دواء «التاموكسيفين» يقلل من نسبة الإصابة بسرطان الثدي بمعدل 45 في المائة

TT

أشارت دراسة أميركية جديدة ان دواء التاموكسيفين البريطاني الصنع الذي يستخدم في معالجة السرطان، يمكن استخدامه كعلاج وقائي للنساء السليمات أيضاً، حيث يقلل من الإصابة بالسرطان بمعدل %45 لدى النساء اللواتي يستخدمنه بشكل وقائي مقارنة مع النساء العاديات. وهذه الدراسة قد تحل الجدل القائم حول ضرورة إعطاء الدواء بشكل وقائي للنساء أم لا.

بدأت الدراسة الأميركية في عام 1992، واستمرت طيلة السنوات الست السابقة، وشارك فيها أكثر من 13 ألف امرأة لديهن خطورة عالية لحدوث السرطان. ثم اوقف العلماء الدراسة قبل موعدها المحدد بسنة تقريبا، وذلك نظراً للتأكد من الفوائد الكبيرة لهذا الدواء، حيث بدأت النساء اللواتي يأخذن الأدوية الوهمية، تناول الدواء الحقيقي لكي يستفدن من محاسنه. وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في العالم التي وضحت فائدة الوقاية حسبما قال متحدث باسم المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة.

ووفق الدراسة فإن مجموعة النساء اللواتي يأخذن الأدوية الوهمية، تطورت لديهن 100 حالة سرطان، مقارنة مع 55 حالة لدى النساء اللواتي يأخذن الدواء بشكل فعلي.

* سرطان الثدي

* يصيب سرطان الثدي امرأة من كل 12 امرأة من تعداد السكان خلال مرحلة الحياة، لكن بشكل عام تبلغ نسبة الإصابة ثلاثا لكل عشرة آلاف امرأة. وبينت الإحصائيات البريطانية ان سرطان الثدي مسؤول عن 15 ألف وفاة سنويا لدى النساء.

وقد عبر الأطباء البريطانيون عن قلقهم تجاه هذا الدواء لأنه إذا استخدم للوقاية من سرطان الثدي لفترة طويلة من الزمن قد يترافق مع اختلاطات جانبية مهمة مثل الإصابة بسرطان الرحم، لكن بشكل أولي لا يوجد دواء وقائي آخر، وإذا كان لا بد من استخدامه، فيجب أن يتم ذلك تحت رقابة مكتب الأدوية في بريطانيا. وقد كان الأطباء على دراية بفائدة هذا الدواء منذ فترة طويلة من الزمن تعود إلى عام 1973، لكن الدراسة الأميركية كانت أول دليل قوي على الفائدة الوقائية للدواء.

يعمل مبدأ الدواء على تثبيط تأثيرات هورمون الاستروجين الذي يساعد على نمو أورام الثدي. وقال الدكتور ريموند ويزلي من المركز الطبي في جامعة «جورج تاون» إن الدواء يستخدم في معالجة السرطان ومهاجمته، أو بمعنى آخر يستخدم كعلاج هجومي، وإذا كان سيستخدم كعلاج وقائي لدى النساء فلا بد من أخذ الاختلاطات الجانبية في الاعتبار. لذلك يجب إجراء معادلة توازن بين المحاسن التي سوف تجنيها المرأة، والمساوئ التي يمكن أن تنتج عن الاستخدام. ومثال على ذلك سرطان الرحم، فليس من المنطق أن تُحمى المرأة من سرطان الثدي لتصاب بسرطان الرحم.

لكن سيدني بيرسون، المديرة التنفيذية للمركز الطبي النسائي في نيويورك، أكدت ان لهذا الدواء فائدة وقائية كبيرة لدى النساء اللواتي يتحدرن من أسر يكثر لديها سرطان الثدي أو لدى النساء اللواتي لديهن خطورة كبيرة للإصابة بالسرطان.

وكان للدكتور جون توي من مركز الأبحاث السرطانية في لندن، رأي آخر، وقال: إن الدراسة الأخيرة يجب أن تُقيّم من قبل لجنة حيادية، ومن المبكر أن يبدأ الأطباء بوصف الدواء بشكل اعتباطي، خاصة للنساء اللواتي في منتصف عمرهن (40). ورغم ان النتائج مشجعة، لكن يجب التأكد من ان المحاسن أفضل من المساوئ التي يمكن أن تنتج عن هذا الدواء.

* دراسات أخرى

* الجدير بالذكر ان هناك دراسة مشابهة تماما في بريطانيا بدأت في عام 1995، ولم تنته بعد، ودعيت هذه الدراسة بـ IBIS، ويقوم بدعمها مركز البحوث السرطانية في «امبيريال كولدج».

وقال كلير نيل، إن المعطيات التي قدمتها الدراسات الحالية ما زالت في طورها الأول ويجب تقييم النتائج بشكل دقيق قبل التورط بوصف الدواء بشكل واسع. ويمكن القول مبدئياً إن الدواء ليس بالضروري أن يكون مناسباً لكل الفئات العمرية من النساء، وعلى الأرجح أن يوصف للنساء اللواتي يحملن خطورة عالية للإصابة بالسرطان، أو يوصف للنساء اللواتي وصلن إلى سن اليأس، أو النساء المصابات بسرطان الثدي وذلك لمنع إصابة الثدي الآخر.

وقال الدكتور جون بستر من مركز الابحاث السرطانية في لندن، إن دواء التاموكسيفين يفيد في معالجة حالة ترقق العظام وهشاشتها لدى النساء المسنات، لذلك يمكن الحصول على أكثر من فائدة من استخدام هذا الدواء لدى اللواتي تجاوزن الخمسين من العمر.

=