التحذير من عمليات تطويل العظام بسبب كثرة اختلاطاتها الجانبية

* التهاب مسار أسياخ الشد من أشيع المشاكل * العضلات ذات قدرة محدودة على التمطط * العمليات تفقد التناسق والانسجام الطبيعي بين مختلف أجزاء الجسم

TT

إن فكرة تطويل الطرف القصير في الطرفين السفليين ليست ذات أهمية تجميلية بقدر ما هي ذات أهمية علاجية ووظيفية، فالمشي على طرفين غير متساويي الطول يزيد من الطاقة المستهلكة أثناء المشي كما أنه يؤدي لآلام في الظهر، إذ يحدث جنف معاوض، وتنقص سعة حركة العمود الفقري.

وينجم عدم تساوي الطرفين السفليين عن الرضوض أو الانتانات التي تصيب مشاش العظام وصفيحة النمو فيه أثناء الطفولة ومرحلة النمو. كما ينجم عن حالات الشلل غير المتناظر (كشلل الأطفال والشلل الدماغي)، أو عن الحالات الورمية والأمراض التي تحرض على نمو غير متناظر في العظام كما في الداء الرثواني. وأخيرا قد يحدث نمو غير متناظر للعظام بعد الكسور.

وتعتمد معالجة عدم تساوي طول الطرفين على حالة كل مريض على حدة، فيجب وضع خطة للمعالجة بعد القيام بتقييم دقيق لحالة المريض وتحديد مدى إزمان الحالة لديه، وعمره العظمي، وتحديد مقدار عدم التساوي الحالي والمتوقع، إضافة لتحديد طول المريض الحالي والمتوقع أيضا. وكذلك معرفة سبب عدم تساوي طول الطرفين، وأخيرا تقييم الحالة الوظيفية للمفاصل.

وبشكل عام توجد أربع طرق لمعالجة عدم التناظر في طول الطرفين: استخدام حذاء مرتفع في الطرف القصير، أو إيثاق صفيحة النمو في الطرف الطويل، أو تقصير الطرف الطويل وأخيرا تطويل الطرف القصير.

ونظريا يعتبر تطويل الطرف القصير هو المعالجة المثالية، إلا أن المصاعب التقنية وكثرة الاختلاطات التي ترافق عمليات التطويل جعلت الإجراءات الأخرى، وخاصة إيثاق مشاش النمو عند المرضى الذين ما يزالون في طور النمو، أكثر جاذبية.

تصنف الاختلاطات الناجمة عن تطويل الأطراف إلى مشاكل ومعوقات واختلاطات. ومن المشاكل حدوث إنتان في أحد أسياخ الشد ويمكن التعامل مع هذه المشكلة دون الضرورة لدخول المريض إلى المشفى. أما الاختلاطات وهي نتائج غير متوقعة فتؤدي للحصول على نتائج نهائية سيئة كما هو الحال في شلول الأعصاب.

وكل طرق التطويل تشترك في مجموعة من الاختلاطات يزيد أو ينقص معدل حدوثها من طريقة لأخرى. وسنتحدث عن هذه الاختلاطات بإيجاز.

التهاب مسار أسياخ الشد: وهي من أشيع المشاكل والتي يمكن الحد من حدوثها بادخال هذه الأسياخ بعناية وفي مستوى أفقي، بحيث تتوافق نقطة الدخول الجلدي مع نقطة الدخول العظمي، وذلك لمنع حدوث شد على الجلد تميته وبالتالي توافر بؤرة خصبة لنمو الإنتان.

الاختلاطات العضلية: وهي من أصعب الاختلاطات التي تحدث أثناء التطويل. فالعظام نظريا يمكن أن تطول بأي مقدار إلا أن العضلات ذات قدرة محدودة على التمطط. وعندما يزيد الشد على العضلات عن قدرتها على التمطط فإنها تتليف وتنكمش. وأكثر العضلات التي تؤدي لحدوث اختلاطات هي مثلثة الرؤوس في الساق وذلك عند تطويل الظنبوب، ومربعة الرؤوس الفخذية عند القيام بتطويل الفخذ. ويعتبر انكماش الركبة بوضعية العطف من الاختلاطات الهامة أثناء تطويل الظنبوب، ويمكن تجنب ذلك بإجراء تثبيت وقائي للركبة بوضعية البسط وخاصة أثناء الليل. ويجب البدء بالمعالجة الوقائية خلال الأسبوع الأول من العمل الجراحي.

الاختلاطات المفصلية: ذكر حدوث خلع أثناء تطويل الفخذ في مفصل الركبة أو المفصل الوركي، خاصة إذا كان مفصل الركبة أو الورك غير ثابتين أثناء الجراحة.

الاختلاطات الوعائية العصبية: وتعود هذه الاختلاطات عادة لخطأ في وضع أسياخ الشد ولكنها قد تنجم عن الشد أثناء عملية التطويل. وإذا كان معدل التطويل واحد ميليمتر في اليوم فإن الأوعية والأعصاب قادرة على مجاراة هذه الزيادة في الطول. وعند حدوث أي اختلاط عصبي نتيجة الشد يمكن معالجته بإيقاف عملية التطويل لمدة بضعة أيام. وإذا كان السبب انضغاط العصب أو الوعاء بأسياخ الشد فيجب إزالة الانضغاط فورا.

الاختلاطات العظمية: وتشمل هذه الاختلاطات الالتحام المبكر وتأخر الالتحام، والإنتان وتشكل مفصل موهم، وانكسار بؤرة التطويل وسوء الالتحام. وينجم الالتحام المبكر عن التأخر في بدء عملية التطويل فعند الأطفال نبدأ بالتطويل بعد 5 الى 7 أيام من إجراء الخزع العظمي، أما عند الكهول فتكون الفترة أطول من ذلك عادة.

* عمليات تطويل القامة

* إن إجراء تطويل ثنائي الجانب هو أمر متاح لقصار القامة نظريا. إلا أن الاختلاطات والصعوبات التي تواجه هذه العملية تجعل القيام بها محفوفا بالمخاطر. وعلى المريض الراغب بإجراء هذه العملية أن يعرف بأنها عملية مؤلمة وطويلة وقد تترافق باختلاطات هامة كالإنتان أو التزوي أو الكسور. إضافة الى أن الطول في هذه العملية لن يكون كالطول الطبيعي إذ أنه سيفقد التناسق والانسجام الطبيعي، بين مختلف أجزاء الجسم. ولكن كثيرا من قصار القامة يجدون بأن زيادة الطول تستحق المخاطرة والعناء الناجمين عن هذه العملية. فإذا كان الشخص سليما ومستعدا نفسيا يمكن إجراء هذه العملية التجميلية لديه. وتتبع هنا نفس التقنية المتبعة في التطويل لأسباب مرضية. ويجرى عادة تطويل عظمتين بوقت واحد على جهة واحدة أو في الجهتين، وينصح عادة بإجراء التطويل في طرف واحد على الفخذ والظنبوب. ويمكن الحصول على زيادة في الطول تصل إلى 30 سنتيمترا. ويذكر أن إليزاروف قد حصل على زيادة في الطول مقدارها 49 سنتيمتراً عند أحد الأقزام.

وتجري الآن دراسات لتطوير أجهزة تثبيت لتطويل مختلف عظام الجسم بما فيها الفقرات وسلاميات الأصابع.

=