عملية إصلاح التشوه الصدري للجنين داخل الرحم

TT

اجرى الاطباء البريطانيون بقيادة البروفيسور كيبروس نيكوليدس مدير مركز هاريس للبحوث المتعلقة بحق الولادة الطبيعية في مستشفى كنج كولدج في لندن، عملية ريادية من نوعها في بريطانيا لإصلاح تشوه صدري قد يكون مميتا للجنين داخل الرحم.

يدعى التشوه الصدري بالفتق الحجابي الولادي، اي غياب جزء من العضلة الحجابية التي تفصل احشاء البطن عن محتويات الصدر (القلب والرئة) وهذا الغياب الجزئي للحجاب يؤدي الى ضغط المعدة والامعاء على القلب والرئتين، حيث تتأذى الرئتان بشكل خاص بعد الولادة والضغط على القلب قد يؤدي الى موت الجنين داخل الرحم.

* مبدأ العملية

* يقوم مبدأ الجراحة على استخدام تقنية جراحة المناظير بالدخول الى الرحم من خلال ثقبة صغيرة جدا تدعى ثقب المفتاح Keyhole Surgery، وبعد الوصول الى الجنين يقوم الاطباء باغلاق الطريق التنفسي الرئيسي للرئتين (الرغامى)، او ما يدعى القصبة التنفسية الرئيسية وهي تصل الحنجرة بالتشعبات القصبية، بملقط معدني خاص، وبالطبع اغلاق الرئتين خلال الحياة الجينية لا يؤثر على الطفل لأنهما غير فعالتين من الناحية التنفسية، فالجنين يأخذ الدم المؤكسج من الأم. وبدلا من دخول الهواء الى الرئتين اثناء الحياة الجينية تدخل السوائل التي يفرزها الجنين داخل الرحم او ما يدعى بالسائل الامينوسي.

هدف العملية هو منع دخول هذا السائل الى الرئتين وبالتالي تنمو الرئتان بشكل افضل داخل الصدر من ناحية، ويخف الضغط على النسيج الرئوي الذي يكون مزدوجا من احشاء البطن والسوائل من جهة اخرى.

ابتكر طريقة العملية مجموعة من الاطباء في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، وقد تمكن الفريق الذي يرأسه البروفيسور مايكل هاريسون من اجراء 9 عمليات من هذا النوع، لكن لسوء الحظ توفي ثلاثة منهم داخل الرحم، وينتظر الاطباء نتائج العمليات الاخرى.

* مراحل العملية

* يبدأ الأطباء في الثلث الاخير من الحمل وذلك بعد التأكد من التشخيص. وكما ذكرنا يتم اغلاق الطريق التنفسي بملقط خاص، وهذا الملقط لا يؤذي «الرغامى» لأنها محمية بواسطة الغضاريف نصف الدائرية او ما يدعى الحلقات الغضروفية. وعندما يصل الجنين الى نموه الكامل، يقوم الاطباء بتوليده عن طريق عملية قيصرية، حيث يخرج الرأس والعنق في البداية وينزع الملقط قبل ان تبدأ عملية التنفس لدى الجنين. بعدها يتم قطع الحبل السري ويأخذ الطفل تنفسه الاول.

تستغرق العملية داخل الرحم حوالي 3 ساعات وفيها عوامل خطورة كبيرة. ويقول هاريسون انه يجب اللجوء الى هذه العملية كخط علاجي اخير للاطفال الذين يعانون من التشوهات الصدرية، فإذا كان التشوه معتدلا فيجب عدم التدخل الجراحي اثناء فترة الحمل.

ويتم بعد الولادة غالبا اصلاح التشوه الصدري بشكل كامل وذلك بوضع رقعة خاصة او عن طريق اصلاح عضلة الحجاب الحاجز بشكل مباشر.

* وسائل كشف

* اكتشف العلماء بالصدفة في بريطانيا ان الوسيلة التشخيصية Nuchal fold التي تكشف متلازمة داون او التشوه المنغولي وذلك بقياس كمية السوائل الموجودة خلف رقبة الجنين وقياس سماكة الشحوم خلف الرأس، تستطيع كشف تشوهات ولادية كثيرة منها التشوهات القلبية وتشوهات عضلة الحجاب الصدري الذي يسبب الفتق الصدري.. الخ.

وينصح الاطباء بإجراء هذا المسح بواسطة التصوير الطبقي عندما يكون عمر الحمل ثلاثة اشهر. واستنادا الى دراسة ضمت 117 ألف امرأة بريطانية خضن هذه التقنية التشخيصية وجد ان واحدا من اصل 4 آلاف جنين يعانون من تشوهات صدرية، وسوف تنشر تفاصيل هذه الدراسة في المجلة الطبية البريطانية الشهر المقبل.