رئيس مؤتمر مسلمي سري لانكا: أحداث 11 سبتمبر أثرت على أوضاع المسلمين بشكل سلبي كبير

مسلمو بلاد الشاي .. طموح للمشاركة السياسية بالطرق الديمقراطية يصطدم بعقبات التمييز داخل المجتمع

TT

يسعى مسلمو سري لانكا إلى فرض مشاركتهم في الحياة السياسية في بلادهم والحصول على حقوقهم السياسية عن طريق النضال الديمقراطي في الوقت الذي يتعرض فيه مسلمو هذه الجزيرة إلى تمييز ضدهم في عدد من مجالات الحياة، بالإضافة إلى التأثير السلبي لأحداث 11 سبتمبر (أيلول) الماضي في أميركا على أوضاعهم في البلاد.

وأبلغ رؤوف حكيم رئيس مؤتمر مسلمي سري لانكا ووزير تطوير مناطق المسلمين الشرقية، وفدا من الصحافيين السعوديين أخيرا في كولومبو أن القضية الأساسية في الوقت الراهن هي تسوية الصراع العرقي والطائفي الدائر في شمال وشرق البلاد لما يزيد عن عقدين من الزمان ونسبة مشاركة المسلمين في الحياة السياسية.

وبحسب الوزير حكيم، فإن المسلمين يشكلون 35 في المائة من غالبية السكان في مناطق شرق البلاد، فيما يشكل التأميل 42 في المائة ويعيش المسلمون في المناطق الأخرى في حالة من الفقر.

وقال في هذا الخصوص: «مسؤوليتنا ونضالنا حاليا هما أنهاء هذه المشاكل والعنف الذي تعرض له المسلمون من قبل التأميل والأعراق الأخرى».

وأوضح أنه قام أخيرا بزيارة إلى مدينة كيلونيشاشي التي يسيطر عليها التاميل، حيث التقى بقائدهم فيلوبيلاي براباخاران، وتناولت المباحثات وسائل بناء الثقة المتبادلة ومواصلة الحوار لمعالجة القضايا السياسية التي تهم الجانبين، مضيفا بأن مؤتمر مسلمي سري لانكا يطمح إلى المشاركة في محادثات السلام التي ستبدأ الشهر المقبل في تايلاند بوساطة نرويجية.

وأعلن في كولومبو أخيرا عن توصل متمردي حركة نمور التاميل إلى اتفاق مع الأقلية المسلمة في البلاد، وذلك في إطار أحدث مرحلة من عملية السلام الجارية حاليا هناك.

وبمقتضى الاتفاق، وافق المتمردون على عودة 100 ألف مسلم إلى ديارهم في المناطق التي يسيطرون عليها بعد أن كانوا قد أجلوا عنها عام 1990.

ويعد السلمون ثاني أكبر أقلية في البلاد بعد التاميل بحيث يشكلون حوالي 9 في المائة من تعداد السكان هناك والبالغ حوالي 20 مليون نسمة، فيما يشكل الهندوسيون التاميل حوالي 19 في المائة والسنهاليون الذين يدينون بالبوذية حوالي 70 في المائة وأخيرا المسيحيون.

وأوضح حكيم أن أكثر من 200 مسجد تركت في الشمال وأكثر من 30 إلى 40 قرية تركها أهلها من المسلمين في الشرق ولجأوا إلى قرى أخرى من الجزيرة.

وحول تأثير أحداث 11 سبتمبر الماضي على أوضاع المسلمين في سري لانكا أكد أن هذه الأحداث أثرت على أوضاع المسلمين في سري لانكا مثلما أثرت على أوضاع المسلمين في جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى ظهور اتجاه في البلاد ينظر إلى المسلمين على أنهم إرهابيون كما أنهم اتهموا في إخلاصهم للقضايا الوطنية، وتم التشكيك في انتمائهم، وكذلك محاولة بعض الراديكاليين من استخدام هذه الأحداث ضد المسلمين.

وذكر حكيم أن أبرز العقبات والصعاب التي تواجه مسلمي بلاد الشاي تتلخص في الحاجة إلى أن تتم معاملتهم كمواطنين سواسية بالآخرين وبشكل عادل مع أفراد المجتمع.

وقال: «سري لانكا بلد متعدد الأعراق، ولذلك يجب أن ينعكس هذا الأمر في الحياة العادية للمجتمع لا أن يبرز عرق على حساب الأعراق الأخرى».

وأضاف: «في الوقت الحالي نجد التمييز ضد المسلمين في قطاع العمل الحكومي، حيث تسيطر عرقية معينة على هذه الوظائف ويمتد التمييز ليشمل أيضا الاستفادة من فرص التعليم المتاحة وكذلك توزيع الأراضي».

وأكد أن لدى الحكومة برنامجا لحصص متكافئة في جميع المجالات ولجميع الأعراق في المجتمع، موضحا أن البيروقراطية الإدارية وسيطرة فئة واحدة على أعمال الحكومة تعطلان مثل هذه المشاريع.

وقال في هذا الصدد: «نلاحظ انخفاضا في توظيف المسلمين في القطاع الحكومي، وخير مثال على ذلك إذا تم قبول حوالي 100 شخص في أحد القطاعات الحكومية مثل إدارة الجمارك فإن نسبة المسلمين المقبولين من هذا الرقم لا تتجاوز 1 أو 2 في المائة وحتى التاميل نجد أنهم يعانون من نفس المشكلة وأحيانا لا يأخذون أي شخص من المسلمين أو التاميل».

وشدد على أن هذا التمييز هو الذي دفع التاميل إلى رفع السلاح ضد الحكومة، مؤكدا أن المسلمين لم يلجأوا إلى خيار حمل السلاح.

وقال: «بل لجأنا وما زلنا إلى النضال السياسي بالطرق الديمقراطية السلمية وقد أظهرنا لمؤيدينا أنه باستطاعتنا الحصول على حقوقنا من خلال النضال الديمقراطي، ولم يستطع أي حزب على مدى أربع فترات رئاسية متعاقبة تشكيل حكومة في البلاد إلا من خلال الائتلاف مع المسلمين».

وأكد حكيم أن للمسلمين كامل الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية من خلال 2500 مسجد في مختلف أنحاء البلاد وعبر ما يزيد عن 800 مدرسة إسلامية من أصل 10.000 مدرسة منتشرة في مختلف مناطق سري لانكا.