسات تكون محسوبة حسابا دقيقا جدا قبل العملية.

وتتمثل المضاعفات بعد العملية في التهابات داخل العينين، او عدم استقرار الجزء المقطوع من القرنية في مكانه الطبيعي، نتيجة ان الشخص لم يلتزم بالتعليمات في عدم عرك العينين. فيقوم الطبيب باعادة الجزء المقطوع الى مكانه الطبيعي. وجود بعض الترسبات داخل القرنية، ما يضطر الطبيب الى اعادة تنظيفها دون متاعب.

ويشدد الدكتور عبد الاله على ضرورة اتخاذ بعض التدابير قبل اجراء الفحوص، حيث يجب على الشخص الراغب في اجراء هذا النوع من العمليات التوقف عن لبس العدسات اللاصقة لفترة من 5 ـ 7 ايام قبل الفحص وذلك لتأثير هذه العدسات على القرنية، مع عدم استخدام الكحل والماكياج قبل العملية بفترة كافية، كما يجب الاستماع الى ارشادات الطبيب المعالج وعدم تحريك العين اثناء العملية، والتركيز على النور المنبعث من جهاز الليزر اثناء تسليط اشعة الليزر على القرنية، وهذا لا يحتاج الى جهد كبير من الشخص.

ويشير الطويرقي الى ضرورة استخدام القطرات الموصوفة من قبل الطبيب المعالج بعد العملية مع عدم حك العين، او وضع الكحل والماكياج بالنسبة للسيدات في هذه الفترة، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي ألم، وعدم السباحة في الشهرين الاولين. مشيرا الى انه بالرغم من تحسن الرؤية في اليوم التالي لاجراء العملية الا ان استقرار النظر وزوال التغبيش والزغللة عادة ما يحتاج من شهر الى ثلاثة اشهر.

=