العالم الإسلامي يشهد عملية غسل الكعبة المشرفة مطلع شعبان

الكسوة تصنع في مصنع بمكة المكرمة منذ عام 1346هـ

TT

يشهد المسلمون في كافة أنحاء العالم مطلع شهر شعبان المقبل في الثامن والعشرين من اكتوبر (تشرين الأول) الجاري مراسم عملية الغسل الاولى للكعبة المشرفة، إذ يشرف الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز. وتتم عملية غسل الكعبة المشرفة، التي جرت العادة عليها من قبل الحكومة السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، مرتين في العام الأولى في شهر شعبان والثانية في شهر ذو الحجة.

ومن المقرر أن يشاهد المسلمون، كما جرت العادة، مراسم غسل الكعبة المشرفة من مكة المكرمة عبر التلفزيون السعودي والأقمار الصناعية على الهواء مباشرة. ويشارك في مراسم الغسل العديد من المسؤولين السعوديين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى السعودية ورؤساء بعثات الحج وسدنة بيت الله الحرام وجموع من المواطنين.

ومن المقرر أن تبدأ مراسم عملية الغسل بالطواف حول الكعبة المشرفة والصلاة، ثم الصعود لداخل الكعبة المشرفة وغسل ارضيتها وجدرانها من الداخل ثم تنشيفها وتعطيرها. وتغسل الكعبة خلالها من الداخل بماء زمزم وطيب الورد والمسك، وهذا الطيب يقدم هدية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز. وفي المقابل، تكسى الكعبة المشرفة أيضا مرة واحدة في العام وهو اجراء سنوي يتم في يوم الوقفة الكبرى في عرفات. وتصنع الكسوة في مصنع في مكة المكرمة منذ عام 1346هـ. وتحظى باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الذين يحرصون دائما على تطوير مصنع كسوة الكعبة المشرفة وتزويده بالاجهزة والآليات الخاصة بهذه الصناعة.

وكان مصنع كسوة الكعبة المشرفة قد انشأ بقرار الملك عبد العزيز في عام 1937، بعد أن كانت هذه الكسوة تقدم من كبار الملوك منذ القرون القديمة والحديثة. وكانت أول عملية كسوة للكعبة قد تمت في عهد النبي محمد صلى اللله عليه وسلم في عام الفتح في السنة الثامنة للهجرة، وتابع الخلفاء الراشدون وملوك المسلمين في شتى العهود باعتباره واجبا وشرفا عظيما.

وفي عهد الملك فيصل تم بناء مقر جديد لمصنع كسوة الكعبة المشرفة، وقام بافتتاحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز إبان أن كان وليا للعهد. ورغم أن المصنع يضم أحدث التجهيزات، فإن الكسوة في معظم أجزائها تصنع يدويا، بحيث تنسج من الحرير الخالص آليا وتنقش عليها العبارات الكريمة التالية « لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله جل جلاله، سبحان الله وبحمد الله، سبحان الله العظيم».

وتتكون كسوة الكعبة المشرفة من خمس قطع تغطى كل قطعة وجه من أوجه الكعبة، أما الخامسة فهي الستارة التى توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع الاربع مع بعضها البعض. وتبلغ تكاليف الكسوة نحو 17 مليون ريال شاملة المواد الخام وأجور العاملين.

ويبلغ ارتفاع الثوب أربعة عشر مترا ويوجد في الثلث الأعلى منها حزام مطرز مغطى بسلك مطلي بالذهب، ويبلغ عرضه 95 سنتيمترا وبطول 47 مترا مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية بالخط الثلث المركب ومحاطة بإطار من الزخارف الإسلامية. ويحيط الحزام بكامل الكسوة، ويتكون من ست عشرة قطعة، ويوجد بالكسوة تحت الحزام على الأركان سورة الاخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الاسلامية، كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل اطار منفصل وفي الفواصل بينها يوجد شكل قنديل مكتوب عليه «يا حى يا قيوم يا رحمن يا رحيم» أو «الحمد لله رب العالمين».

كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المشرفة والتى يطلق عليها اسم «البرقع» وهي مصنوعة من الحرير، ويبلغ أرتفاعها ستة أمتار ونصف المتر وبعرض ثلاثة أمتار ونصف المتر مكتوب عليها آيات قرآنية كريمة وزخارف اسلامية مطرزة ومغطاة بأسلاك فضية مطلية بالذهب.

ويستهلك الثوب الواحد للكعبة 450 كيلو جراما من الحرير فيما تبلغ مساحة مسطح الثوب 658 مترا مربعا، وتتألف القطع المذهبة المثبتة على الثوب والحزام من 16 قطعة يبلغ مجموع أطوالها مايقارب من47 مترا. كما تشتمل الكسوة على 4 قطع صمدية توضع على الأركان و6 قطع تحت الحزام و14 قنديلا موضوعة بين اضلاع الكعبة. =