آفاق ومشاكل عمليات تطويل العظام وتعديلها

ما يجب أن يعرفه القارئ عن العمليات واختلاطاتها

TT

تابعت وباهتمام شديد مقالة «الشرق الاوسط» في عددها 8472 بتاريخ 2001/12/24، بخصوص التحذير من عمليات تطويل العظام بسبب كثرة اختلاطاتها الجانبية. لقد تعرضت المقالة الى الكثير من المعلومات العلمية التي شعرت ان طريقة طرحها قد تؤدي الى سوء الفهم من جانب القارئ، خاصة الذين لا يعلمون الكثير عن تطويل العظام.

تجدر الاشارة الى انه لا توجد جراحات من دون اختلاطات جانبية، وان عمليات التطويل حتى وان كان القليل منها، بل وفي بعض المراكز النادر منها، يتم اجراؤه للتجميل، لا يمكن مقارنتها بعمليات التجميل المعتادة مثل تعديل الانف او شد الوجه. ولكن في اغلب الاحيان يتم اجراء عمليات التطويل للحالات المعقدة والمستعصية مثل التشوهات الولادية والكسور المضاعفة والتهابات العظام المزمنة والتي غالبا ما يكون الحل البديل لها هو البتر، وبهذا يكون التطويل او تعويض العظام أملا حقيقيا لهؤلاء المرضى، وتكون هذه العمليات (بواسطة الجراحين المتخصصين) ممكنة وبعدد محدود ومقبول من الاختلاطات الجانبية.

وهناك فرق بين تطويل الاقزام وتطويل القصر الناتج عن عدم تساوي الطرفين السفليين بأسبابه المختلفة، والتطويل التجميلي والذي يعتبره البعض في الولايات المتحدة الاميركية امرا ممكنا لمن هو اقصر من 166 سم من الرجال و 153 سم من النساء، وهذا في حد ذاته موضوع جدل كبير من الناحية الاخلاقية للمهنة الطبية.

كما ذكرت المقالة الكثير عن الاختلاطات التي يمكن حدوثها اثناء التطويل، ولكن من المهم ان نعرف ان مراكز التطويل المتقدمة تتابع المريض اسبوعيا اثناء فترة التطويل ويكون المريض على اتصال دائم بفريق التطويل طوال هذه الفترة، وفي حالة حدوث التهاب اسياخ الشد اثناء المتابعة المذكورة يتم علاج المريض بالمضادات الحيوية بسهولة بسبب الاكتشاف المبكر لحدوثها.

واما عن امكانية حدوث شلل في الاعصاب فهذا امر نادر جدا، حيث ان خبراء التطويل يعلمون جيدا اماكن وجود الاعصاب ويتلافونها عند وضع اسياخ الشد، وايضا فإنهم يتقيدون بنسبة التطويل المذكورة سابقا (%20 - 15) مما يحد من امكانية حدوث شلل في الاعصاب.

وعن الاختلاطات العضلية، فيمكن تقليلها إما بواسطة العلاج الطبيعي، او تطويل الاوتار بعد ستة اسابيع من تطويل العظام، او استخدام مادة البوتوكس Botox في حال القصر الخلقي.

كما تحدثت المقالة ايضا عن امكانية حدوث خلع اثناء التطويل، ولكن يمكن تجنب ذلك بالمتابعة الاسبوعية التي تشتمل على الفحص الاكلينيكي للمفصل الذي يتم التطويل حوله واخذ اشعة، وبذلك يمكن اكتشاف امكانية حدوث الخلع قبل حدوثه وبالتالي يمكن منع حدوثه.

كما تكلمت المقالة ايضا عن الالتحام المبكر، لكن مع خبرة المختص في التطويل يمكن استخدام معدل التطويل المتناسب مع عمر المريض وضبط هذا المعدل اسبوعيا مما يحد كثيرا من حالات الالتحام المبكر.

وتجدر الاشارة الى انه يجب ترك هذه الجراحات للمختصين في هذا الفرع، فقد اثبتت الدراسات، خاصة دراسة الدكتور دال في ولاية مينسوتا ان نسبة الاختلاطات الجانبية الواقعة اثناء عملية التطويل تنخفض بطريقة واضحة مع زيادة خبرة الجراح في هذه العمليات.

واما عن الجديد في عالم التطويل فهو جهاز يدعى ISKD اختصارا لـ Intermedullary Skeletal Kinetic Distractor، يسهل عملية تطويل العظام من دون الحاجة الى اجهزة توضع خارج الجسم، ويتم تركيب الجهاز داخل العظمة المراد تطويلها فقط ومن دون جهاز خارجي للتطويل، وحاليا يخضع هذا الجهاز للاختبار في اربعة مراكز متخصصة في الولايات المتحدة الاميركية وذلك بعد ان عولجت بنجاح اول عشرين حالة في ولاية فلوريدا، حيث يعمل مبتكر هذا الجهاز.

* طبيب سعودي مختص في جراحة اصابات الملاعب والمناظير وجراحة عظام الاطفال وتطويل العظام وعلاج الكسور المستعصية.

=