ازدياد نسبة التسمم الناتج عن الحمل

TT

يعتبر ما قبل الارجاج (التسمم الحملي) من أخطر الاختلاطات وأكثرها إرباكا والتي ترافق الحمل وتهدد حياة كل من الأم وجنينها. ولا يعرف الأطباء سببا لهذه الحالة، ولا كيف يمكن الوقاية منها، والشفاء الوحيد لهذه الآفة هو الولادة التي قد تكون خطيرة وذلك تبعا لعمر الجنين. ويتزايد احتمال حدوث ما قبل الارجاج بتقدم عمر الأم أو بتعدد الولادات.

ولكن الجهود الطويلة والبحوث المضنية اقتربت من إيجاد السبب الكامن وراء ما قبل الارجاج. فالسر يكمن في ارتفاع التوتر الشرياني وهو العرض الذي ينبئ بقرب حدوث الارجاج، وبنفس الوقت قد يحمل معه الآن حل لغز ما قبل الارجاج.

ويقول الدكتور جيمس روبيرتس رئيس فريق الباحثين من معهد الصحة القومي الاميركي انه لا يوجد أدنى شك بأنه ستتوفر في السنوات القليلة المقبلة طريقة فعالة للوقاية من هذا الداء.

إن ما قبل الارجاج، والذي يعرف أيضا بالانسمام الحملي أو ارتفاع الضغط الحملي، نادر الحدوث، إذ يصيب حوالي خمسة بالمائة من الحمول. ولكن المعهد القومي للصحة في الولايات المتحدة حذر مؤخرا من ارتفاع معدل حدوث الانسمام الحملي بنسبة الثلث خلال العقد الأخير من القرن الماضي.

ويشخص الانسمام الحملي في مرحلة متأخرة من الحمل عند حدوث زيادة مفاجئة في التوتر الشرياني وبروتين البول مع حدوث تورم في الوجه واليدين والقدمين. ومن العلامات الأخرى المرافقة ألم في الربع العلوي الأيمن من البطن وصداع أو تشوش في الرؤية. إلا أن كل هذا من العلامات المتأخرة، إذ يفترض أن الأوعية الدموية تتوسع في بداية الحمل عند زيادة الجريان الدموي. ويعتقد العلماء الآن بأن الأوعية الدموية للنساء المصابات بالانسمام الحملي تكون منقبضة منذ البداية مما يؤدي لنقص في الجريان الدموي إلى الجنين وأعضائه، الأمر الذي يحتمل بأنه يسبب أذية كلوية.

بعض الحالات تكون خفيفة حيث توضع الأم في حالة راحة تامة في الفراش على أمل إتمام الحمل. أما الحالات الشديدة التي قد تصل لحد حدوث اختلاجات فانها تستلزم تداخلا جراحيا سريعا لإنهاء الحمل بغض النظر عن عمر الجنين. ويسبب الانسمام الحملي حوالي 16 في المائة من الوفيات الوالدية في الولايات المتحدة. وتكون هذه النسبة أعلى بكثير في البلدان النامية حيث لا تتوفر إمكانات المعالجة والتداخل الجراحي السريع.

ويعتقد العلماء أن زيادة معدل حدوث ما قبل الارجاج تعود جزئيا لتأخير الأمهات سن الإنجاب لما بعد الخامسة والثلاثين وارتفاع معدل الولادات المتعددة بين النساء في الولايات المتحدة. ومن عوامل الخطورة الأخرى الحمل الأول، وجود ارتفاع في التوتر الشرياني قبل الحمل، وجود تاريخ سابق لانسمام حملي، الإصابة بالسكري، وجود آفة كلوية أو اضطراب في آليات تخثر الدم.

وتجري الاستعدادات الآن في المعهد القومي للصحة في الولايات المتحدة لإطلاق بحث حول فعالية مضادات الأكسدة كالفيتامين C وE في منع حدوث الانسمام الحملي أو التخفيف من شدته. ويعتقد باحثون بريطانيون بأن الفيتامينات يمكن أن تعمل عن طريق منع أذية الأوعية الناجمة عن الأكسجين، ولكنهم لم يثبتوا ذلك كما أنهم لم يثبتوا سلامة الجرعات العالية من الفيتامينات على تطور الجنين.

ومهما تكن النتائج التي سيخلص إليها الباحثون فإن ما يجب على المرأة الحامل معرفته هو أنها إذا كانت تحمل خطورة للإصابة بالانسمام الحملي فيجب أن لا تهمل زيارة طبيبها حسب الموعد المحدد. فهذه الزيارات ذات أهمية قصوى في كشف العلامات الصامتة كارتفاع التوتر الشرياني. كما على المرأة الحامل أن تخبر طبيبها عن أي أعراض تحس بها كالألم البطني.

=