رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تثمن الدور التاريخي لخادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام والمسلمين

TT

اتفق المسؤولون في ندوة عناية خادم الحرمين الشريفين بالمسجد الحرام، على ان التوسعة التي شهدها المسجد الحرام في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، هي درة الاعمال الجليلة التي اضطلع بها في خدمة الاسلام والمسلمين، مؤكدين ان الملك فهد بن عبد العزيز، اضطلع بهذا المشروع ووضعه تحت رعايته واشرافه الشخصي انطلاقا من ايمانه العميق بأن ذلك أمانة تشرفت بها السعودية فتحملت مسؤوليتها حتى وفقت قيادتها للانفاق على هذا العمل الجليل، موضحين ان هذا المشروع التاريخي يقف اليوم معلما اسلاميا شامخا ستظل تردده الاجيال وشاهدا على ما قامت وما تقوم به السعودية من اعمال جليلة تهدف جميعها لخدمة الاسلام والمسلمين.

وشهدت الندوة التي نظمتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمناسبة الاحتفال بمرور عشرين عاما على تولي الملك فهد بن عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد، اوراق عمل تحدثت عن العديد من الجوانب الفنية والتقنية والمعمارية التي صاحبت مشروعي التوسعة. وافتتح عبد الله الفايز نيابة عن الامير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، الندوة والمعرض المصاحب لها والتي اقيمت في قاعة التضامن الاسلامي، وشهد الحفل استعراضا لمعرض الصور الذي يحكي تاريخ التوسعة والمراحل التي مرت بها.

وقال صالح بن عبد الرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ان معرض عمارة الحرمين الشريفين تقرر تحويله الى معرض دائم يحكي عن انجازات خادم الحرمين الشريفين في الحرم المكي والمسجد النبوي.

وشرح المهندس عبد المحسن بن عبد الرحمن بن حميد مدير المشاريع والدراسات بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعضا من تفاصيل توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة والتي نتج عنها ارتفاع الطاقة الاستيعابية الى 1.5 مليون مصل، مشيرا الى ان اعمال تجديد الكعبة المشرفة شملت ترميم حوائط الكعبة المشرفة من الخارج ومن الداخل، وتجديد سطح الكعبة والاعمدة الداخلية والسلم المؤدي الى سطح الكعبة، وتغيير ميزاب الكعبة المشرفة، ورخام جدار الحطيم، ومكسيات الكعبة من الداخل، موضحا ان الاجزاء الانشائية للكعبة من الداخل تشتمل على 3 اعمدة من الخشب متصلة بسقف خشبي من طبقتين ودرج داخلي يؤدي الى سقف الكعبة اضافة الى الحوائط الحاملة المبنية من الحجارة المأخوذة من جبل الكعبة بمكة المكرمة. واضاف ان توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام التي تشتمل على تطوير منطقة الحرم وانشاء شبكة لتصريف مياه السيول لحماية الحرم تمتد ما بين الحرم وجسر الحجون بمسافة الف وخمسمائة متر وما بين الحجون وميدان العدل بمسافة 5500 متر، ومشروع نفق السوق الصغير لفصل حركة المشاة عن حركة السيارات ولتلافي الاختناقات المرورية التي كانت تعاني منها المنطقة حيث تطلب ذلك تأسيس بنية تحتية تتلاءم مع التطور العمراني في المنطقة المجاورة للحرم. وتطرق بن حميد الى ان مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين شمل انشاء 1453 عمودا مكسوة بالرخام الابيض، كما روعي في التوسعة المحافظة على النمط المعماري الاسلامي المستخدم في التوسعة الأولى مع تطوير العناصر المعمارية بما يتلاءم مع طبيعة المواد المستخدمة والتقنية الحديثة.

وتحدث المهندس عبد المحسن بن حميد عن معرض عمارة الحرمين الشريفين، مشيرا الى ان المعرض يحتوي على 175 قطعة اثرية من مقتنيات الحرمين الشريفين و80 صورة فوتوغرافية للحرمين الشريفين قديما وحديثا، ويتكون من 7 قاعات.

من جهته، كشف الدكتور اسامة بن فضل البار عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج، عن الاسلوب العلمي والفني في انجازات مشاريع المسجد الحرام، مشيرا الى ان المشروع واجه تحديات وعقبات. وتحدث عن الخطة التي استخدمت في التوسعة من حيث الاستراتيجيات والمعايير والرسومات والمواصفات والتقنيات والاسلوب وعملية التشغيل والصيانة وركائز خدمات الصيانة بالمسجد الحرام، متناولا عناصر مشروع التوسعة من حيث الشكل والتصميم المعماري والنظم المساندة والكهربائية والميكانيكية. واوضح انه روعيت في التوسعة زيادة القدرة الاستيعابية للحرم واضافة مبنى جديد والاستفادة من الساحات المحيطة ومن سطح المسجد الحرام وتطوير المنطقة المركزية وتأمين سهولة الدخول والخروج من المسجد الحرام وايجاد مواقف للسيارات وتحقيق التجانس بين المبنى الجديد والقديم في الشكل والمضمون.

=