إعلان دمشق حول الحوار بين الحضارات يؤكد حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحرير أراضيها

TT

اعتمد المشاركون في الندوة الدولية حول الحوار بين الحضارات من أجل التعايش التي عقدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) برعاية الرئيس السوري بشار الأسد، (إعلان دمشق حول الحوار بين الحضارات من أجل التعايش)، وذلك في ختام أعمال الندوة التي عقدت في فندق إبلا الشام في دمشق.

وأكد الإعلان ان الحوار بين الحضارات هو اختيار العقلاء المدركين لمسؤولياتهم تجاه مصير الإنسانية والمؤدّين للأمانة التي يحملونها، ومنهج الحكماء الساهرين على سلامة المجتمعات واستقرارها وازدهارها، وهو البديل عن الصراع الذي يؤدي إلى نشوب الحروب، ويتسبب في إثارة النزاعات، ويؤدي إلى نشوء الأزمات على جميع المستويات.

وشدد على أن الحوار بين الحضارات ضرورة مؤكدة من ضرورات استكمال شروط الحياة الإنسانية الكريمة في ظل السلام العادل والاحترام المتبادل والتطبيق النزيه لقواعد القانون الدولي، والحوار يؤكد الحق في الاختلاف والمغايرة والتعددية وداخل إطار وحدة المجتمع الإنساني ويضمن الدفاع عن حقوق الإنسان التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية والمبادرات الإنسانية، وفي مقدمتها (حلف الفضول) الذي يعتبر أول عهد لحماية الإنسان في التاريخ الإنساني.

وأوضح ان تعزيز الحوار بين الحضارات مسؤولية إنسانية مشتركة يتحملها، بصورة خاصة، صانعو القرار بمختلف درجات المسؤولية، والنخب الفكرية والثقافية والقيادات الإعلامية في العالم كله، من أجل المشاركة الجماعية في بناء السلام في الحاضر والمستقبل، على أسس قوية تصمد أمام الأزمات الطارئة الناتجة عن الأحداث غير المتوقعة التي من شأنها أن تهز الاستقرار الدولي وتروع الضمير الإنساني.

واعتبر ان الحوار بين الحضارات وسيلة فعالة للقضاء على التمييز العنصري والاستعلاء العرقي والتطرف الديني، وهو العنصر الأكثر قوة في اقرار مبادئ المساواة الكاملة بين الشعوب والأمم في الحقوق والواجبات جميعا.

وجاء في الإعلان ان الحوار بين الحضارات يساهم بدرجة كبيرة في التقارب بين الشعوب والأمم، وفي ازالة الحواجز المتراكمة من سوء الفهم المتبادل ومن الافكار المسبقة القائمة على أسس غير صحيحة والتي تختزنها الذاكرة الشعبية لثقافة شعب من الشعوب عن ثقافة شعب آخر، مما يجعل من مواصلة الحوار وتوسيع دائرته وتعزيز التعايش، رسالة النخب الفكرية والكفاءات الثقافية والعلمية، ومسؤولية المهتمين بالمصير الإنساني، كل من الموقع الذي يشغله.

ودعا إلى توجيه الحوار بين الحضارات إلى الاهتمام بالموضوعات التي تشغل الإنسانية وتؤرق ضميرها، وإلى ايجاد حلول وتسويات مستلهمة من روح الحضارات والثقافات، بحيث يستهدف الحوار في المقام الأول، دعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن أراضيها ومقدساتها، ومناهضة روح الهيمنة وفرض نظام العولمة ذي المنزع الفكري والثقافي الواحد على المجتمع الدولي قسرا وضد إرادة الحكومات والشعوب، ومنع العدوان بكل اشكاله على الشعوب الطامحة إلى الحرية والانعتاق، وأن يكون الحوار بين الحضارات على جميع مستوياته، وسيلة للوقوف ضد حرمان الشعوب من حقوقها التي أكدتها المواثيق الدولية وكفلتها الشرائع السماوية وضمنتها المبادئ الإنسانية، وأن يكون عاملاً فعالاً في التوعية بأهمية قضايا التنمية المستدامة ودورها في تطوير الحياة الإنسانية ونشر قيم العدل والمساواة والتعايش بين شعوب العالم.

وجاء في الإعلان أيضاً ان قيام الحوار بين الحضارات والثقافات على قاعدة الاحترام المتبادل بين المنتسبين لهذه الثقافات والمنتمين لهذه الحضارات جميعا، يحمي مبادئ الحق والعدل والانصاف، ويكون دافعاً مساعداً لمساعي المجتمع الدولي من أجل تعميق التسامح واستتباب الأمن والسلام والتعايش الثقافي والحضاري الشامل بين البشر.

وأشاد الإعلان بجهود المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في العمل على اشاعة قيم الحوار بين الحضارات، وفي دعوة النخب المفكرة والمثقفة في العالم إلى المشاركة في الندوات الدولية التي تعقدها حول هذا الموضوع، وحث المنظمات والهيئات الدولية الأخرى المعنية بهذا العلم، على التعاون مع الايسيسكو في هذا المجال الحيوي، لترسيخ ثقافة الحوار الحضاري الهادف إلى انقاذ الانسانية مما يتهددها من المخاطر الناتجة عن الدفع بالحضارات والثقافات نحو الصراع بدلاً عن الحوار.

كما أشاد المشاركون بمبادرة الجمهورية العربية السورية إلى احتضان هذه الندوة واستضافتها، واعتبروا انعقادها في هذا البلد ذي التاريخ الحضاري العريق، الذي يساهم اليوم بقيادة الرئيس بشار الأسد في الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والتعايش السلمي بين شعوب العالم، عاملاً مؤثراً في ارساء قواعد الحوار بين الحضارات وتحقيق الأهداف النبيلة التي يسعى إليها المخلصون والمنصفون من مثقفي العالم وأحراره.