الهندسة الوراثية قد تساعد على استعادة السمع

TT

في غضون خمس سنوات قد يصبح بإمكان العلماء عن طريق الهندسة الوراثية استبدال الخلايا المصابة في الأذن عند فاقدي السمع ليستعيدوا قدرتهم على السمع من جديد.

وستعمل خلايا الهندسة الوراثية بشكل متواز مع زراعة الحلزون Cochlear لاستعادة السمع عند من فقد سمعه منذ مدة طويلة. والحلزون المزروع عبارة عن جهاز صغير يزرع في الاذن ليقوم بتنبيه العصب السمعي، وربما ساعدت هذه الوسيلة الأطفال الصم ومن فقد سمعه حديثاً، لكنها غير مناسبة للمرضى الذين مضى زمن طويل على فقدهم لحاسة السمع، والذين لديهم أذية شديدة في العصب السمعي.

هناك حوالي تسعة ملايين مصاب بالصم أو نقص السمع في بريطانيا، ويولد طفل من كل 2000 أصم لأسباب وراثية. وقد سبق للعلماء أن استخدموا الخلايا الجذعية Stem Cell لتوليد خلايا عصبية وعضلية لزرعها، لكنهم لم يكونوا متأكدين من إمكانية تصنيع خلايا الاذن عن طريق الهندسة الوراثية وزرعها في الأذن ذلك العضو الصغير الشديد التخصص.

ويقول البروفيسور ماثيو هولي، خبير بفيزيولوجيا الحواس في جامعة بريستول البريطانية: ما قمنا به هو هندسة هذه الخلايا وراثيا عند الفئران، وبينّا إمكانية تصنيع أنماط خلوية مختلفة في الأذن، لذلك فمن الممكن نظريا القيام بذلك عند الإنسان، والفكرة تقوم على أنه بالإمكان تعديل الخلايا الحسية وراثيا من أذن الجنين ومن ثم تنمية هذه الخلايا في المزارع المخبرية ونعمل بعد هذا الى جعل تلك الخلايا تعطي النوع الخلوي الذي نرغب فيه.

وقد سبق استخدام هذه التقنية في تصنيع خلايا دماغية وزرعها مكان الخلايا التالفة في الدماغ، وقد تم ذلك على الفئران، ويخطط الباحثون الآن للقيام بتجارب على الإنسان في وقت لاحق من هذا العام.

ويقول البروفيسور هولي: إن خلايا الأذن هذه يمكن أن تحسن التماس والاتصال بين الحلزون المزروع والدماغ مما يساعد على استعادة السمع، وهذا يفتح الآفاق أمام زرع الحلزون لجعله أكثر فعالية وبالتالي استخدامه على نطاق أوسع، ونحن نملك الامكانية لتحقيق ذلك خلال ثلاث إلى خمس سنوات. وقد نتمكن في النهاية من زرع خلايا الهندسة الوراثية لاستعادة السمع من دون الحاجة لزرع الحلزون، لكن ذلك لن يتم إلا في المستقبل البعيد.

=