ترميم الأذيات القلبية بالخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية تطورت إلى خلايا عضلية وأوعية دموية * يعاني حوالي 1.1 مليون أميركي سنويا من احتشاء العضلة القلبية ويموت نتيجة لذلك حوالي نصف مليون * الخلايا الجذعية المأخوذة من الأجنة أكثر مرونة

TT

بينت سلسلة من التجارب المخبرية على الحيوانات أنه قد يكون بمقدور الأطباء قريبا القيام بإصلاح القلوب المتأذية وذلك عن طريق حقن المرضى بخلايا أجسامهم.

ففي التجارب المجراة على الجرذان والفئران نمت الخلايا المسماة الخلايا الجذعية StemCell وتطورت إلى خلايا عضلية وأوعية دموية. ولكن حتى الآن ما تزال هذه المعالجة مقتصرة على التجارب المخبرية، ويأمل الأطباء في أن تبدأ التجارب على الإنسان في غضون ثلاث سنوات إذا ما استمرت النجاحات المخبرية لهذه المعالجة.

تقوم الفكرة على تسخير القوى المرممة للمريض نفسه لترميم التلف النسيجي الناجم عن الاحتشاءات القلبية التي تعتبر السبب الأول المؤدي للموت في المجتمعات الصناعية. ويقول الدكتور جون فاكوندينغ مدير برنامج أبحاث القلب في المعهد القومي للقلب والدم والرئتين: يمكن أن يحدث هذا خلال ثلاث إلى خمس سنوات، على الرغم من أن مثل هذه الأشياء تسير بسرعة أكبر مما نتوقع.

وقد شملت الدراسات الحديثة خلايا جذعية كهلة مأخوذة من نقي العظام. وتعتبر الخلايا الجذعية اللبنة الأساسية لبناء مختلف أنسجة الجسم. وفي السنوات الأخيرة بينت الأبحاث أن الخلايا الجذعية تملك مقدرة ملحوظة على التكيف وإصلاح الأذيات الناجمة عن الأمراض. ويقول أحد الخبراء ان هذه الدراسة أظهرت المرونة الكبيرة التي يتمتع بها الجسم البشري في الاستجابة للأمراض والأذيات.

ويعاني حوالي 1.1 مليون اميركي سنويا من احتشاء العضلة القلبية، ويموت نتيجة لذلك حوالي نصف مليون. ويحدث احتشاء العضلة القلبية عندما ينسد أحد الشرايين الإكليلية، وتتوقف التروية الدموية للعضلة القلبية، واختناق الخلايا نتيجة نقص الأكسجين. وتحدث الوفاة عادة عندما تحدث الأذية في أكثر من 40 في المائة من البطين الأيسر، وهو المضخة الرئيسية في القلب التي توزع الدم على مختلف أنحاء الجسم. ولكن لا ينتهي الاحتشاء دائما بالموت. وهنا تبدأ عملية إعادة البناء، حيث تنمو الخلايا العضلية لحجم كبير وتتكون أوعية دموية جديدة ويتشكل نسيج ندبي، وهذا يضعف العضلة القلبية بشكل أكبر. ويمكن للأدوية أن تساعد في هذه الحالة لكن الأطباء يبحثون عن تدابير حيوية.

وفي تجاربهم قام الباحثون بعزل خلايا جذعية من نقي العظام لفأر ذكر. ولتسهيل عملية اقتفاء أثر هذه الخلايا وتتبعها عملوا بواسطة تقنيات الهندسة الوراثية على إدخال مورثة تنتج بروتينا يتوهج بلون أخضر. ثم قاموا بحقن هذه الخلايا في قلوب ثلاثين فأرة أنثى أحدث لديها قصور قلب. وخلال فترة تسعة أيام تحولت الخلايا الجذعية إلى خلايا عضلية قلبية ملأت حوالي 65 في المائة من المنطقة المتأذية عند 12 فأرة. وتحولت الخلايا الجذعية أيضا إلى عضلات ملس وأوعية دموية. وقد فشلت المعالجة عند 18 فأرة. وقال الباحثون بأن هذه التجربة كانت صعبة بسبب سرعة نبضات القلب عند الفئران الصغيرة والتي تبلغ 600 نبضة في الدقيقة ورقة جدران القلب لديها.

وفي دراسة ثانية قام الباحثون باستخلاص الخلايا الجذعية الكهلة المعروفة باسم الطليعة البطانية EndothelialPrecursors من نقي العظام عند الإنسان. وتعمل هذه الخلايا على تكوين أوعية دموية جديدة. وقام الباحثون بعد ذلك بحقن هذه الخلايا في ذيل الفئران المصابة باحتشاء عضلة قلبية، وخلال فترة أسبوعين هاجرت الخلايا الجذعية إلى قلب الفأر ونمت أوعية دموية جديدة ضمن جدران البطينات المتأذية بشدة. وبعد 15 أسبوعا تحسن الجريان الدموي ولم يمت إلا عدد قليل من الخلايا وتناقص النسيج الندبي بشكل واضح.

إن استخدام الباحثين للخلايا الجذعية المأخوذة من نقي العظام، جنبهم الجدل القائم حول أخلاقية استخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من الأجنة البشرية. ويعتقد بأن الخلايا الجذعية المأخوذة من الأجنة أكثر مرونة من الناحية الحيوية; إلا أن استخدامها قد أثار معارضة سياسية قوية لأنها تؤخذ من الأجنة المجهضة.

=