الأطباء يعيدون النظر في زراعة الألياف العضلية لمعالجة مرض الحثل العضلي

TT

أعلن الاطباء الاميركيون والبريطانيون في دراسة جديدة انهم لا يستطيعون ايجاد دليل واضح يشير الى ان المرضى المصابين بمرض الحثل العضلي يتحسنون بعد زراعة الالياف العضلية لهم.

وقال الباحثون من مؤسسة البحوث الخلوية في أميركا، ان التحقيقات الجديدة حول زراعة الالياف العضلية كانت مخيبة للآمال وقد يكون مصير زراعة الالياف العضلية مهدداً بالايقاف اذا لم تثبت البحوث اللاحقة فائدتها للمرضى.

وتعتمد طريقة زراعة الالياف العضلية على استبدال الالياف العضلية غير الفعالة لدى المرضى المصابين بأخرى مأخوذة من متبرعين يحملون نفس الفصيلة او الزمرة الدموية، واستنادا الى البحوث السابقة يفترض ان تلتصق الالياف المزروعة مع الالياف العضلية الموجودة لدى المريض لاعطاء حركة متناسقة مع الجهاز العصبي العضلي للمريض.

واجرى تيري بارتريج من مركز البحوث (MRC) في لندن بعض التجارب لتحري صحة الموضوع، خاصة ان العديد من المراكز التي اجرت زراعة الالياف ادعت نجاح هذا الاسلوب العلاجي.

وكان ادعاء المراكز الطبية يعتمد على الخزعات العضلية التي تؤخذ من مريض بعد اجراء عملية الزراعة، حيث وجد في الخزعات ان عضلات المريض تظهر مادة الديستروفين، الموجودة عادة في العضلات الطبيعية، بعد عملية الزراعة، وهذا دليل على التحسن، لكن بارتريج قد بين ان مصدر الديستروفين ليس من العضلات المزروعة وانما من الالياف العضلية للمريض نفسه، خاصة ان الببتيدات البروتينية او السلاسل البروتينية الموجودة في العضلات تحتوي على المورثات التي تصنع الديستروفين العضلي.

وللتحقق من النتائج اخذ بارتريج خزعة من عضلات مريض اجريت له الزراعة، وفحصها بطرق مختلفة عن المألوف، حيث قسم الخزعة الى اجزاء متعددة وكل جزء وضع عليه اضدادا خاصة لتحري الديستروفين، ووجد ان العضلات التي اجريت فيها الزراعة لا تستطيع انتاج الديستروفين نهائيا ولا تحتوي عليه اصلا، وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة «نيتشر ميدسين».

وقد انتقد الاطباء استنادا الى هذه الدراسة المراكز الطبية التي تجري المعالجة بهذه الطريقة، حيث تمت تجربة الطريقة العلاجية الجديدة على 120 طفلا يعانون من الحثل العضلي بتكلفة 150 الف دولار لكل طفل فقط.

وقال ايرك هوفمان من جامعة بتسبرغ الاميركية: ان جميع الدراسات العلمية الاكاديمية بينت ان نتائج هذا الاسلوب العلاجي سلبية، ما عدا المراكز الطبية الخاصة التي تأخذ اموالا طائلة على عمليات الزراعة التي اشارت الى وجود نتائج ايجابية، وبالطبع من البديهي ان تكون النتائج ايجابية.

وطالب الاطباء بايجاد طرق بديلة لمعالجة مرض الحثل، حيث طرح الباحثون في لقاء جمعية الوراثية طرقا وراثية جديدة من شأنها ان تساعد على ايجاد حل للمشكلة، فقد طرح الباحث جوفاني سولفيتر من ميشيغان ادخال مورثات الديستروفين الى العضلات المصابة بواسطة فيروسات عذية معدلة وراثيا.

وقد اشارت التجارب المخبرية الى نجاح هذه الطريقة نوعا ما في تحريض الخلايا العضلية على انتاج الديستروفين، لكن لا تعرف النتائج السريرية إلا بعد تجربتها بشكل عملي.