جامعة القرويين تسعى لاستعادة رسالتها الدينية والعلمية

TT

ما زال جامع القرويين في مدينة فاس يشكل اعظم آثار المغرب الاسلامية والأكثر شهرة على الاطلاق ليس فقط بعمارته وسعة المباني والتشييد والزخرفة الاسلامية الرائعة، بل لأن القرويين هي التي جعلت من فاس حاضرة المغرب وعاصمته العلمية، حيث جمعت بين علم القيروان في تونس وعلم قرطبة الاندلسية، فرحل اليها منذ قرون العلماء من كافة انحاء العالم. واستمرت تؤدي دوراً حضارياً كمركز للاشعاع العلمي والديني في الغرب الاسلامي لعدة قرون.

وفي خطوة اقدم عليها المغرب اخيرا لاعادة إحياء دور جامعة القرويين والتعليم الاصيل بمختلف شعبه، تخرج اخيرا اول فوج في مدينة فاس من الطلاب حاملي الشهادة العالمية. وسيقع على عاتق هؤلاء الخريجين وعددهم 29 طالبا، ومن يليهم من خريجين آخرين، احياء الدراسة بجامعة القرويين العتيقة التي هجرها الطلاب والعلماء منذ سنوات. ويشرف نخبة من العلماء حاليا على تدريس الطلاب في شتى المراحل بدءا من الكتاتيب القرآنية وصولا الى الدراسات العليا التي تتوج بالحصول على شهادة العالمية.

وقال عبد الكبير العلوي المدغري وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية المغربي بمناسبة تخرج الدفعة الاولى من طلاب الشهادة العالمية، ان القرويين ستسعى خلال المرحلة المقبلة الى تأهيل علماء متمكنين من علوم الشريعة للقيام بالدعوة الى الله والوسطية والاعتدال والتسامح والمرونة، وبالتالي سيشكلون درعا واقيا للمجتمع من التطرف الديني والالحاد والعلمانية والارهاب الآيديولوجي. ودعا الوزير الى تقوية مناهج ومسار التعليم الاصيل ليكون جسرا ما بين التعليم العتيق والتعليم العصري.

يذكر ان الطلاب الذين يحصلون على شهادة العالمية من القرويين يتلقون دراسة في مختلف العلوم الشرعية من تفسير وفقه وحديث وأصول، الى جانب التاريخ والادب والعلوم الحديثة. وستصدر في القريب عدة مراسيم ستنظم الدراسة في جامعة القرويين في جميع المراحل ليكون هذا النوع من التعليم منسجما مع العصر.