اختبار دم بسيط يمكن أن يكشف اليافعين ذوي الاستعداد للسمنة

TT

صرح باحثون في مدينة سان فرانسيسكو بأنه قريبا سيظهر اختبار دم يمكنه التنبؤ بالأطفال الذين يحتمل أن يعانوا من مشاكل في الوزن. وقال العلماء إن هذا الاختبار معمول به في مخابر البحث على الفئران منذ زمن. وهو يمكن من كشف الفئران التي ستصبح سمينة إذا ما قدم لها طعام الفئران الدسم المكافئ للهمبرغر والبطاطا والدجاج المقلي. ولكن فعالية هذا الاختبار عند البشر ما تزال بحاجة للإثبات. ويقول العلماء انهم مندهشون لدرجة الشبه في آلية الشهية وزيادة الوزن بين البشر والفئران. وقالت الدكتورة سارة ليبويتز من جامعة روكفيلر في نيويورك: أعتقد أن شيئا كهذا يمكن تطبيقه على الإنسان.

وقد قامت ليبويتز بالبحث في العلاقة بين الطعام الغني بالدسم وزيادة الوزن، والذي قدمته في اجتماع للجمعية الاميركية لتقدم العلوم. وهي تعتقد مع علماء آخرين أن الكثير من الدسم في الغذاء (أكثر من 30 في المائة من الحريرات المتناولة في اليوم) يحرض على زيادة الوزن بحثها الجسم على خزن الدسم وزيادة الشهية لتناول كميات اكبر من الدسم. وبينما تساعد هذه الآلية الناس على البقاء عندما يتعرضون لشح مزمن في مصادر الغذاء، فإنها تؤدي للسمنة الشديدة عندما تكون الأغذية الدسمة والمشروبات المحلاة رخيصة ومتوفرة في كل مكان.

وعلق الدكتور جول إلمكويست ان الجسم البشري مصمم لخزن أكثر ما يمكن من الطاقة.

واحدى الطرق المستخدمة للسيطرة على الوزن هي ايجاد طريقة لمعرفة استعداد الناس للسمنة قبل حدوثها، وبتوفر مثل هذا الاختبار يمكننا معرفة إلى أي مدى بإمكاننا أن نبذخ في تناول الأطعمة; فالناس يحبون أن يسمعوا إشارات الإنذار المبكرة.

وفي بحوثها قامت الدكتورة ليبويتز بتربية الفئران على غذاء منخفض الدسم. وعندما اصبحت يافعة بوزن طبيعي أطعمتها وجبة واحدة غنية بالدسم ثم عايرت مستوى الغليسيريدات الثلاثية في دمائها.

وتحدث السمنة بشكل طبيعي عند ثلث الفئران إذا ما أعطيت الفرصة لذلك. ولقد تبين للباحثة أن الفئران التي ارتفع عندها مستوى الغليسيريدات الثلاثية إلى أعلى قيم بعد تناول الوجبة الغنية بالدسم، كانت أيضا أكثر الفئران عرضة لزيادة الوزن والسمنة. ويأتي هذا البحث كحلقة في سلسلة كبيرة من الجهود التي تبذل في مخابر مختلفة للكشف عن مئات المورثات والمواد الكيميائية في الدماغ والتي تسيطر على الشهية والوزن. والدكتورة ليبويتز مهتمة بشكل خاص في كيفية رفع الأغذية الدسمة لمستويات الغليسيريدات الثلاثية، والتي بدورها تفعل المورثات الحساسة للدسم في الدماغ.

ويعتقد الباحثون أن الغليسيريدات الثلاثية، أو مادة مرتبطة بها، تنشط مورثات موجودة في منطقة تحت المهاد وهي غدة في قاعدة الدماغ. وتعمل هذه المورثات على تعزيز الإفراط في الأكل وخزن الشحوم. وقد أظهر البحث أن وجبة واحدة غنية بالدسم، كافية لتفعيل هذه المورثات. وتعمل هذه المورثات بشكل إضافي عند الفئران طبيعية الوزن والتي تميل للسمنة. فهي تنتج كميات كبيرة من الببتيدات بعد تناول وجبة غنية بالدسم. وقد وجد العلماء أن الحيوانات ذات المستويات العالية من الغليسيريدات الثلاثية لديها ميل لإنتاج مواد محرضة للشهية تدعى غالانين Galanin وأوركسين Orexin.

وكذلك تتدخل الغليسيريدات الثلاثية في قدرة هرمون يدعى ليبتين Leptin يعمل بشكل طبيعي على تثبيط الشهية. وعند النساء يبدو أنها تحث أيضا على إنتاج الهرمونات الجنسية (الأوستروجين والبروجسترون) والتي تحث بدورها على إطلاق المزيد من ببتيدات زيادة الوزن في الدماغ.

=